وبدأت رحلة جحا الى حلب التي قرر السفر اليها براً ، وبينما هو يهم للخروج من بيته تذكر (ضحى) اخته الوحيدة المقيمة في حلب والتي لم يراها منذ ان انجبت طفلها الاخير (عطا)
ووجد انه من المعيب ان يذهب بلا هدايا او حلويات لضحى واولادهافسأل حماره بما يحمل لاخته فقال الحمار :
البرازق ....!!! نعم البرازق فهي اكلة شامية بامتياز وكل الحلبيون يحبون هذا النوع من الحلويات
وهنا لمعت في رأس جحا فكرة!!!
وقال في نفسه .. لماذا لا اذهب بتجارة البرازق الى حلب ؟
فاستشار حماره بهذا وكان عليه الاتفاق
فذهب الى أرقى محل للحلويات في العاصمة لشراء نوع فاخر ليكون خير تجارة له في حلب, دخل المحل واشترى عشرة علب معدنية بسعة كيلو لكل علبة ودفع خمسةالاف ليرة والغبطة تملئ قلبه بضعف الربح في حلب لاسيما ان حلب معروفة بحبها للطعام وليس اي طعام
بدت ملامح الاعتراض تظهر على وجه الحمار حين رأى جحا حاملاً عشر علبٍ كاملة من البرازق ومتجهاً اليه،وكيف لا وهو الناقل الرسمي والحصري لجحا واغراضه الى حلب
عبر الحمار عن انزعاجه لصاحبه من هذا الموضوع وبعد نقاش طويل اتفقا على الاستراحة من قت لوقت وان يشتري جحا لحماره ألذ انواع الطعام والشراب وان يساعده بعض الاحيان بالمشي وان ياخذا معهما المسجل الموجود في البيت للاستماع للاغاني والموسيقا لكسر الملل ومساعدة الحمار على اتمام الرحلة بخير ومتعة وامان وكان الرضى والقبول لجحا وحماره وانطلقا بهمة ونشاط باتجاه القابون وحلب
وضعا الاثنان نظارات شمسية وسارا بفرح وسعادة في الطريق السريع فصاح الحمار صاحبه لوضع الحزام منعاً للمخالفات المرورية التي لم يعتد عليها الحمار في حياته فوافقه جحا وربت عل رقبته شاهداً له بالذكاء والدهاء
وبعد فترة من المسير بدأ التعب يصيب الحمار لاسيما انه في (التنايا) و جحا يعلم كل العلم ان اشد الحمير شباباً يعانون في هذه المنطقة وشعر جحا بصعوبة الموقف ففتح الخرج واخرج علبة من البرازق وقال في نفسه لن تغلى عليك ياحماري وصديقي الوحيد ففتحها وبدأ يضع قطعة بعد قطعة في فم حماره وبينهما بعض الماء البارد الامر الذي اسعد الحمار كثيراً لنبل واخلاص صاحبه له فشكره ان زاد سرعته ونشاطه وبدا كحصان جامح اصيل.
كان الحمار يزيد ويزيد من سرعته ويتجاوز السيارات بهمة ونشاط حتى ان جحا رأى (احدهم) يظهر بين الاشجار وبلباسه الابيض والاسود يلتقط لهما الصور , فرسم جحا ابتسامة عريضه لتكون الصورة احلى وكذلك صاح بحماره بأن يبتسم للكاميرا لتكون الصورة احلى لكليهما عله يراها يوماً في كتاب غينس للارقام القياسية
وما هي الا لحظات حتى رأى جحا وصديقه دورية مرورية تشير لهما بالوقوف فخفف الحمار من مسيره ووقف بجانب شرطة المرور ونزل جحا والقى السلام على الشرطي الذي كان متجهماً غاضباً وقال لجحا
انت مخالف؟ وعليك دفع غرامة مالية وثمان نقاط
فسأله جحا وما هي مخالفتنا؟
رد الشرطي رادار
تجهم جحا وقال للشرطي نحن لم نسرع
فقال الشرطي نحن متأكدون من ذلك ولدينا الصور تؤكد انكما متجاوزين السرعة المحددة
فقال جحا وهو يلعن الرادار والكاميرا....وكم هي قيمة المخالفة ؟
فرد الشرطي وهو يهم لتحرير ايصال المخالفة 3000 ليرة و8 نقط
فرد جحا بذعر انا لا احمل اي نقود وانا ذاهب الى حلب
فقال الشرطي اذا سأقوم بحجز الحمار وما يحمله
فكر جحا وقال في نفسه لست انا من يبيع صديقه وصاح في الشرطي هل تقبل بالبرازق الشامية بدل النقود ؟؟
تردد الشرطي بشكل كاذب وقال اقبل.....!!
فرد جحا ولكن بشرط ان تعطيني الصورة الملتقطة فوافق الشرطي فعد جحا ست علب من البرازق وحملهم الشرطي على عجل الى سيارة الشرطة
نظر جحا الى حماره نظرة ثقة ومحبة فهز الحمار ذنبه بشكل لا ارادي تعبيراً عن (اصطهاجه)
هم جحا بالركوب فصاح الشرطي والنقاط.....!!! وقال اين دفتر النقاط؟؟
فقال جحا اي دفتر واي نقط ؟
فشرح الشرطي فكرة النقاط وقال الحل ان نثقب اذن الحمار بدل الدفتر
وهنا شنك الحمار اذنتيه وخلع نظارته الشمسية وصاح بأعلى صوته :
لن اسمح لك باستفلال صاحبي ثانية وهذه اذناي !!!!!
فقال له جحا ولكن 4 نقط في كل اذن قد تفقدك السمع واقترح على الشرطي المقايضة بالبرازق من جديد فاقترح انه يعطيه علبة اضافية اخرى فلم يوافق الشرطي واصر على ثقب اذن الحمار
وبعد طول نقاش قال جحا والاسى يعتصر قلبه على اخته وابنها وتجارته المفروضة سأعطيك علبتين وتبقى علبة واحدة ستكون هدية لاختي الوحيدة في حلب وتثقب اذن حماري مرة واحدة من كل طرف فوافق الطرفان وتم الاتفاق
وبهمة بالغة قام الشرطي بثقب الاذن اليمنى فصاح الحمار متألماً مستنجداً بصديقه...!
فسارع جحا الى الخرج واخرج العلبة الاخيرة من البرازق وفتحها مسرعاً ووضع قرصين كمسكن الم في فم حماره ثم اتبعهما بقرصين وقرصين وقرصين وامتزج دمعه بالفرح لاخلاص صاحبه ومحبته له
انهى الشرطي عمله وجحا يوشك على انهاء علبة البرازق والحمار يمضغ البرازق ويمسح لعابه وينسى الالم
وجحا تتقاذفه الافكار بين ضحى وحماره.
احضر الشرطي الصورة لجحا وحماره في مظروف وغادر المكان
اما جحا وحماره فجلسوا تحت ظل شجرة يتأملون اول صورة لهما ويتبادلان نظرات الاخلاص والوفاء والحب فالبرازق يمكن ان يعوض اما خسارة صديق لا يعوض فما كان من جحا وليعبر عن حبه لحماره الا ان شغل المسجل وبأعلى صوت وبدأ سعد الصغير يصدح بإغنيته (بحبك يا حمار) وشهنق الحمار ورقص جحا
وعم الفرح والسرور بين جحا وحماره
يتبع
امتى الجزء التالت والله ضحكتني في هل الزمن الصعب