syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
لكي يكون لسوريّة المتجدِّدة مجلس شعب حقيقيّ يمثّلها ...من قلم : د . منير وسّوف القوي 

ببديهيات المنطق ومسلّماته ، وبلا التشاطر وبهلوانيّاته وجهابذة أقزامه ومسرحيّاته ، كائناً من كانوا ، وهم ـ بكل أسف ـ كُثر ، وكلّ هؤلاء الكُثر ، كلّهم ، بعيدون عن ضريبة الدم التي يدفعها الوطن ، أو بعض شرائحه لنكون أكثر دقّة 


 لا بل بعضهم نهّاز فرصٍ رخيص بين تاجرٍ فاجرٍ ومحتكٍرٍ أثيم ، وبعضهم مفسد فاسد في مواقع مهمّه ، عموميّة رسميّة ، أو خاصّة مرعيّة ، وخاصّة من أصحاب المال السياسي المشبوه ، بالمصدر والدّور والغاية ، فليس من عاقلٍ يسمع الدعوات السعوديّة ـ القطريّة للقتل والتسلّح والفتنويّة في سورية ، ثم يرى مرشحاً بالمال وللمال السعودي والقطري يطرح نفسه مرشحاً ليمثّل دم الشهداء الذين صرعهم ـ غيلة وغدراً ـ الرصاص السعودي القطري ـ بل والأنكى والأدقّ رقبة ، أنْ تصل الوقاحة ببعضهم أنْ يقدّم نفسه محسناً كبيراً ، تقيّاً ، نقيّاً ، ورعاً ، محزوناً ، وحدوباً على الشهيد وأسرته !!!!! ، أبعد نفاق وزندقة وزنىً بالأخلاق ؟!!!!! 


أمّا بعض المسؤولين في الدولة ، وممن كانوا في قيادة الدولة والمجتمع ، بموجب المادة الثامنة من الدستور القديم ، والذين مازالوا في مواقعهم متشبثين ، وعليها مسمّرين ، والتي لم تعد شرعيّة في بعض جوانبها بموجب الدستور الجديد لسوريّة المتجدِّدة ، فإلى الأقسام التالية ينتمون وعليها يتوزَّعون :


١ـ معظمهم من أهل كهفٍ في سباتهم سادرون ، فبعد ثلاثة عشر شهر من حربٍ ضروس ظالمة تخوضها قوى الشّر على سورية ، تجدهم يتصرّفون كموظفين بيروقراطيين ، وأجراء مياومين ، ينتظرون الراتب وفق منطوق العقود ، ويناقشون امتيازات المنصب وميّزات العمل ـ الوظيفة ، ومنها النضال المأجور الأشهر ( التّفرّغ ) ، وربّما : السيّارة وموديلها ومهمتها ، والسائق وتفرّغه ، و و و و .........


٢ـ قلّتهم ـ ويا لمحاسن الصدف رغم مأساويّتها ـ كشفوا عن أنفسهم بخساسةٍ ، من وإلى التّخلّف ، مصدراً ومساراً ومصيراً، وكشفتهم الأحداث خارج رجال السياسة ، مجموعةً منتفعةً ، وصوليّةً ، شلليةً ، لا بعثيّة ولا عقائديّة ، كلّ همّها التنصّل من مسؤوليّاتها ، وما فيه البلد من مفترق مصير ، وتوزيع المسؤوليّات ـ التّهم ، والتخطيط لاستمراريّة خطّها ، وغرائب ممارساتها ، التي مهّدت البيئات الفاسدة ، الحاضنة لكلّ الموبقات ، بما فيها التشوّهات البنيويّة ، الدّولتيّة ،السياسيّة والإقتصاديّة ، والمجتمعية ، المفاهيميّة المشتبهة ـ المشبوهة ، الشّالة لقوى المجتمع الحيّة ، تلك التشققات الموهنة لحصانة البلد ومناعته ، والتي منها نفذت كلّ الكوارث والمؤآمرات :
فهل سيتاح لتلك الفئة المخرّبة الحصول على صكوك البراءة من جنايتها ؟ !!!!!
وهل ستستمرّ في حبل غاربها لاستكمال دورها ، الذي أوصلنا والوطن إلى حافّة هاوية المصير الدموي المرعب ؟ !!!!! وأسئلة كثيرة أخرى ـ بعضها كابوسيّ كافكاوي ـ ينوء بها متن مقال .


٣ـ صفوة تجسّد إرادة التغيير والتجدّد ، وتمارسها بشكيمة الإنتماء والعقيدة والإخلاص ، وتعمّدها بزكيّ الدّم الطّاهر، وعليها يعوّل الوطن وإنسانه الجديد ، رمزها جيشنا العربيّ السّوري ، من قمّة قيادته في مؤسسة الرّئاسة ومخلصيها ، إلى نبيل قاعدته المضحية بالنفس في ميدان حرب الوطن المقدّسة ، على أعداء الحقّ والحريّة وصادق الوطنيّة ، فلتلك الصفوة يتطلع الوطن لنَصف الحقّ ، وإليها يسلم الأمانة لصونها أيقونة انتماء ، ولذلك معها ينتظم في خنادق المجد والشرف والشهادة .


ومع ذلك ، بل ولذلك ، ومع كلّ ذلك ، فلكي تكون درب سوريّة المتجدِّدة آمنةً ، موصلةً الوطن وإنسانه إلى غدِ الرفعة والأمن والأمان ، فإنّ الانتخابات القادمة لمجلس شعب سوريّة المتجدِّدة ، يجب ضبط مسارها بضوابط ترفعها إلى سويّة الحدث السوري الإستثنائي ، منذ استولدت سوريّة ـ الدولة ، على الخريطة الجيوبوليتيكيّة الدوليّة ، في أعقاب الحرب العالميّة الثانية ، وماأحدثته من توازنات وتسويات بنيت عليها .


على أنّ كلّ ما قلته وأقوله وسأقوله ، يندرج في منطوق رأيِّ شخصيٍّ لمواطنٍ ، أو مشروعه ، يطمح لممارسة مسؤوليته ـ كمواطن أو طموحه ـ ويعتبر ذلك واجب واجب ، فله وفيّ ، وعليه يعوّل ، وبه يكرّس وجوداً ، ومن فهمه يصنع وطن ، به يرضى ومنه يستمدّ الكرامة والحريّة وشرط البقاء ، وإذاً وببساطة استقامة الخطّ المستقيم ومسلمتها :


١ـ يجب الإلتزام بالدستور نصّاً وروحاً بعد إذْ أُقرّ ، بغضِّ النّظر عن آرائنا الفرديّة ومعارضتنا المبدئيّة لبعض مواده ، فتلك هي الديمقراطيّة ، فأنا كنت وما أزال ضدّ المادّتين : الـ ٣ والـ ١٥٢ ـ مثلاً ـ ومع ذلك التزم الآن بهما كجزءٍ لا يتجزأ من دستور كلٍّ لا يجزأ ، استُفتيَ عليه وأُقرّ بأغلبيّة الأصوات وأصبح نافذ التطبيق بمرسوم إصداره .


٢ـ أنْ تكون الدولة ، بكل مؤسساتها ، على مسافة واحدة من المرشحين ،، مستقلين ومنتمين حزبيين ، ومن كلّ الأحزاب المشرعنة المرخصة بموجب قانون الأحزاب الناظم لشرعيتها ونشاطها ، بغضّ النظر عن تاريخيّة تواجدها في ساحة العمل السياسي ، يستوي في ذلك الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الإشتراكي وآخر حزبٍ رُخص له بموجب القانون المعمول به .


٣ـ مع احترام العمل الجبهوي ، والتحالفات الإنتخابيّة ، المشروعة والمفهومة ، إلاّ أنّها يجب أنْ تكون على المستوى الوطني ، لكي يتحقق الهدف منها ، الوحدة الوطنيّة والإندماج الوطني العضوي ، فنتجنب الجهوية والمناطقيّة والإنتماءآت القبل ـ وطنية القبلية والعشائرية ، واستغلال المعتقد بحرفه إلى استغلال الدين بتوظيفه في السياسة ، أو بتشويهه عبر تكريس طائفيٍّ هنا أو بيعٍ وصائيٍ هناك ، والواقع المعاش شاهد ناطق ، فلا يصح ولا ينسجم مع هدف الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي ، وقانون الأحزاب ، أنْ يقوم حزب بتقديم قائمة في محافظة له فيها غلبة ولا يعمم ذلك على بقيّة محافظات القطر ، لأنّ ذلك يعيده مناطقياً ، متنافياً مع شرط إنشائه حزباً على مستوى الوطن ، فضلاً عن سحق فرص المستقلين ، والأحزاب الشرعيّة الأخرى أنْ تتكرس وطنيّة التواجد تمثيلاً ونشاط .


٤ـ أنْ يجرّم المال السياسي ، وخاصة مشبوه المصدر ، وأنْ يكون مصروف سقف الحملة الإنتخابيّة محدّداً ومقونناً ، فلا تصل الحيتان ولا البقرات المقدّسة ولا القطط السمان .
٥ـ أنْ يجرّم ، ويعاقب دون إبطاء ، صرف النفوذ وسدنته ، كائناً ما كان موقعهم ، فكفى سوريّة فساد ومفسدين وفاسدين .

بقي جملة تساؤلات ـ أسئلة معلّقة ، تكتنف الضبابيّة إجاباتها ، وطرحها ليس مفيد فقط ، بل وضروري في خضم معركة الديمقراطية في سورية ، على استثنائيّ صفيح ساخن دماء شهداء معركة ولادتها المتجدّدة : 


١ـ إنّ السيّد رئيس الجمهورية هو رئيس كلّ السوريين ورئيس الوطن ، وفي كلّ الديمقراطيات عندما يُنتخب رئيس حزب رئيساً للجمهورية ، يستقيل من رئاسة الحزب ، أو يعلّق عضويته بحكم مسؤولياته الدستورية الرئاسية وسامي رمزيتها ، أعرف أنّ الوضع في سوريّة استثنائي ، ولكنّ مؤسسة الرئاسة ورأسها مؤسسان لتقليدٍ مستقبلي ، تلك نقطة لا تحتمل الإستثناء ، والبتّ فيها مفصلي وحاسم لمستقبل سورية المتجددة ، التعددية والديمقراطية .


٢ـ ما مصير النقابات العمّالية والإتحادات الفلاحية والمهنيّة والطلابيّة و..... ، والتي كانت تابعة لحزب البعث العربي الإشتراكي بموجب الدستور القديم ومادته الثامنة ، ما هو وضعها القانوني في ظل الدستور الجديد ؟ نقطة لا زالت غامضة .


٣ـ إنّ الجيش العربيّ السوريّ جيش عقائديّ ، والقوات المسلّحة من أجهزة أمن وشرطة مدنية ، حُصر النشاط السياسي في مجالاتها بحزب البعث العربي الإشتراكي بموجب الدستور القديم ومادته الثامنة ، ما هو أيضاً وضعها القانوني في ظل الدستور الجديد ؟ نقطة لا زالت غامضة أيضاً ، وهل سيمنع النشاط السياسي في الجيش والقوات المسلّحة ، فيصبح الجيش وطنياً كالجيش المصري مثلاً ؟ نقطة غامضة أخرى تحتاج لجلاء . 


٤ـ إنّ حزب البعث العربي الإشتراكي لا زال يشغل ببعض مقرّاته مبانٍ عامة وأجنحة من مؤسسات حكومية ، وهذا وضع لا قانوني في ظلّ الدستور الجديد ، فلماذا استمرار القديم على قدمه بمخالفة دستوريّة صُراح ؟ وأين القدوة النضاليّة والإلتزام الحزبي ، واحترام      الدستور ؟!!!!! 

كلمة أخيرة :

 
أعرف أنني مباشر ، لكنّها وجهة نظر من طامح أنْ يكون مواطن سيّد في وطن سيّد ، رفض دائماً ويرفض مخلصاً أنْ يكون ، أو يبقى فرداً في رعيّةٍ ، كرسها تاريخ ظلاميّ منذ السقيفة التي تحاول ـ ولقرون ـ اغتيال فيه الإنسان الحرّ ، و اليوم تدفع سورية المتجددة ثمن الحريّة دماً زكيّاً ونبل شهيد ، فلا أقلّ من أنْ نكون أوفياء صادقين لـ (الشهيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) .

2012-04-23
التعليقات
سالم محفوض
2012-04-24 19:46:44
معرفة
اقتباس(متى سيمنع النشاط السياسي في الجيش والقوات المسلّحة ، فيصبح الجيش وطنياً كالجيش المصري مثلاً ؟ نقطة غامضة أخرى تحتاج لجلاء .)فعلاً تساءل غامض وملغوم أيضاً و يا مدعيّاً في العلم معرفةً........ ذكرت شيئاً وغابت عنك أشياءُ...

سوريا
واحد
2012-04-24 05:54:29
ورق فقط
الكاتب مدري وين عايش. فكرك اذا لغينا المادة الثامنة من الدستور يعني لح نحل القثادة القطرية؟ ولا نوقف اعطاء اموال الدولة للحزب؟ ولا نخرج الحزب من المباني اللي انبنت بمصاري الشعب؟ ولا يصيروا قادة الحزب مجرد اشخاص عاديين مو مسؤولين؟ حبيبي هاد على الورق وبس, اكثر من هيك لا تحلموا

سوريا
ماجستير هندسة .. وعاطل عن العمل
2012-04-23 19:43:51
ماقرأت المقال
والله العظيم ماقرأت المقال,بس لفت نظري عنوانو,وتحديدا كلمة متجددة,ياجماعة شو صايرلك مغسول دماغكم وصايرين متل الببغاءات,لكن حتى كلمة جديدة خائفين تقولو,حتى من يسمون نفسهن مثقفين صايرين مغسول دماغمهم وصايرين برددو الكلمات المستخدمة من دون جرأة عالإبتكار

سوريا
حمشي
2012-04-23 18:47:38
الكاتب دكتور
الكاتب أكيد خريج جامعةحزب البعث وأسأل الكاتب ايهما أكثر ظلامية تاريخ حزب البعث القائم على الانقلابات وتصفية الخصوم ام التاريخ الاسلامي المجيد الذي نشر النور والعلم وبنى الحضارة التي تخطت جميع الحضارات التي سبقتها وفي فترة زمنية تعتبر اعجازية؟؟ حتى تسميه تاريخ ظلامي وتعزف على وتر مقطوع على اساس انتو دولة علمانية؟؟

سوريا
plh]m
2012-04-23 18:42:54
hالفقرات 1 2 3 4
ـ إنّ السيّد رئيس الجمهورية هو رئيس كلّ السوريين ورئيس الوطن ، وفي كلّ الديمقراطيات عندما يُنتخب رئيس حزب رئيساً للجمهورية ، يستقيل من رئاسة الحزب ، أو يعلّق عضويته بحكم مسؤولياته الدستورية الرئاسية وسامي رمزيتها ، أعرف أنّ الوضع في سوريّة استثنائي ، ولكنّ مؤسسة الرئاسة ورأسها مؤسسان لتقليدٍ مستقبلي ، تلك نقطة لا تحتمل الإستثناء ، والبتّ فيها مفصلي وحاسم لمستقبل سورية المتجددة ، التعددية والديمقراطية

سوريا