إن العقل البشري من أكبر وأهم النعم التي أنعم بها الله تعالى على البشر وقد أمر الله عباده بالتفكير والتدبير في آيات عديدة من القرآن الكريم فهذا العقل جعل الإنسان منذ وجوده على هذه الأرض يطرح على تفسه الأسئلة ويبحث عن أجوبة لها ..

 والإنسان في كثير من الأمور التي تواجهه وعلى مختلف الأصعدة يحاول دائماً الوصول للحقيقة وأحياناً لا يرضى بأي شيئ يسمعه أو يراه ويحب أن تكون الصورة كاملة أمامه ومقنعة لشغفه بالأسئلة التي ربما في بعض الأحيان تأخذ وقتاً طويلاً لمعرفة الأجوبة عنها وهذا تبعاً للظروف التي تحيط به في حال كانت مساعدة لعملية البحث أم لا ..

ومن الأسئلة التي تشغل عقولنا هي هل يشيخ عقل الإنسان عندما يتقدم بالعمر أكثر وماهي العوامل التي تؤثر عليه وهي في نظر البعض تلعب دوراً كبيراً في سرعة وصول الإنسان إلى مرحلة شيخ العقول طبعاً في حال كانت العقول تشيخ فعلاً بالإضافة للأمراض التي يتعرض لها الإنسان مثل مرض الزهايمر الذي سعى العلماء في السنوات الأخيرة لإكتشاف الوسائل الممكنة لعلاجه وتأخير ظهوره ومنع تطوره وهناك بعض العلماء الذين تحدثوا عن أهمية ممارسة الرياضة وخاصة في السنوات المتقدمة من العمر لما لها من تأثير في تقليل الإصابة بالخرف بالإضافة إلى إتباع نظام غذائي يساعد في تعزيز قوة العقل لأنه ينشط البروتين الذي يساعد على بقاء عقل الإنسان في حالة من الصحة والشباب الدائم وحتى الضحك أيضاً يلعب دوراً في تنظيم العقل وتخفيف حدة التوتر ..

ونحن نتعلق كثيراً في واقعنا بالأشخاص الذين يتقدمون بالعمر ونحب أن نسمعهم ونأخذ بنصيحتهم ونجد لديهم الحكمة في التعاطي مع المشاكل التي نواجهها لأن الإنسان ومع التقدم بالعمر تزيد خبرته ويصبح أكثر قدرة على التفكير بسبب توسع خلايا المخ لديه وتتحسن بعض وظائف عقله ولكن بنفس الوقت هناك البعض ممن يتقدمون بالعمر نجد أنفسنا نهرب منهم ومن الكلام معهم وحتى الجلوس بحضرتهم لأننا لا نثق بتصرفاتهم ولا بأقوالهم ونقول عنهم بالعامية ( خرفوا ) ..

إن العقل السليم هو السبيل الوحيد لأن تكون حياتنا هانئة بجانب الأشخاص الذين يعيشون معنا وحولنا وهو الذي يجعل تصرفاتنا وأفعالنا متزنة تلاقي القبول منهم ويقرب منا الناس الذين يعجبون بطريقة تفكيرنا وتعاطينا مع المشاكل والهموم التي نواجهها وتواجههم ونكون أكثر حكمة في أسلوب التعامل معهم وسبحان الله الذي يهدي من يشاء ويضلل من يشاء وهو الذي يمهل ولا يهمل .