syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
اقبية ودهاليز النفس البشرية...بقلم : ماجد جاغوب

مواصفات  الاقبية والدهاليز انها بارده ومعتمه ومظلمه  لانها بعيدة عن اشعة الشمس وتتكاثر فيها الحشرات التي  تموت اذا وصلها الضوء او اشعة الشمس  ومن يضطر الى  العيش في الاقبية والدهاليز او يفرض عليه ذلك قسرا حتى لو استطاع جسده مقاومة الرطوبة والبرودة والجراثيم فانه سيكون عرضة للانهيار الصحي او سيعاني مضاعفات صحيه بعد سنوات او عقود


 وكلما زاد عمق الاقبية والدهاليز وتداخلها وتشابكها زادت الرطوبة والبروده وزاد الظلام حلكة ونجد تشابها بين الاقبيه والدهاليز في الطبيعه ومثيلتها معنويا داخل بعض النفوس البشريه حيث  يتم تصنيع اقبيه ودهاليز تكبر داخلهم وتزداد عمقا وعددا وتشابكا وتداخلا كلما تقدموا  في العمر  واساس الاقبية والدهاليز منذ الطفولة المبكره حين يلاقي الابناء تشجيعا أومكافأه ماديه او معنويه من حبة الشوكولاته الى التربيت على الكتف الى الابتسامة مقابل  كذبهم او وشايتهم على من هم حولهم الامر الذي يدفع الاطفال احيانا الى محاولة تطوير انجازاتهم للحصول على مردود اكثر ربحا ونيل المزيد من الرضا فالمعادلة اصبحت كذبا ووشاية اكثر يقابلها تحسن في  المردود المادي والمعنوي

 

 ولا يدرك الاهل مدى خطورة ونتائج ما زرعوه في ابناءهم  على مسلكهم في المستقبل  لان الامر ينتقل الى المدرسه  للوشاية على الزملاء للمدرس والى العمل للوشاية بالزملاء وهناك ما هو اخطر عندما يتعلق الامر بالامور الحساسه جدا والتي يتوقف عليها مصير مجتمع او امة باكملها ولو دققنا بشخصية الابوين لوجدنا انهما قبل ابناءهما بحاجة لعلاج نفسي لانهم زرعوا وشجعوا الكذب  في نفوس ابناءهم  لاعتقادهم ان الانانية هي شيء ايجابي  متناسين  ان جوهر الانانية حب الذات والاستحواذ على ماهو من حق الغير وتحقيق المصلحة  على حساب تعريض الشقيق والقريب والصديق والزميل في المدرسة والعمل والجار وابن الوطن لعقوبة او تعذيب او تأنيب بسبب كذبهم ووشايتهم وسبب الاضطرابات النفسيه وعدم توازن التفكير هو اظهار ما لا يبطنه الانسان

 

 فاقدام شخص ما على تمثيل الحب وهو يضمر الكراهيه هو غش وخداع ونفاق ويشبه  القناع الهش الذي يتشقق ويتكسر بسهولة مع اول صدمة خفيفه لتظهر الحقيقة التي كانت متوقعه من الجانب الآخر لان من يفترض الغباء في كل الناس ويعتقد انه الاذكى في الوجود يكتشف مع التجربه انه من بين الاكثر غباءا حتى لو يتم ذكره في  موسوعة غينيس للأرقام القياسية ووجهة النظر الحقيقيه  في التقبيل باشكاله المختلفه فقد نسي من قال تقبيل الايادي ضحك على الذقون ولم يكمل بأن تقبيل الذقون محاولة للضحك على العقول وتقبيل الرؤوس محاولة للتأثير على النفوس وفتح المحفظة على مصراعيها  

 

وان لم تفتح محفظتك ابوابها فانت العدو اللدود ولا عدو يتفوق على مدى الكراهية التي تتفجر سموما سوداء في وجهك تعكس مشاعر حقد وكراهية وعداء  كانت مختفيه  تحت ستار محبة النفاق ومن كان بسيطا في قدراته التحليلية لافكار البشر او عاجز عن رؤية ما وراء الافق اعتقد ان تقبيل الايادي تعبير محبة وتفبيل الذقن تقدير وتقبيل الرأس احترام ولكن المجرب يدرك ان النفاق هو وراء كل انواع التقبيل الذي لا معنى له ولا تفسير الا لتحقيق مصلحة آنيه ومرحليه وعابره ماليا او معنويا من وراء قبلة النفاق

 

ولو اجرينا مقارنة بين دهاليز الطبيعة ودهاليز النفس لوجدنا ان من يعاني من دهاليز الطبيعة هو من يجبره واقع الحياة العيش فيها اما دهاليز النفس البشريه  فالمعاناة شامله لان من نمت الاقبية والدهاليز داخله يعاني من اضطرابات نفسيه وفكريه وتنعكس اثارها السلبيه على كل من يشاء  القدر في ان يكون احد ضحايا مرضه النفسي الذي يصعب علاجه وسيبقى ملازما للمريض حتى يملأ عينيه التراب في القبر  وقيل قديما-عين ابن آدم فارغه لا يملأها الا التراب

 

2012-05-29
التعليقات