الغيرة هي احساس بالرغبة في تقليد الاخر أو الوصول الى مكانته وهو امر طبيعي طالما بقيت في حدودها الطبيعية في  ان تشكل  الغيرة محفزا للانسان لتحسين وضعه ضمن مقوماته وامكانياته وقدراته مادياً ومعنوياً

 ولكن تحول مشاعر الغيرة إلى حسد ويتبعها الكراهيه وتراكم الاحقاد ويتبعها العدوان المعنوي والجسدي فهنا تكون الغيره قد غادرت مواقعها الطبيعية إلى مواقع هابطه اخلاقياً واحياناً تكون الغيرة السوداء سلبيه على الانسان نفسه أو بيته فالمرأة التي تحاول مجاراة النساء من اصدقاء واقارب وجيران في مجالات اثاث المنزل أو لباسها أو مجوهراتها في ظل  امكانيات الزوج المتواضعة مالياً فأنها تسير بالعائلة  في منحدر إلى مصير مجهول

 وكذلك الابن الذي يطالب والديه بأكثر من طاقتهما للتباهي امام زملاءه  من الطلبه ويجبر اهله على شراء سيارة خاصة له  أو يطالب  بنفقات غير ضرورية لا ضرورة لها سوى  التباهي وتكون هذه المبالغ المدفوعه ديون على الاهل أو على حساب موازنة نفقات العائلة التي تغدو غير متوازنه ومن المحتمل أن يعرض العائلة إلى الضغط المالي أو أن يتسبب لوالده بأشهر أو سنوات من السجن لعدم تسديده قروض تم انفاقها أو استخدامها باستهتار

 ومن ناحية اخرى اذا شعر البعض بالغيرة السوداء نحو قريب أو صديق وحاولوا التسبب له بالاذى المعنوي أو الجسدي أو تشويه صورته أو سمعته امام الناس لا لذنب اقترفه ولا لجريمة ارتكبها ولا اساءلأي منهم إلا للغيرة السوداء أو الحسد التي نهشت قلوبهم ونفوسهم وحركت مشاعرهم السلبيه لتدفع السنتهم إلى نفث  سمومها كذبا وافتراءا انتقاما دون مبرر أي عدوانية محضه ودون سبب الا  ان الله انعم عليه بالعقل أو بالسمعة الطيبة أو بالرزق الحلال ولعدم تمكنهم من الوصول إلى ما وصل هو إليه في عيون الناس ويحاولون بسمومهم قتل الاستقرار في نفسه وبيته وتدميره من منطلق الغيرة السوداء التي يعاني اصحابها من خلل في تركيبة شخصياتهم وعقد لا حصر لها في نفوسهم ولو حققوا ما خططوا له أو فشلوا في تحقيق اهدافهم  فالحقد سيأكلهم من داخلهم ولن تتوقف غيرتهم السوداءلانهم سيكملون الطريق في البحث عن هدف جديد