لا غنى للمرأة عن الرجل ولا غنى للرجل عن المرأة ونجد أنه لدى كل المخلوقات التي تعيش في عالمنا وحتى في عالم الجن هناك ذكر وأنثى للتزاوج بينهما من أجل التكامل وليس من أجل التناحر وقد قال الله تعالى :

 { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } ..

والمرأة مهما تكابرت وبلغت من ثقافة وعلم لا تستطيع أن تعيش بلا رجل وهي صحيح أنها لن تموت إذا كانت بدون رجل ولكن ما أصعب أن تعيش مع رجل وليس برجل إذ أنها ستحاول أن تعوض هذا النقص أو الخلل الذي أحدثه غياب

الرجل في داخل ذلك الرجل الذي تعيش معه ..

وكم هناك من زوجاتٍ يمارسن دور الرجل ومسؤولياته التي من المفترض عليه القيام بها في البيت ولكن عند غياب الزوج لأسباب هو خلقها ويتحجج بها وليس لها علاقة بظروف عمله فإن زوجته لن تجد من وسيلة أمامها إلا أن تقوم بواجباتها وواجبات زوجها معاً وحتى لو كان على حساب راحتها وصحتها لأنها على يقين بأن أولادها ليس لهم ذنب بتقصير زوجها معهم أو في البيت ومهما كانت طبيعة الخلافات التي وقعت بينها وبين زوجها ولكن طالما يعيشون تحت سقف واحد فمن واجبهم الإهتمام بالأولاد والبيت إلا أنه عندما يهمل الزوج واجباته فعندها تتحمل الزوجة الكثير في سبيل تربية أولادها وتعليمهم وتأمين حاجاتهم وإسعادهم ..

والرجل الذي يتغنى بحريته ويفرح بعزوبيته لن يعرف طعم الإستقرار إلا بالزواج والعيش مع إمرأة تحبه وتحن عليه وتكون معه في السراء والضراء ولكن سيصيبه الإحباط عندما يحس بأنه يعيش لوحده وليس مع إمرأة تسكن معه بنفس البيت ..

وهناك الكثير من الأزواج الذين يبررون خيانتهم لزوجاتهم بتقصيرهن معهم وعدم إهتمامهن بهم ولا حتى بأولادهم أو بيوتهم وهناك بعض الزوجات اللواتي يعتبرن تصرفات الأزاوج في هذه الحالة بأنها حجة من قبلهم لتبرير ما يريدون القيام به ولا تفكرن الزوجات بأن هؤلاء الأزواج من حقهم الشعور بالإستقرار والإهتمام بهم وبما يحبون ويكرهون فالزوجة ليست فقط من أجل الطبخ والنفخ والغسيل لأنها عليها الإهتمام بأمور أخرى تخص زوجها حتى يشعر بوجودها في حياته وعدم شعوره بأن زواجه منها هو فقط من أجل القيام بواجباتها المنزلية متناسية بأنها تعيش مع زوج يحبها ويحترمها وقد إختارها لتكون رفيقة دربه وحبيبة قلبه ..

لذلك أيها الأزواج والزوجات عليكم التفاهم أكثر فيما بينكم طالما إخترتم بعضكم عن قناعة وعن تفكير مسبق بتفاصيل حياتكم مهما كانت هذه التفاصيل صغيرة أو كبيرة لأن هذه الدنيا ستعيشوها بالطول أو في العرض فلا تظلموا أنفسكم وأولادكم وحاولوا تصحيح أي أخطاء يقع بها طرف منكم فهذه الحياة لا تستحق أن تمضوها في خصام وجدال دون التمتع باللحظات الجميلة التي تجمعكم مع بعضكم ومع أولادكم تحت سقف واحد وهنيئاً لكم .