بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مدة وأنا أعيش في الظل . لا رغبة مني بل قسراً وقهراً وخلافاً لإرادتي . حلم كل إنسان أن يعيش مكرماً لا يحتاج إلى أحد . وكان حلمي منذ الصغر الكفاف . والاستقلال التام عن والدي وكل من حولي من الناس . ثم لاحت لي تفاصيل الحياة التي تضطر الإنسان إلى أن يكون تبعاً لنظام معيشي محدد . يحدده الطرف الأخر . الزوج . الأب . الأخ . أو صاحب الولاية المباشرة من الأقارب .
وكانت ملامح التمرد تسيطر على شخصيتي . ولم أكن يوما تبعاً لأحد . وهذا ما خلق لي مشاكل مع المحيط الذي أعيش به . ومن جديد وفي هذه الأزمة التي تعصف بسورية الحبيبة . تكشفت لي جوانب لم أكن أراها من قبل . وكأنه كان لابد من المرور في هذا المخاض حتى تتم ولادة النضج عندنا نحن شباب وشابات هذا الجيل المكافح .
بدت الروابط الإنسانية واضحة المعالم لشعبنا الطيب وهو يسعى في ترميم جراح بعضه البعض . وكان بكاء بعض من لم يبكي في حياته عنوان الضمير السوري . وكانت مساعدات البعض الأخر ممن كان يضن بالقرش على أقرب المقربين إليه عنوان العطاء والتفاني والذوبان في الوطن .
وللمرة الأولى في حياتي قبلت أن أخذ بعد أن كنت طوال عمري أعطي . هكذا رأيت الشعب السوري على امتداد رقعة البلاد وهكذا أعلم عنه . كن يا أخي ملاذا لي . لا تدع الرعب يدخل قلبي لأنك الرجل الذي يحمل السلاح . أنت لست ليبي تنقسم على نفسك ثم تعود لتجتر ألام الاستعمار الجديد . وتندم على فتح باب الاغتصاب المريع لبلدك على يد الناتو وشيوخه وحلفائه . ولست مصري يقتل نصفه الأخر لأنه قبطي أو مسيحي أو أسكندراني . ولست ( خليجي ) دينه وديدنه الدرهم والدينار والريال والدولار واليورو والملاهي والمراقص , أنت سوري وبكل فخر .
مع كل الاحترام والمودة لكل الشعوب العربية . أنت يا أخي أقدم مزارع . وأنت أبرع حرفي . وأنت أشرف مناضل . وأنت أكرم عربي . عمرك ألاف السنين وعمرهم سنوات قليلة . أنت صاحب أقدم حضارة ومعمورة . أنت صاحب أول أبجدية . أنت صاحب نخوة . ولا ترضى أن تكون فتاة مثلي . أسرع منك لميادين التلاقي والإصلاح والتراحم . أنت تجيد لعب أدوار البطولة فقط . و لا تعلم شيئاً عن أدوار الذل والتخاذل والخيانة . أنت منارة الشرف ونبراس الحق ومستودع العلم ونهج التصحيح وعنوان الكرامة العربية . أنت لا ترضى بالضيم وتجير المستجير . وتدافع عن المظلوم ولو كلفك ذلك روحك وهي أعز ما تملك . أنت الفقير الذي يعطي كل ما يملك .
أنت صاحب النخوة والشرف فلا ترضى أن تغتصب بناتك أمامك . ودمك دون ذلك يراق سهلا رخيصا لا تبالي أوقعت على الموت أم وقع عليك . فما بال بعضنا خلع النخوة والعروبة والدين من رأسه فتحول إلى ذئب يقتل ويغتال ويغتصب ويسرق ويعتدي ويخطف . وما بال بعضنا لا يردعه رادع عن فعل كل ذلك حتى لو رآه يحدث مع أخته أو أبنته . لعل السبب أنه ليس منا . وأنا أرجح هذا . فما أراه وأعرفه كسورية أولاً . وكعربية ثانياً . يدعوني إلى الجزم باليقين أن من يرتكب تلك الفظائع ليس منا . بل من عدونا وقد خالطه الحرام منذ قبل ولادته .
تعالوا لنعود على أنفسنا نحاسبها ولنترك حساب الناس على رب الناس . سبحانه وتعالى ما أعدله . تعالوا لا نأخذ دور الرب . فنحيي ونميت كما نرغب ونشاء . نقتل الشيعي ونعفي عن السني والعكس بالعكس . تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم . أن تكون سوريا موحدة . أفراد شعبها دمهم وعرضهم ومالهم حرام ومصون ومكرم . إن النخوة في رأسي توزع على ألف رجل ويزيد . فهل أنا في مواقفي أكثر منك رجولة أيها السوري التائه .
عد إلى رشدك وإلى أهلك وإلى عملك . ولن يأتي بالحل المريح لنا جميعاً سوى الله عز وجل وهو المولى وهو الضامن . ألا تقبل ضمانته . أم أنك أقدر منه على حل كل المشاكل دفعة واحدة . ومن وجهة نظرك . وبالطريقة التي تسير بها الآن من قتل وترهيب وتفخيخ وتفجير للمواطنين السوريين والآمنين . لا يقولن لي أحد إن النظام فعل كذا وفعل كذا . لأنني سأقول له الخارجون عن النظام فعلوا كذا ودمروا كذا وقتلوا كذا . الآن ليس وقت حساب .
الآن وقت رص الصفوف . فعدونا الذي يتربص بنا جميعاً بات على الأبواب . بعد أن ندفع عنا ضيم العدو الخارجي . نصلح أمورنا بالداخل . ألسنا أفراد أسرة واحدة . أليس من المعيب أن نستقوي بعدونا على أبن جلدتنا . أليس من الذل والخيانة أن ندعو المحتل القديم إلى العودة لاستباحة أعراضنا وأراضينا وبناتنا وأبنائنا . أليس من الغرابة بمكان . أن تتوافق رغبات عدوك مع رغباتك . وهو يراوغ منك كما يراوغ الثعلب . وأنت لا ترى ولا تدري . أنتبه فالعدو على مشارف البلاد وما هي إلا انزلاقه واحدة وستضيع سوريا منا إلى الأبد .
أرجوك أخي كن مع نفسك كن مع الحق كن مع سوريا وكن منصفا لا تدع الأوهام تداعب خيالك . أريني منك مواقف البطولة التي تقشعر منها الأبدان . أريني منك مواقف يعجز عن وقوفها غيرك . أريني أنك سوري بحق تعادل ألف من غيرك من الرجال . تعال لأختبئ تحت جناحك . لا تدعني أفر منك رعبا كأنك وحش مفترس . عد أيها الشهم إلى ما عرفتك عليه عد أيها السوري وأطرد الغرباء خارج أسوار مدننا الحبيبة التي باتت رهن التشرذم والتفكك الطائفي . ورهن الأجنبي يحكم بيننا . هنا على أنفسنا فهان على عدونا قتلنا . لجين المتألمة جداً
هنا على أنفسنا فهان على عدونا قتلنا معك حق لجين شكرا الك كتير ولا كتابتك الرائعة بأنتظار المزيد
مقالة هادفة و جيدة إجمالا. لكن لا أدري لماذا الأخت الكاتبة تكلمت عن الليبي و عن المصري و عن الخليجي بطريقة سلبية ثم جاءت و قالت "أنت سوري و بكل فخر" أظن أن في سوريا و حدا يوجد شبيحة يقتلون حتى الأطفال الرضع و يرتكبون المجازر ايضا في سوريا يوجد عبدة الدرهم و الدينار و الدولار و اليورو كما هم التجار الذين استفادو من الأزمة دون رادع من الحكومة