syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
وشــــاء الــقــدر... بقلم : جمانة

أن لا تتحقق أمنياتنا ... فهذا شي مؤلم حقاً , شيء يدعوك إلى أن تسخط , تغضب , وتناجي خالقك ومولاك ...


لكن أن تتحقق تلك الأمنيات في الوقت الضائع , في الوقت المتأخر , في الوقت الذي لم نعد نريدها ... أن تدع الزمن ينسحب سيداً قاتلاً  ........... فهذا أشد ألماً

لطالما حلم أن يلقاها , يقبل يديها ويمسح دموع عينيها ويقول لها مازلت أحبك سامحيني

أيعقل أن يكون عنادنا تجاه من أحببنا يوماً هو مقبرة حبنا ... أيعقل أن يكون صمتنا تجاه من كان معشوقنا يوما هو مذبحة ذلك العشق ... ألا يستحق ذلك الحب الكبير الذي عشناه في يوم من الأيام أن نتنازل لأجله ألا تستحق تلك السنوات التي قضيناها ونحن عاشقين أن نكسر حاجز الصمت , أن نكسر جدار الصمت  بكلمة أحبك ... لن أستغني عنك ... اشتقت لعينيك ... اشتقت لصوتك ...ويل لحب سنوات لم يجد دقائق ليعيد حلم العمر الضائع .. وويل لنا من هكذا حب .

دخل ذلك المقهى القديم في الوقت التي اعتادت فيه أن تتناول طعامها ,في الوقت الفاصل بين فترتي العمل   بحثاً عن عينين حالمتين لطالما تغزل ببراءتهما وبريقهما.

وجدها كعادتها تزين طاولتها المعتادة في الزاوية الجنوبية للصالة ... مازالت تستمتع بقراءة كتبها بجانب تلك النافذة المطلة على ذلك البيت القديم ... تقرأ تارة وتسبح بأحلامها تارة أخرى ناظرة صوب السماء    يا لبريق عينيها الحالمتين ...لابد أنها تقرأ رواية رومانسية كما اعتادت دائما.... كانت تقول ( أحلامي لا تتحقق إلا على الورق .. ومعك ..  وتضحك طويلا ليضمها ويضحكان معاً ) .

مازال شعرها البني يشدو على كتفيها أجمل قصيدة شعرية ... مازالت يديها تخترقا عالم السحر .... هل يا ترى مازال قلبها بطيبته هو الأجمل كما كان يقول لها دائماً .

اقترب منها متردداً   خائفا" .... انحنى بالقرب من رأسها وهمس    أحبك ... اشتقت لك ... نظرت إليه مستغربة ...يبدو أنها لم تدرك أنه هو ... نظرت إليه نظرة طويلة ... أصابها الذهول

حاولت أن تخفي فرحتها ... ابتسمت .... قطبت حاجبيها ... أشاحت بوجهها.. سحب الكرسي المقابل لها وجلس ... عادت لتنظر إليه من جديد بعيون قد امتلأت بدموع باردة رقيقة

•    عاش مين شافك

•     أحبك

•   لقد تأخرت كثيراً , ما عاد حبنا يحمل بريقاً , لقد غدى ذكريات وألم جرح قد اندمل

•  ثلاث سنوات لم أستطع نسيانك يوما , كانت صورتك بقلبي , كنت أصحو على صوتك , كنت أنام وأنا امسك يديك

•   تقصد ما يقارب الأربع سنوات , ومع ذلك حاولت الاتصال لمرات ومرات , اعتبرت هذا حقاً مكتسباً لك ..  حاولت أن أعيدك ...  أن أعود إلى قلبك إلى حياتك ... اعتبرت ذلك ضعفاً

• هذا يعني أنني خرجت من قلبك ...أنت لم تخرجي من قلبي ...  نار حبك أبت إلا أن تذكرني بك في كل يوم ... أنت تسكنين روحي .

•    لم يعد يفيدنا كل هذا , فأنا أعلم أنك قد تزوجت وأنجبت .. وأنا اليوم مرتبطة بشخص آخر

صمتا للحظات ولحظات ... أهو صمت على موت حب قد دفن في قلبيهما

•   لم تتصلي الا مرات معدودة خلال هذه الفترة

•    وانت لم تجب

•     توقعت منك أن تعاودي الاتصال لمرات ومرات كما اعتدت

•     اعتدت مني أن أتنازل .... أن أستجدي ... أن أبكي ... وأكرر مقولتي لا يمكنني العيش بدونك , أنت النفس الذي أعيش به .. بصراحة ...لقد كنت غبية بقولي هذا ... رغم بعادنا ... رغم قسوتك ... رغم كل شي.. مازلت... أعيش ...                                                                                                             مازلت أتنفس ... مازلت أعارك الحياة ... مازلت أحلم ... مازال لدي الأمل بغد جميل مشرق

نظر اليها بعينين مليئتين بالحزن والأسى

•     كفاك قسوة علي ارحميني                                                                                                                 

•     شحوب ظاهر على وجهك ... لم أعهدك هكذا... أم أن عيناي لم تعدا تراك كما كانتا تراك دائماً

تجاهل سؤالها

•    أحببت أن أودعك .

•     كنت ومازلت مسافراً فلم الوداع الآن .

•     ربما هي المرة الأخيرة التي قد أراك فيها

قالها بصوته المخنوق المعجون بدموع الحزن ...اعتادت منه الصوت القوي الحنون الدافئ ... لقد كانت تستمد قوتها من حبه وقوته وصوته ....إحساسها أوحى لها بشيء ما .... اشتمت رائحة حزن وألم عميقين في صورته وصوته ... عاد بريق الحب إلى عينيها من جديد ... اغرورقت عيناها بدموع أرادت أن تخفيها ... خففت من حدة صوتها .

•     أجابت برقتها المعتادة  خير ولم ؟

•     أعاني من مرض عضال منذ فترة ويبدو أنها نهايتي ...منذ فترة وأنا أحاول متابعة العلاج ولكن يبدو أن الأمر أصبح ميئوساً منه

صمتا للحظات طويلة ...هي سارحة في فضاء آخر في ذهول واستغراب مما سمعته ولم تشأ أن تصدقه وهو تخنقه دموع الألم والندم

قطع صمتهما

•     كنت أتذكرك دوماً لم تغيبي يوماً عن بالي ...لن أبالغ إن قلت لك أنه خلال هذه السنوات التي مرت لم يمر يوم واحد دون أن يمر طيفك أمامي ...دون أن تنهشي ذاكرتي وتدمي قلبي ... لم يمر يوم واحد لم أحادثك فيه عندما استيقظ  ...في كل صباح كنت أقول لك صباح الخير يا أرق أنثى عرفتها .... حاولت الانتقام منك فانتقمت من قلبي وروحي .

حاولت أن تكفكف دموعها التي فاضت على وجنتيها و لم تعد تجد مكاناً لها على هذا الوجه الحزين

اقترب منها ليمسح دموعها بكلتا يديه كما اعتاد أن يفعل ...أمسكت بهما كانت تصرخ بصوت مخنوق ببكاءها الحاد

•    لماذا ؟... لماذا قتلتني بصمتك ؟!!  لماذا قتلت حباً لم أرى له مثيل باهمالك وعنادك ؟ !! لماذا اعتقدت أنني يجب أن أكون تابعة لك وجزء من شخصيتك وأفكارك .... أن أكون جزء منك ولك ؟!! تباً لحب كبير قتله صمت أرعن أهوج ... قتله جفاء طويل ... ولم تحييه كلمة حب واشتياق ... تباً لهذا الحب الذي قتلته بنرجسيتك وأنانيتك

قبلت كفاه ووضعتهما على خديها

•      ليتك لم تعد , ليتني لم أرك ولم أعرف عنك شيء , لماذا عدت ؟!!  عدت لتشعل نار لم تخمد في قلبي ؟ !!  لطالما حلمت بأنك عائد لتأخذني إلى عالمنا الذي طالما حلمنا به ...  ولا أريد عودتك هذه  .... لا أريدها

•     سأرحل ولكن .... سامحيني , لقد أخطأت بحقك وبحق نفسي بغبائي ... الدنيا لا تقف عند أحد   تابعي حياتك , فأنت لا تسحقين كل هذا , ولكن ... شاء القدر ... أقصى ما أتمنى أن تحققي ما تحلمين به .

وكان الفراق

 

 

2010-11-23
التعليقات
السـ حسام ـــوري
2010-11-24 05:22:19
()
حلوه ..وسنبقى نحن البشر انانيين شاء من شاء وأبى من أبى

سوريا
يوسف
2010-11-24 03:32:05
الله يسامحك ولو أبو نادر(سيدي)
هيك خجلتهِ للزلمةَ(نادرُ) طبِ بلكيُ هو فطحلٍ باللغةٌ العربيةَ وبدهُ يورجيكُ مواهبهِ الفذةُ؟؟؟

روسيا الاتحادية
ابو نادر
2010-11-24 00:55:22
الى نادر
أود سؤالك كيف حال أباك دائما نحن هيك بنتمسك بالقشور ومنترك لب القصة يعني بالدنية كلها مالقيت أخطاء نحوية غير بالقصة طيب يلا ورجينا كتاباتك الادبية الراقية والرائعة لحتى نتعلم

سوريا
fatima
2010-11-23 22:35:45
وشاء الهوى
كم فرّق العناد و الأنانية من محبين ،رغم أنّ كلمةً واحدة كانت تكفي ليكونا أجمل محبين، ولكن هكذا الإنسان لا يشعر بمرارة مافعل إلا بعد أن يخسر كل شيء جميل بحياته ووقتها يشعر بندم شديد لا يمكن أن يمحوه أي عتذار أو كلام جميل ، لأنه بكل أسف يكون قد فات الآوان وبات الرجوع للوراء مستحيل.. وشكرا جمانة.

سوريا
سمراء
2010-11-23 20:47:47
ياريت
انا بتمنى يلي عمل في نفس القصة يمرض وحتى لو مارجع بس يمرض لحتى يعرف انو بنات الناس مو لعبة بايده والله لا يردوا جمانة مشاعرك فياضة واحاسيسك رائعة

سوريا
بديع
2010-11-23 18:51:50
تجربتي
سيدة جمانة الشب بيتردد أحيانا لكن كمان البنت بتتكبر كماني،أنا طبيب مرضت ثمان سنين بمرض والدكاترة قالولي إني رح موت وياما قفلت تلفوني وطبشتوا بوش حبيبتي ورحت وما فرجيتها وشي لكن هي كان قلبها كبير كتير وأول فترة ما خبرتها بمرضي هي عرفت لحالها بس ما تركتني ولا حطت كرامتها بالميزان تجوزنا من سنتين وهلأ هي حامل بتوم بنات وعندي صرمايتها بنسوان العالم كلهن تحملتني وتحملت حكي الناس وضغط أهلهاإذا بتريد مني عيوني وعمري وروحي بعطيهايعني الاتنين لما بيتكبروا بموتواالحب والعشق حبيت احكي قصتي لتكون عبرة

سوريا
frozenash
2010-11-23 17:25:42
مميزة
قصة في قمة الروعة ... لكني لوهلة تخيلت نهاية خاصة بي غير التي ختمتي بها قصتك...قد تصبح اجمل لو تخيلنا جوابه كان على الشكل الآتي:رحلت وغيت عن ناظريك فقط من شدة حبي لك ولكي لا تتحملي مالا طاقة لك به , رحلة العلاج اليائسة التي اجهدتني وغيرت ملامحي و اسف لانني لم استطع ان اراكي حزينة يوما بعد يوم على مرضي ..... اظن ان هذه النهاية مناسبة اكثر لقصتك المليئة بالمشاعر ....شكرا

سوريا
حسام الشام
2010-11-23 14:25:03
...
لو ما شاء القدر أن يمرض .. ماكانت شافت وشو بحياتها .. تحيااتي

سوريا
serena
2010-11-23 13:43:23
الأنانية
لا شيئ يقتل الحب كالأنانية

سوريا
PESONNE
2010-11-23 13:05:09
كأنك عم تحكي عني
لما قريت المقاله حسيت انك بتعرفي قصتي وعم تحكي عني

فرنسا
Hana
2010-11-23 12:21:05
مشاركة
قصة رائعة وكتير مأثرة وكتير بنزعج على شخصين بيحبو وبعض وتركوا بس سردتي القصة بشكل رائع شكرا

سوريا
ديالا
2010-11-23 11:13:10
برافو
رااااااااااااائعة ومعبرة الله يوفقك

سوريا
نادر
2010-11-23 10:41:47
كيف حال أبيك؟
من القصص الطريفة للنحويين أن غلاماً توفي والده فأتاه أحد النحويين وسأله: كيف مات أبوك؟ فقال الغلام: ورمت ركبتيه، فقال له النحوي: بل قل ورمت ركبتاه، وتابع الغلام: ثم انتقل الورم إلى قدماه، فقال النحوي: بل قل إلى قدميه، فقال له الغلام: إليك عني يا عم، فما موت أبي بأشدّ عليّ من نحوك هذا!!! ومن وقتها والناس يخبطون بالنحو خبط عشواء

سوريا
ايمان
2010-11-23 10:28:52
بجد رائعة
تأثرت بالقصة الرائعة وللحظات حسيت حالي معهم .. الفراق صعب والاصعب انك ماتنسى الشخص يلي فارقتو...

سوريا
باسل
2010-11-23 07:43:48
تسلم ايدك
أول شي بحب قلك تسلم ايدك على هالقصة المؤثرة الأكثر من رائعة. وثاني شي الله يسامحك والله ما كان في لزوم تصحي الذاكرة عند هالصبح...

سوريا
الحــــــــــالم
2010-11-23 04:23:46
بهنيك
بهنيك ع الشي الي جواتك - لأن القصة جدا عميقة والأشخاص ....... مميزين ما طلع معي آخر الليل غير هالوصف - موفقة كتير جمانة

سوريا
يوسف
2010-11-23 01:55:40
قصة مؤثرة
تدمع عيناي عندما أسمع قصة فراق حبيب و حبيبة، فالفراق هو أشد حالات الألم والتي تقتل المحبين آلاف المرات في اليوم الواحد فلا فرق الله ما بين الأحبة ولا آلم الله قلوب المحبين ، فمن حب و افترق عن محبوبه يدرك شدة (الألم) الذي يتركه الفراق ولربما تبقى آثاره حتى الممات شكراً للأخت جمانة

روسيا الاتحادية
عهد ابراهيم
2010-11-23 01:36:09
حلوة
حكيتي عن لحظات حسيت حالي كأني كنت موجود وشايف شو عم يصير وسردتيها بطريقة حلوة يعطيكي العافية وشكرا الك ..

سوريا