قد أُلام على استخدامي بعض الألفاظ التي تدلل على تكلمي بأسم الجماعة. فأنا أعتذر ولا أتكلم سوى بإسمي.
إنه (23) مليون عدد سكان الجمهورية العربية
السورية، يعيشون على أرض منبسطة تمتد حدودها من تركيا شمالاً، حتى الأردن جنوباً،
ومن لبنان والبحر الأبيض المتوسط غرباً، حتى العراق شرقاً. تبوأ سدة الرئاسة فيها
رجلٌ اسمه بشار إبن الرئيس حافظ الأسد. الرجل يشبه أباه في كثير من النواحي، ويتميز
عنه في آخرى.
ينتمي لحزب هو أمينه العام، يسمى بحزب البعث العربي الإشتراكي، والذي استلم السلطة
بأثر كاشف، بعد ثورة الثامن من آذار سنة 1963، ولم يكن أثر مُنشأ كونه الحزب القائد
للدولة والمجتمع بحسب المادة الثامنة من الدستور الذي صدر بعد عشر سنوات، من
إستلامه السلطة.
منذ تسلم السدة، هذا الرئيس الشاب في تموز سنة 2000 باستفتاء شعبي، ثم قسم وخطاب
قسم. فقد راهن عليه كثيرون، كما وعصف بآخرين. لم يكن رجل أزمات، بل خارق لها، لم
يكن رجل مواقف، بل أكثر. فوزراء الخارجية الأوروبيين والأميركيين الذين طُرِدوا من
قصر المهاجرين بدمشق، ومن قصر اللاذقية، قد يفوق عدد من خرج منهم برغبته. قال مرَّة
بأنه: (ليس الرئيس بشار مَن يحني رأسه لغير الله). كما وأنَّه لم يكن الوحيد. قد
يكون من الرؤساء العرب النادرين، الذين قاموا في وجه أميركا بحربها وإحتلالها
للعراق، رغم العلاقات المتوترة بين الطرفين السوري والعراقي من بعد حرب الخليج.
عندما كانت لبنان ساحة مستباحة للقوى الخارجية، أخرج قواتنا الإستطلاعية منها سنة
2005، مع أنه قد تلقى التجريح من لبنان في تلك الفترة. إلا أنه جعل سوريا لبنان
ثانية في حرب تموز 2006. لم يستخدم التوتر بين الإخوة عند الشدة، لا ليكسب أخيه
صديقًا وحسب، بل ليكسب نفسه ودولته عضدًا. وكذا الأمر بالنسبة لمناوشات مخيم نهر
البارد قرب طرابلس سنة 2007، والإشكالات الأمنية والسياسية التي لحقت هذا الحدث
وتبعته.
أمَّا فلسطين فرغم تواطؤ السلطة بعد عرفات، على الشعب الأعزل والمشرد؛ فقد كانت
سوريا، الأم الأحن على الفلسطينيين من سلطتهم المتأمركة، إن لم نقل شيئًا آخر.
وبعد.....
فقد صُفع بودلير في فرنسا، في غضون سنة 1789 من قِبَل شرطي لخطأ لا يستحق ذلك، فهرب
لبريطانيا، وعاد بعد حين لفرنسا وأشعل الثورة التي أُرِيد لها أن تكون نارًا تأكل
المَلَكية الفرنسية، وتذيبها في هشيم الجمهورية. وكانت حالة إنتحار الشاب (محمد
البوعزيزي) في تونس، قد أشعلت الثورة في تونس فسقط رئيسها، فمصر ورئيسها، وليبيا
ورئيسها، واليمن ورئيسها المتردد، إلى أن كانت سوريا.
سوريا لن يسقط النظام فيها لعدة إعتبارات:
أ- لأن السلطة يرأسها رئيس الجمهورية المُستَفتَى بنسبة مؤيدين تبلغ (97,29)%،
وذلك سنة 2007.
ب- كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد: (يوجد قوتان لا يمكن قهرهما: قوة الله، وقوة
الشعب). والشعب يقول كلمته كثيرًا ومرارًا، هو يؤيد الرئيس ومسيرة إصلاحه. بالطبع
ليس كل الشعب ولكن بقسم كبير منه. وإن كان كثيرون من المعارضين قد قالو: (لا
للنظام) وصدَّروها من أفواه بنادقهم. أقول لهؤلاء: من ينسانا ننساه، ومن يسيء لنا
سنتشدد في الكلام معه. فالكل يتذكر أحد الرؤساء الأميركيين، والذي خالفه شرطي السير
في أحد شوارع نيويورك؛ لأنه لم يكن يضع حزام الأمان. صحيح بأن أميركا فيها كثير من
القباحات، إلا أنها تحوي على ما يُمكن الإستفادة منه. فالتظاهر مسموح تحت سقف
القانون، ومن لا يحترم القانون، يُعَاقَب، حتى لو كان الرئيس الأميركي. وهم في
أغلبهم لا يحترمون قانون التظاهر. هذا إذا غضضنا الطرف، عن نوعية الشعارات، لا بل
نوعية الأسلحة المستخدمة في التظاهر، والذي أصبح غاية، وليس وسيلة لتحقيق ما هو
أهم.
ج- المعارضة غير موحدة، ولا أعرف حتى إن كان يوجد في سوريا معارضة. وهنا أقصد
بالمعارضة (الشريفة) طبعاً، إذ لا يكفي أن تتكون نواة المعارضة حتى تحكم. بالأخص أن
المعارضة أشبهها بالهرم المقلوب، قاعدته مبوزة، ورأسها واسع الإمتداد ومتعدد
ومتشرذم. ولا يجمعها سوى آمرين
1- المعارضة: وربما المعارضة للمعارضة.
2- عدم وجود برنامج: بل وحتى الإستقواء بالخارج،
فهم إن لم يكونوا بعد في السلطة، يجتمعون في أحضان دول عربية وغربية وغريبة. ماذا
سيفعلون عند تبوئهم السلطة؟. إن تسلَّموا مقاليد السلطة (لا قدر الله). عندها سننام
على أصوات الموسيقى الكلاسيكية، مع شرب الأركيلة، ونستيقظ على رائحة الكرواسان،
وأصوات بيتهوفن، إلى أن نسمع جاكسن وألتون جون.
د- معارضة ماذا؟ يقولون السلطة الحاكمة فاسدة، هل إذا ارتشيتُ كموظف في معمل التبغ
تكون السلطة في دمشق فاسدة مثلاً. أنا الفاسد وانا المرتشي. سوريا كغيرها من
البلاد، تُرتَكب فيها أخطاء، سواء من قبل الشعب أو القيادة، وقد اعترف بذلك الرئيس
بشار في خطابيه بمجلس الشعب (2005، و2011). ولكن... لنفترض أن السلطة فاسدة ولا
يمكن إصلاحها، فهل نعلم ماذا ينتظرنا، فقد رأينا طفل أميركا المدلل، في الشرق
الأوسط (الرئيس حسني مبارك) كيف عصرته كالليمونة، ورمته كالهر. فالرئيس بشار قد قهر
العالم كله، من أميركا، لأوروبا، حتى دول الأمة العربية، هم ينتظروه؛ لأنه ينغص
عليهم صفوتهم، فهم يتدفؤون على إشعال نار حطام دول الممانعة والمقاومة، وكسر عظام
آبنائها.
قدر العين أن تقاوم المخرز، وأن تكسره، وليس لخطأين أن يشكلا صوابًا، لذا حل السلطة
إن كان في شيء من الفساد إصلاحها، وليس المجيء بمعارضة فاسدة. فحزب البعث العربي
الإشتراكي، يعني حزب القيامة (البعث) العربي الإشتراكي، والقيامة ليست فعل لمرة
واحدة، بل عمل متجدد ومتجذر. لذا من أراد الإصلاح فليدخل ويشارك ومن لم يرد فلينحي
نفسه، دون أن يخرج بنفسه في المعركة الكامنة، التي تقودها المعارضة، تلك التي أرهبت
البلاد والعباد، وشتَّت الآفئدة، والوداد.
لو كان كلامك صحيحا لما تزعزعت الدولة المهيبة من اثنين بالمئة من الشعب وخبر كاذب على قناة كاذبة وموظف بسيط مرتشي ومعارضة مشتتة
نسبة الإستفتاء مقنعة جداً ، الكل بيعرف كيف بتجي، و بعدين نسيت تزكر كم شغلة كتير مهمة وين العيش الكريم وين احترام المواطن بأي معاملة و ليش الطبقة الوسطى يلي كانت