syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
ملاك "الحريَّة "... بقلم : مراد اسكندر

لا أعرف كم كان قد مضى على غفوتي, هناك من كان يوقظني من نومٍ لطالما جلب لي أحلاماً لم يتحقق منها شيء.

قال: أنا ملاك الحرية. و قبل أن نتبادل أطراف الحديث شكرته شكراً جزيلاً لأنني منذ زمن بعيد و أنا أتمنى أن أرى أي معجزة بأمِّ العين.... أو حتى أختها في أسوأ الأحوال.


قلت له: حدثني عن الحرية يا ملاكي.

فقال: اسمع أيها الإنسان, أنا لست ملاكك, أنا ملاك الحرية و لست ملكاً لأحد. و ابتسم ابتسامة الواثق إذ ظن أنه أعطاني بجملته هذه الدرس الأول في الحرية.

 

قلت: زدني يا ملاك الحرية.

فقال: كم شهراً سكنت أحشاء أمك؟ قلت: تسعة شهور. فقال: هل كان من الممكن أن تبقى لعشرة شهور؟ قلت: لا. فكرّر ابتسامته الواثقة و هو يقول: إنك حرٌّ بالفطرة.

و سألني: كم تعيش أيها الإنسان؟ أجبته: مئة عام تزيد أو تنقص. فقال: إنك لا تحتمل الأرض سجناً فتهجرها.

 

-         و هل صحيح أيها الملاك أن حريتي تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين؟

-         الصحيح أن حريتك لا تتوقف أبداً.

-         أوليس من حدود للحرية؟

-         بلى, يحدها من الجنوب بدء الخليقة و من الشمال نهاية العالم.

 

 

-         و ما هو رأيك بالحرية على كوكبنا أيها الملاك؟

-         إنها كينابيع المياه العذبة....

-         لقد أدهشتني أيها الملاك

-         لو تركتني أكمل جملتي لما اندهشت, إنها كينابيع المياه العذبة في صحراء الربع الخالي.

-         ولكن الديمقراطية منتشرة على نطاق واسع من كوكبنا أيها الملاك!

-         وما دخل الديمقراطية بالحرية أيها الإنسان!

-         إن الديمقراطية تعني حكم الشعب.

 

ما إن سمع الملاك جملتي هذه حتى بصق في وجهي و قال: ومن أخبرك إن الشعوب حرة أيها التافه؟!

مسحت بصقته عن وجهي و سألته:

-         هل للإناث نصيب من حريتك أيها الملاك؟

 

صمت ملاك الحرية لفترة ثم أجابني:

-         إنني ملاك شرقي, و أحبِّذ ألا نتكلم في موضوع   "الحريم  ".

ما إن سمعت إجابته هذه حتى بدأت بتجهيز بصقة معتبرة و لكنه اختفى قبل أن أتمكن من إطلاقها.   

 

 

2012-05-12
التعليقات