منذ مدة مضت كان لدي إجازة من العمل فقررت, وأنا المقيمة في مدينة دمشق, السفر إلى مدينتي حلب.
طبعاً وبسبب عدم استقرار الأوضاع على الطرقات البرية من دمشق إلى حلب, قررت كما معظم الأشخاص الذين لا يحبون المغامرة أن أستقل طائرة إلى حلب. وبما أنه لايوجد طيران داخلي غير السورية للطيران, عزمت أمري وحجزت على متنها.
يوم السفر ذهبت إلى المطار في الوقت المحدد, انتهت إجراءات الدخول للطائرة بسرعة وأقلعت الطائرة في موعدها, الكثير من التقدير انتابني بسبب عدم التأخر بالإقلاع كما يجري عادة.
بقيت عدة أيام في أغلى مدينة على قلبي وجاء وقت الرجوع.
كان من المفترض أن تنطلق طائرة العودة من حلب الساعة السابعة مساءً, ولكنني فوجئت عند وصولي مطار حلب أن الرحلة أجلت حتى العاشرة وخمس وأربعين دقيقة.
طبعاً توجهت إلى مكتب السورية للطيران كي أستفسر عن الموضوع ظناً مني أن هنالك خطأً في بطاقتي أو في رقم الرحلة, ولكن الموظف وبكل هدوء أخبرني بأن رحلتي التي حجزت لها منذ أسبوعين سابقين أجلت إلى الموعد الحالي وأن لا خطأ جسيم حصل سوى أن الشركة نسيت أن تخبر الركاب بالموعد الجديد.
طبعاً ثرت واحتديت على الموظف لأنني سأضطر للإنتظار ثلاث ساعات متتالية حتى موعد الرحلة, الموظف وضح لي أنه لا يوجد حل إلا الإنتظار والشهادة لله أنه طلب مني عدم الغضب لأنه على حد قوله غضبي لن يحل المشكلة.
صحيح أن غضبي لن يحل المشكلة ولكن مالذي سيحلها سألته, فأجابني بأن علي الجلوس وانتظار موعد الإقلاع الجديد.
انهيت ثورة غضبي وهدأت نفسي وجلست, بعد قليل وجدت أن موظفي التنظيف استغلوا عدم وجود رحلات مغادرة على المدى القريب, فبدأوا بغسل الأرض وسكب المياه, بصراحة كل نسمة هواء هبت تجاهي حملت لي يوم مرضٍ إضافي.
أخذت أفكر, من المسؤول عن الخطأ الذي حصل معي, أليس من المفترض أنه إذا تأجلت أو ألغيت رحلة طيران لسبب ما, أن يتم الإتصال هاتفياً بجميع الركاب الذين حجزوا على هذه الرحلة - وقد حدث هذا معي مرة - لإعلامهم بالموعد الجديد.
تمنيت في لحظتها أن يظهر أمامي الموظف أو الموظفة من شركة الطيران السورية والذي تسبب بجلوسي وحيدة ثلاث ساعات على مقاعد معدنية باردة.
لو تحقق لي ذلك لكنت سألته سيدي هل أنت موظف مستهتر, إذا كنت كذلك فأرجو منك أن تعلم أنك عالة على الوطن وأمثالك يقودون مسيرة تقدمنا إلى الوراء, لذا أرجو منك أن تترك عملك إلى من هو أجدر منك, إلى من يقف على أبواب الشركات والدوائر بتأهيل علمي عالي باحثاً عن عمل ووظيفة يسد بها رمقه ويواسي بأجرها السنين التي ضيعها في دراسته.
أما إن كنت من مؤيدي الإصلاح وممن يخرجون في مسيرات التأييد, فأحب أن أطلعك على أمر وهو أن تقدم بلدنا ورقيه لا يكون إلا بالتفاني وإتقان العمل, فكما ترفع علمنا الحبيب في مسيرتك وتهتف لوحدة سوريا, كنت أتمنى عليك لو أنك رفعت سماعة الهاتف لإعلامي بتأخر رحلتي.
أما إذا كنت من المعارضين والمنتقدين للنظام, أو ممن ينادون بالحرية وبمزيد من الديمقراطية والتعبير عن الرأي, فأقول لك ياشريكي في الوطن أن أولى خطوات الإصلاح والحرية تكون بحب عملنا والقيام بواجباتنا تجاهه على أكمل صورة.
أما كلماتي إلى مدير شركة الطيران السورية, فأحب أن أهمس في أذنك بأننا جميعنا نتحمل واقع الأزمة التي تعيشها الحبيبة سوريا بكل أبعادها ونواسي أنفسنا أنه سيأتي وقت تنجلي كل المصاعب ويعود السلام والأمن إلى بلدنا, ولكن من سيواسيني في ساعاتي الثلاث وأنا جالسة على مقعد معدني وأطرافي تتجمد من البرد والتنهدات تتسابق إلى أنفاسي, بل من سيواسي العشرات والمئات الذين حصل معهم ماحصل معي, إن آثار التأخر عليّ لم تكن كارثية غير تغير موعد وصولي إلى بيتي من التاسعة مساءً إلى الواحدة صباحاُ, ولكن ماذا لو أضاع هذا التأخير على أحد ما موعد طبيب أو صفقة عمل هامة, أو امتحان أو أو......
منذ عدة سنوات كنا نسمع عن ملاحظات على أداء شركة الطيران السورية, ولكن بعد فترة أخذنا نلمح تطورات هامة والتزامات في المواعيد وجودة في التعامل وأمان في النقل, أرجو منك أن تجعلنا نظل فخورين بطيراننا الوطني.
انقضت ساعات الإنتظار ونودي على ركاب الطائرة, حملت حقائبي ولحظات انتظاري وعدت بها إلى دمشق.
ولأنني أعتقد أنني مواطنة متحضرة فمن حقي أن أطلب تبريراً لما حصل معي, لذلك توجهت في اليوم التالي لوصولي إلى الشركة السورية للطيران, وقمت بتقديم شكوى بخصوص الضرر الذي حصل معي.
أخبروني أن طلبي سيعالج وأنهم سيتصلون بي في القريب العاجل لتعويضي عما حدث, وهاأنا ذا وبعد مرور أكثر من شهر على تقديم الشكوى مازلت أنتظر.
بسيطه 3 ساعات انا صارت معي ببلد اجنبي و تاخرت الرحله 3 ايام, قضيتها بالاوتيل على حسابي لانون نسوا يخبروني,,, وبالاخر كنت رح ابكي من الفرح و من "عطف" الموظفه بشركه الطيران لانو حظي كتير حلو انو ما لغولي الرحله
عزيزتي تجربة مريرة مع السورية للطران لمدة تسع سنوات على الخطوط الدولية . واجملها عندما تقلع الرحلة من دمشق الي ابوظبي قبل مودعها المقرر ب خمس ساعات !!! ودون اخطار الركاب ولا اعلم من هم الركاب الذين سافروا على متنها عندما تجتمع بكل المسافرين على نفس هذه الرحلة في ساحة المطار !!! علما باني كنت قادم من حلب الي مطار دمشق مسافرا لابوظبي بعد اجازه طولها 4 ايام فقط !!!
يعني لللأخ sapphire عن جد مفكر انو القصة هي قصة انتظار 3 ساعات ؟ لا طلع الحق معك طلع بسوريا في مشكلة اكبر اذا هيك فهمت القصة يعني كتير لذيذ كان لو الكاتبة حطتلك الفكرة بسطرين دجني دجتك العافية؟
أم نسيتي تشرد شبابنا لسنوات في الاغتراب لدفع البدل النقدي الضخم كرمى لعيون أن لا يخدم في جيش وطنه - أم نسيتي القهر والجوع والحرمان لشبابنا بعد سنوات الجامعة اللعينة - أم نسيتي البلطجية والمنتفعين من الدولة وعلى عينك يا تاجر .ام نسيتي أم نسيتي ...ام نسيتي ...فمعليش 3 ساعات انتظار بالمطار (كأنها دهر) أفضل بكثير ممن تحطم بيته بصاروخ وقصف عشوائي وتشرد هو وأهله على حدود دولة مجاورة بل وقتل له ابن او ابنة او زوج او زوجة ......حسبي الله ونعم الوكيل على هالبلد الأعوج وبس
شكرا للمقال ولكن ؟؟ يا أختي ..أنتي بإمكانك التحدث بهذه الطريقة عن حقك المسلوب من شركة الطيران عندما تكونين ببلد متقدم متحضر يقدر أهمية الوقت ويحترم شعبه أم نسيتي : - كيف تقطع علينا الكهرباء في اي وقت من نهار او ليل ولمدة لا يعلمها الا ربك - أم نسيتي كيف يقوم شبابنا من تحت لحافهم الدافئ لشراء خبز الس 5 صباحا - أم نسيتي: غلاء المعيشة الفاحش وكثرة العازبين والعازبات - أم نسيتي أكوام الزبالة بالشوارع - أم نسيتي النصابين والحرمية في الأسواق والمتاجر ودوائر الدولة - أم نسيتي شعب يذبح من الويد للوريد
قصة مؤثرة للصراحة ..و لم استطيع منع دموعي من الانهمار كزخ المطر على هذه المأساة الانسانية وهذه الملحمة الدرامية التاريخية للحقيقية لا يوجد في بلدي سوريا مأساة انسانية كالذي حدث في هذه القصة ...ثلاث ساعات انتظار على مقعد بارد!!! له له له
بسيطة بكرة بتحكي لولاد ولادك انن ماعوضوكي
إن ماحدث معك أمر بسيط إذا ماقورن بما يحدث مع الاخرين ،سأقص لك ما حدث مع اخي ،لقد اضطر أخي للسفر من حلب الى دمشق وعن طريق البر وخلال الأحداث وذلك بهدف الحصول على شهادته الجامعية من الجامعة الافتراضية وذلك لأن الموظفة المسؤولة عن شؤون الطلاب اعتادت عدم الرد على أحد .وكان الرد أنه لايوجد شهادات الآن وأنه لم يتم التوقيع عليها بعد من الجهات المسؤولة ،وسأل أخي الموظفة المسؤولة ومتى يمكن توزيع الشهادات ؟ أجابته بعدم المعرفة وأن ياتي في وقت لاحق !!. سيدتي هل طريق الشام..حلب كدرب الحمام ؟ ألا تحسون بنا؟
لا في خطأ او نسيان في التبليغ لانه الى تاريخنا الخطوط السورية هي الخطوط الوحيدة في العالم الي لا تسطيع ان تحجز رحلتك عليها من خلال الانرنت او الدفع من خلال الانترنت اضافة الى ذلك لا يتم تجديد المعلومات الموجود على صفحة الانرنت مثل ارقام هواتف الفروع و الخ و في الختام ربي يسر
كلما ذهب إلى مطار حلب .. يرتادني حلم بأني في يوم من الأيام سوف أصبح المسؤول عنه .. كم من الإصلاحات سأجري عليه ؟! •أولى الإصلاحات سأستبدل بطاقة دخول المطار المكتوب بأسفلها "نحن غير مسؤولين عن فقدان اي غرض داخل المطار" !! من المسؤول إذاً؟! .. •السوق السوداء داخل المطار يوم مفتوحة و عشرة مغلقة .. •يوجد مركز خدمات سيرياتل ولا يوجد مركز خدمات ل MTN •التدفئة و التبريد .. غرف التدخين المقرفة •سائقي التكسي .. لماذا لا يوجد تنظيم ؟ لماذا لا يوجد سياراة أجرة "خاصة" بالمطار "الدولي" ؟
من المعروف دائماً ان الشركات السورية وخصوصاً التابعة للقطاع العام في غاية الفشل .. وحتى يومنا هذا لم نجد شركة سورية رائدة تابعة للقطاع العام .. حتى أن هذه الشركات تعمل على افشال القطاع الخاص عن طريق استغلال القوانين لحصر وفرض هيمنتها على ارض الواقع وهذه هي بئرة المشاكل والفساد ان لم يتم وضع حد لهذه المسألة لن نجد يوماً ان اي قطاع او اي شركة قد تطورت .. مع غاية الاسف ..
هي اخر سياسة بدنا نشغل الكل وعقلية انا بشتغل بالدولة وماحدا بيحكي معي ومافي لا تقييم للموظفين ولا فرق بالحوافز والكل بيجي ترفيعة كل فترة الشغيل والبليد شكرا عالقصة الحلوة والله يكون بالعون
ست رنا، أدبيا النص لا يمكن تسميته قصة و لا أي جنس أدبي أخر، يعني حتى و لو كانت رحلتك بالطائرة للصين فإن شرحك لمجرى الرحلة لا يعد رواية و لا معلقة و لا سيرة ذاتية حتى و لو ضاعت حقيبتك فإن حجم المأساة و المعاناة لا يجعل من حكايتك مدن الملح، قانونيا ليس لك الحق بالتعويض و الموظف الذي قال لك ذلك أراد أن يتخلص من النق و السق و اللق فقط لا غير.