كل شيء وجد طريقه إلى الأزمة السورية إلا الحلول السياسية، رغم الدعوات المستمرة للحوار، فالعنف كان هو الأرجح والغالب، ورغم كل الحديث النظري عن الإصلاحات، إلا أن تنفيذها فعلياً على أرض الواقع لم يجر على أكمل وجه، والبدء بها لم يدفع الأطراف الموجودة إلى الاحتكام للحل السياسي
فقد كان هناك لقاء تشاوري من أجل مؤتمر لحل هذه الأزمة لكن للأسف لم يتحقق , اذاً كفى قتل وترهيب ... كفى تهجير وتغريب ... كفى قهر وتعذيب ... نحن شعب واحد ... لا يفرقنا سوى الموت ، سورية الحضارة والإنسانية في محبة الجميع ، الشعب السوري لا يعرف الحقد والثأر بل يعرف المحبة والتسامح ، فأرجو من الله أن يعود الآمن والآمان لهذا الشعب الطيب .
استمرار الحل الأمني الذي يزيد الشارع غلياناً ويؤجج الأزمة ليحول المؤيد لمعارض وهكذا بدأت الكفة تميل فمن تعرض أو أحد معارفه للقمع لن يبقى مؤيداً ولو كان من أشد المؤيدين فيما مضى .. الحل بأيدي الجهات الأمنية إما أن يحقنوا غضب الشارع ( بإبعاد اللجان الشعبية عن الشارع والابتعاد عن الحلول القمعية ) وإما أن يزيدوه غلياناً إذا استمروا فيما مضوا إليه وعندئذٍ الغضب الشعبي قادم لا محالة .. فمن الخاسر ومن الرابح ؟؟ أتمنى خروج كافة المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي من السجون وفي القريب العاجل ..
كافة الادعاءات الطائفية التي حاول ويحاول البعض إثارتها وإن شاء الله لن يكون له إلا الخذلان .. فالسوريين وبكافة أطيافهم وأعراقهم ودياناتهم ومذاهبهم إخوة ويجب على الجميع الحفاظ على هذه الأخوة الرائعة المبشرة بالخير .. إن كنت مؤيداً أو معارضاً لا يهم .. المهم ألا يعتدي المؤيد على المعارض أو المعارض على المؤيد .. وبذلك لن نحقق للبعض غاياتهم .. في العائلة الواحدة قد تجد مؤيداً ومعارضاً فهل يروق لأحدهما أن يضرب الآخر أو أن يُضرب من جهة أخرى ؟؟ إخوتي المؤيدين وكذلك المعارضين احذروا من الفتن ..
القتل والعنف لا يولد سوى الدمار وإنهاء الوطن ، كنا نتمنى من عقلاء وسياسي البلد أن يكونوا الأسرع بحل هذه الأزمة التي تمر بها بلادنا ، لكن للآسف كان صوت الخارج أقوى من صوت الداخل في إشعال هذه الأزمة ، أذا لا بد أن نبتعد عن تلك الأصوات الخارجية التي لا تريد الخير للوطن والشعب ، كل العالم له مصالح في تدمير هذا البلد لكن هيهات بعيدة عن أحلامهم .
النظام هو المسؤول الأول والأخير عما يحدث في سوريا وهو من أعطى الفرصة لكل من هب ودب للتدخل في الشئون الداخلية لسوريا وهو المسؤول عن المجازر التي ترتكب بحق أخواننا وأطفالنا في سوريا ولو انه أوصد الباب على الجميع وحكم بالعدل و المساواة لما استغاث الشعب بغيره ولكن لسوء الحظ أن زعل الخالة او العمة كان اهم بكثير من نصرة الشعب و محاكمة القتلى.
لما كانت المظاهرات الشعبية قد طالت في سورية لأكثر من أربعة عشر شهرا كاملة دون استجابة الحكم السوري لها، بل بمجابهتها بالإرهاب الأمني والتقتيل واسع النطاق ضد المتظاهرين، والذي تجاوز عدد ضحاياه الأربعة عشر ألف قتيل – حتى الآن- بريئون من ارتكاب أي جرم إلا المطالبة المشروعة دستوريا بحقوق وطنية للوطن والشعب!
معظم من أعرفهم يتحاشون التجول بدمشق لكثرة حوا جز على مداخلها و تحصنت المنشآت المهمة بسواتر و صار المواطن يكره أن يتجول لكثرة ما يسمعه من تفتيش و إيقاف و خوف ، حتى بعض الموظفين أخذوا إجازة لأنهم يخافون الدخول للمناطق الساخنة التي بها عملهم،أين الدولة و الشرطة و الأمن من حياة المواطن ؟كنا نفتخر بدولة تستطيع المرأة التجول الساعة 12 لوحدها بأمان و فجأة تحولت البلد لمكان لا يستطيع أحد التجول بعد ال11 ، لا نكذب فقد أصبح الحفاظ على مكتسبات الحكم لفئة منتفعة أهم من البلد و نتهم المعرضة .
أنتم تعرفون، كما وجميع سياسيي ومثقفي العالم، بأن الحكومات هي هيئات ممثلة لشعوبها! وعندما تقوم مظاهرات بمطالبات شعبية واسعة النطاق في أي دولة في العالم لرفض السلطة القائمة في بلادها، فهذا يعني أن قسما من شعب تلك الدولة وصل لدرجة رفض السلطة الحاكمة في البلاد!
السلطة التي لا تسمح بوجود معارضة حقيقية لها داخل الوطن هذا يضطر المعارضة إلى الهرب و الهجرة و بالتالي تصبح معرّضة أكثر لمخاطر الاستخدام في اللعبة الدولية و الإقليمية و الإقصاء و تبرير العنف , و السلطة التي لا تسمح بوجود معرضة مدنية سلمية لها داخل الوطن هذا يضطر و يزيد فرص المعارضة لاستخدام العنف بغية إسقاط السلطة أو الانتقام من عنف السلطة ..الخ
نعم القتل والعنف لا يولد سوى الدمار وإنهاء الوطن ، أين الحلول السياسية ؟ أين العقلاء وأصحاب الضمير الحي ؟ أين الغيرة ومحبة الوطن يا أبناء الوطن ؟ هل المصالح الخاصة وبعض الأشخاص مقابل دمار الوطن ، غريب ما نشاهده ونسمعه في أيامنا هذه .
مازلتم تدافعون عن الشيطان بأفكار قرفها الشعب منذ زمن ان من يمانع هو الشعب وليس النظام وان من يتحمل تبعات التصدي والممانعة هو الشعب وليس النظام فالنظام وأركانه يغدقون بالعيش الكريم والدلال وأقول لك أيها الأخ الفاضل لوجربت ان يعتقل أخوك واو أبوك من امام عينك وان يمسح بكرامته الأرض ضربا وتنكيلا أمام أعين الإشهاد لمجرد الاشتباه او ان عنصرا امنيا جاهلا قد كتب به تقريرا ويذهب ولأتعرف اين هو أظنك قد تغير موقفك