يدك او رجلك في الاوضاع الطبيعيه تخدمك وتتحمل عليها او تعمل بها ولكن اذا ما اصابها كسر او مرض تسبب في عدم قدرة اليد او الرجل اداء المهمه اصبحت مضطرا لحمل يدك او رجلك مع الجبس وهنا يكون ضرر مضاعف فانت فقدتها كعضو فاعل واضطررت لحملها هي والجبس معها
والامر يشبه الابن الفاشل او الموظف الكسول او العامل المتهرب وقد التقى في اعمال بناء مسجد على رأس تله عاملين احدهما في الستين من العمر والثاني في العشرين من عمره وكانت اعمال البناء بحجارة يجب نقلها من اسفل التل الى اعلاه والغريب ان العجوز كان يحمل الصخور الكبيره والشاب يبحث عن اصغر الصخور وهنا سأل الشاب العجوز لماذا تتعب نفسك ونحن نتلقى نفس الاجر فاجاب العجوز انا متطوع ولا اتقاضى اجرا لاني اشارك في بناء بيت من بيوت الله واذا كان العمل العادي عباده فما الحال اذا كان العمل في بناء مسجد دون اجر الا ابتغاء رضا الخالق
وكان هذا السر وهو الاقتناع بما يعمله الانسان يفجر طاقه غير عاديه اما التفكير باداء المطلوب لقتل الوقت فقط وتلقي الاجر يشبه اليد او الرجل المكسوره او المشلوله وهذا سبب فشل بعض الاعمال وخسارتها لان العمالة او الوظائف وهميه وبعض العاملين يتقاضون اجورا دون عمل جدي بالمقابل وهؤلاء من المنافقين والانانيين يكثرون من التدليس والادعاء بانهم يبذلون جهدا هو في الحقيقة ادعاء كاذب وافتراء
واذا كان صاحب العمل لا يرى فخالق الكون يرى ولن يبارك الله بالمال المسلوب بالدجل وحتى لو استطاع الدجال والغشاش والمنافق والكاذب اقناع الكثيرين فهل يستطيع اقناع نفسه وكيف يستطيع التبرير لخالقه افعاله المتناقضه مع جميع المعتقدات والشرائع السماويه والامر الطبيعي ان يعاني من عدم استقرار نفسي الذي يتسبب بفقدانه لبوصلة الحقيقه ويعجز عن التحكم باقواله وافعاله
وخسارة الانسان لنفسه هي الخسارة التي من المستحيل ان تعوض حتى لو كسب المنافق والكاذب رضا جميع البشر في العالم وجمع مال قارون فهو خاسر امام ذاته اولا واخيرا ومدرك ان خالقه غير راض عنه ولهذا يشعر بعذاب داخله يشتعل كاللهيب في داخل نفسه ليحرقه من دون نار ويحاول تبريد النار بنفثها على من يقابله دون وجه حق وابشع الشياطين واقبحهم من تستر برداء الفضيله