قصة تعكس إلى حد كبير حقيقة الواقع السوري.
حافلة ركاب قاصدا زيارة أحد أقربائي في منطقة ليست بعيدة عن المدينة وعند الولوج إلى داخل السيارة رأيت مشهدا قل نظيره في أي بلد باستثناء سوريا, وهوعبارة عن صورة لشاب أعتقد أنه لم يدخل العقد الثالث من عمره, مثبتة بأربع صلبان في كل طرف من الصورة وفي أسفلها معلق قرآن كريم. لم أفهم الموقف بشكل كامل فاستثارت هذه الصورة فضولي. و بالرغم من طبيعتي الميالة للانطواء إلا أني قررت امتطاء طبعي و التحدث مع سائق هذه الحافلة. بدأت مربكا وأنا أتحدث إليه وفي سؤالي عن الأحوال والعمل أجاب بحمد ربه. في سياق الحديث التمست طيبة هذا السائق وعفويته ما جعلني أتشجع وأطرح سؤالي عن صاحب هذه الصورة فكان الجواب بالنسبة لي مدويا! قال: مابعرف.
أردفت: لكنك أنت مالك هذه السيارة.
أجاب: اي والله بس مابعرفو.
ظننت في البداية أن سوقيته وسماجته هي التي تدير الحديث معي, فأحجمت عن الكلام معه.
وبعد دقائق من الصمت المطلق عاود الكلام بخصوص الصورة قائلا: ياحبيب كان هالسرفيس لصاحب هذه الصورة وقد قتل على يد أحد الأشخاص وهو من طائفة غير طائفته.
قلت: للأسف أصبحت هذه الأخبار جزء من حياتنا.
صحيح كلامك, بس والله في شغلات كتير حلوة عنا بسوريا. رد السائق.
قلت في نفسي: أنت محق, هناك أمور غير ظاهرة من حياتنا تبقى الأقوى والأبقى.
تابع حديثه مستطردا عن حياة الشاب المقتول وعن أخلاقه كما سمع ونبذه للطائفية والتعصب. قاطعته معتذرا, لكن كيف قتل؟
كان هالشب عندوعلاقات اجتماعية قوية ومتعددة مع جميع الأديان والطوائف. قال السائق متنهدا.
قلت: ما العيب في ذلك؟
أجاب: كان مرة ميتناقش مع رفيقو حول الوضع العام في سوريا واشتد الكلام بينهما إلى درجة التهديد بالسلاح فأخرج القاتل مسدسه وفقعو رصاصة روحو فيا ولما شاف الجاني دم صديقه يسيل انهار ووقع ع الأرض فوجه فوهة مسدسه نحو تمو وردد كلماته الأخيرة قبل ما يضغط على الزناد: الله يلعن أبو السياسة ولك حرام ولك منشان السياسة قتلت صديقي ولك نسينا عدونا الحقيقي وصرنا ندبح بعض ولك نحنا العرب خونة مافينا إلا ع بعض؟! تابع السائق والدموع في عينيه قائلا: عندما ذهبت لشراء هذه السيارة خرجت والدة (صاحب السيارة) وهي تجهش بالبكاء مطلقة التنهدات والتوسلات اتجاهي التي فطرت قلبي بكلماتها قائلة وببراءة الأم وعفويتها: بدي أطلب منك طلب يا ابني بوس إيدك, ليك في صورة لابني جوا السيارة معلقة بالصلبان والقرآن, وراحت تحكيلي قصة ابنا, بدي منك توعدني بس تشيل صورة ابني لا تشيل الصلبان والقرآن. سألتها لماذا؟
قالت: إذا كانت السياسة سببا في موت فلذة كبدي أريد أن يكون القرآن والصليب سببا في الحفاظ على حياة أبناء بلدي. قبل وداعها قبلت يداها وأقسمت لها أني لن أنزع هذه الصورة وستبقى الصلبان والقرآن مثبتة لهذه الصورة......
توقفت الحافلة بعد أن طلبت منه التوقف, ترجلت منها تاركا ورائي دعائي لأم الفقيد ولهذا السائق....
لا يمكن أن أقتل صديق لي من أجل حديث سياسي!! ثم اقتل نفسي بعد صحوة ضمير فجائية!! مقالة محترفة لللعب على المشاعر .. في سورية المشكلة ليست طائفية ولم يكن يوما الشعب السوري طائفيا.. المشكلة أن هناك من يحلو له أن يزرع الطائفية كل مرة ولا ينجح مفتكرا أنه سيخيف الناس والمشكلة أيضا ليست اقتصادية بل هي بنية نظام فاشل على كل المستويات لم يقتنع بهزيمته بعد كل هذه السنوات ولم يفهم انه سقط في عقل وقلب كل سوري مهما يكن انتماءه
القصة محزنة بالفعل والمغزى كبير يا أخوتي هي حرب على الاسلام وعلى العرب جميعا ما الفائدة التي جنيناها من اقتتال داخلي بين أهالي سورية يوجد ظلم وجور في بلادنا هاد شي مفروغ منه سياسات خاطئة وانعدام المقدرة الشرائية وهلاك الشباب وعنوسة البنات وغيرها كتير بس خلص تعودنا والله كبير بس اراقة الدماء والذبح كالنعاج ...كبيرة عند رب العالمين بقى استفيقوا أيعا العرب استفيقوا أيه السوريون فقد طما الخطب حتى غاصت الركب أمريكا والغرب اللعين وراء ما يحدث والمتأمركين من العرب يارب تفرجها علينا
أحييك أخي الكاتب على خيالك الخصب،مجتمعنا منذ القدم متآلف بين فئاته ولكنني لم اسمع بقصص من قتل صديقه المقرب كرمال حديث سياسي،ومن ثم يقتل نفسه لانزعاجه من قتل صديقه!شو هالمجرم أبو قلب رقيق هاد والله ما شفتو لا بافلام هوليوود ولا بالأفلام الهندية،يرجى عدم اللعب على الاوتار الحساسة واستجرار العواطف في وقت نحن في أمس الحاجة لتحكيم العقل بدلا من العواطف
نحلم جميعا بيوم نرتقي فيه في أفكارنا ونرتقي فيه في قيمنا ونؤمن ونتذكر دائما أن الدين لله والمعاملة للانسان واية طائفة كانت هي بينه وبين ربه .......حرقت قلبي القصة ودعيت الله ان نرحم بعضنا ونتسامح ونكون اخوة ياارب....شكرا لك