خامساً: القول
الأخير المفيد:
1ـ من المسؤول حقاً وحقيقة؟
أرجو من أي كان في هذا العالم، أن يجيبني إجابة حقيقية وشفافة عن السؤال التالي :كيف استطاع هؤلاء الإرهابيون، وخلال كم من الوقت، وهو ليس أياماً ولا شهوراً بل سنين حتماً؟! وكم من المال انفق، وكم من الجهد بذل ؟ حتى تمكن هؤلاء الإرهابيون من إنشاء بكفاءة عالية جماعات منظمة ومدربة ومعدة إعداداً جيداً، ومسلحة بأحدث الأسلحة، وتأمين وتحضير كل ما يتعلق بمعركة مصيرية قادمة، من وسائل وأدوات اتصال وإعلام وقيادة جاهزة بامتياز؟! وحتى تمكن هؤلاء أيضاً من إنشاء غرف القيادات والمشافي الميدانية ...
بالإضافة الى حفر وتجهيز خنادق وأنفاق، تستخدم في كل ذلك، وحتى محطة اقلاع طائرة استطلاع، لا بل وفي كل أنواع أعمال التمويل والإمداد والتحرك والقتال والمناورة!! فمن يعقل هذا يا ناس؟! ونسأل هنا من المسؤول عن كل هذا، عن الدماء كل الدماء التي سالت على ارض سوريا بسبب موقف المسؤول أو المسؤولين عن أمن وسلامة الوطن ؟؟؟! ولقد اجتاحتني كل مشاعر الألم والأسى والقهر والغضب، ضد الذي يسكت،أو يتستر على الفساد، أو يحمي رموز الفساد هؤلاء، ومن معهم من المتسلقين أيضاً، المسؤولين الحقيقيين عن تحضير البلاد،ل غزو الطامعين بها والطامحين لإركاعها، والساعين لذبحها وتمزيقها أشلاء ورميها للكلاب المسعورة والضباع الجائعة، وتسببهم أيضاً بسفك الدماء السورية الطاهرة، كل الدماء التي روت أرض الوطن العزيز، ولم يتخذ حتى الان صاحب الأمر قراراً جريئاً وواضحاً حاسماً بمحاسبة كل المسؤولين، عما جرى ولا يزال، لا بل وإحالة الكبار منهم أصحاب القرار القادرين إلى القضاء، بتهمة الخيانة العظمى، وليقل القضاء كلمته العادلة والمنصفة بحقهم، ونعتذر كثيراً من الأبرياء، الذين قد يكون أصابهم بعض البلل مما قلنا وعرضنا فالناس الشرفاء بأغلبهم يطالبون بخطوات عملية ملموسة للإصلاح، كأن يصرف أو يعفى من المسؤولية البعض من رموز الفساد والغيلان، أو يعزل ويحجز أو يحاسب بجد وإنصاف، أو حتى يحاكم بنزاهة حيادية وينال جزاءه العادل...!!أو ...أو ... فلماذا يا ترى لم يتخذ أي إجراء بأي شخص حتى الآن ؟!! ربما ليس لدينا من هؤلاء أحدٌ....!! والناس تتوهم فقط، والأمر بالأساس من صاحب الأمر، وكفى نقاً ونقيقاً، أيها النفاقون المشككون والمندهشون أيضاً...، والله أعلم .
وللأسف بسبب غياب الديمقراطية، والمساءلة والمحاسبة والتفاعل والفاعلية في الحزب ومع الجماهير، وبسبب اللامبالاة والترهل والإتكالية والمصلحية، وبسبب قلة الوعي أو غيابه، وغياب الايمان الحقيقي بأهداف ومبادئ وأفكار الحزب، وعدم الالتزام أو ضعفه بمواقف وقرارات الحزب جدياً وعملياً،كانت الأزمة الخطيرة في الحزب، لا بل وكان أصل المشكلة، هو على ما أرى، ما يسمى بالتجميع واللملمة للحزبين، بدون التقيد بالقواعد والشروط والإجراءات المبينة في النظام الداخلي، لتنسيب الأعضاء ...، فكان حصاد كل ذلك، أن حوالي / نسبة كبيرة / من الحزبيين مع المعارضة الحاقدة جداً، لا بل كان البعض أشرس في التعرض والتهجم على السلطة والنظام والقائد، والأشد رغبة في الانتقام والثأر...!! ولو سألتهم أليس هذا حكم البعث، هو حكم حزبكم أنتم ؟! لأجابوا لا وألف لا ... ، نحن خارج هذا الإطار المخطوف اللاديمقراطي الظالم والمظلوم معاً، وإذا سألتهم وكبار الموظفين وغيرهم ...، من سيدفع رواتبكم العالية، أو على الأقل ليست قليلة بالمطلق، ومن سيضمن لكم الأمن والإستقرار، إذا ما انهارت الدولة والنظام،وتمزقت سوريا؟!! أجابوا لا يهم نحن نتطلع للأكثر، ونطمع بالآتي الأكبر، ونسأل من أين سيكون هذا يا ترى؟! من امريكا والعربان وإسرائيل؟! لا يهم قالوا، المهم أن يتربعوا على عرش مشاد من جماجم الضحايا الأبرياء، ومن أشلاء الوطن ...، لذلك يجب التقييم والفرز وبالتالي التنظيف والتطهير، وإلا سيظل الدود ينخر في جسد الحزب والسلطة والنظام، ويظل السوس يفتت ويخرب الى ما شاء الله، ويقود البلاد الى المجهول ...!! فتبصروا واعقلوا وتصرفوا بجدية وبسرعة وحزم وعدل قبل فوات الأوان ، خير لكم ولهذا الوطن الغالي....
2ـ وآخر الكلام غير المباح:
هل سألتم أنفسكم أيها البعثيون ماذا سيحل بمقرات الحزب التي يشبه بعضها القصور؟ وماذا سيكون مصير السيارات الفارهة، التي يشبه بعضها الصقور الباهظة والجميلة؟! وماذا سيحل باللذين يستخدمونها الآن، أو بمن سيخلفهم أو بعض من يخلفهم في ذلك؟ رمز اضطهادهم، أي الجماهير الكادحة، من البرجوازية والإقطاع في الماضي، الذي سلبهم حريتهم وكرامتهم، ونهب أرزاقهم وأتعابهم، وصادر أفراحهم وأحلامهم ...؟ الى أن جاء البعث المنقذ والمخلص والمنصف ...؟! فأين أنت أيها البعث العظيم ...، وأين أنتم أيها البعثيون الاحرار الشرفاء....؟! أنقذونا وأنقذوا حزبكم ...، بنضالكم وحكمتكم وتواضعكم والتصاقكم بالجماهير، وبجعل تلك المقرات كأنها بيوتاً لهم كما كان الأمر في غابر الزمان ...، زمانكم أنتم ....!! لذلك شدوا الهمة واعقدوا العزيمة على النصر المبين .....
ـ هل سألتم أيضاً ماذا سيكون حال الجيش العقائدي، هل يبقى هكذا ويبقى محظوراً على بقية الاحزاب النشاط السياسي فيه؟ ام سيتحول الى جيش وطني عروبي غير سياسي؟ يدافع عن الشعب والدولة الوطنية، ومحظور على الجميع ممارسة النشاط السياسي فيه، منه او من خارجه؟! وقِس ذلك على القوات المسلحة كلها ؟!!
ورغم كل ذلك إنني متفائل جداً، لا بل واثق للغاية، بأن سوريا ستخرج من أزمتها القاسية منتصرة وشامخة ...، لكني غير متفائل بزوال ما يسمى (الشبيحة أو البلطجية ) في السياسة والاقتصاد ...!! وغيابهم الى الابد، وبالتالي كأن بذلك شيئاً لم يكن، وعادت حليمة الى عادتها القديمة، كما يقال ...!! والدليل البسيط المقنع، الطازج والواضح جداً، هو الانتخابات العامة لمجلس الشعب التي جرت في 7/5/2012، والتي لم يجر تحديد الأسماء المطروحة لخوض الانتخابات عن الحزب، بالأسلوب الديمقراطي الصائب، والمقترح تكراراً والمتداول مراراً أخيراً ...، بحيث تختار القواعد في الحزب وفي الأحزاب المتحالفة الأخرى أيضاً، تلك الأسماء بالاقتراع السري الحر والنزيه، وتؤخذ الأسماء حسب تسلل الفائزين بأعلى الأصوات، وحسب العدد المطلوب وزيادة قليلاً، لإعطاء مزيداً من الديمقراطية والعدالة للجماهير الحزبية والشعبية أيضاً، لاختيار بحرية أوسع، الأوعى والأكفأ والأفضل ...، أما الذي جرى فهو تعيين الأسماء المشاركة في القوائم من القيادات المسؤولة، فلماذا يا ترى، تفرض ذلك وهي ليست معصومة ولا منزهة وتجاربها السابقة غير ناجحة، بل ومؤلمة في آثارها أيضاً ...؟! وإلا لما كنت ترى الكثير من الأسماء غير المقبولة جماهيرياً، أو غير معروفة المقام والإمكانية أيضاً، التي أكل عليها الدهر وشرب في الحالتين بالتأكيد ...!!
وعلى هذا المنوال لن يحصل، الناس على من يمثلهم حقيقية وواقعاً، لا سابقاً ولا الآن، إلا اللهم بشكل نسبي عادةً، بالرغم من وجود العدد الكبير من المؤسسات الإعلامية، والعدد الأكبر من الإعلاميين، يرصدون تلك الانتخابات التي جرت بالأمس القريب، بحرية مطلقة، وشهدوا بشفافيتها ونزاهتها وهدوئها إلى حد ما، رغم الظروف الصعبة والمناخ غير الملائم ...، وقيام العصابات المسلحة بأعمال إرهابية متفرقة، لعرقلة أو تعطيل الانتخابات، هنا وهناك في ساحة الوطن ...، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً بشكل عام، وتلقوا صفعة قوية موجعة، هم ومن وراءهم، من الحاقدين والطامعين والحالمين أيضاً ...، والواقع يشهد ...، وربما يتساءل الخبثاء، ما دام الأمر كذلك، فلماذا إذاً أقبل الناس على الانتخابات بكثافة مقبولة عالمياً؟! أقول لأنهم وأنا منهم، يقترعون للوطن الأعز وللدولة والنظام والقائد الرمز، ليس إلا، ولم يقترعوا لأغلب الأسماء المطروحة عليهم، فقد اختار الناخبون، سوريا القرار الحر والدور الوطني القومي المشَرف، وعبروا فيه عن موقفهم الحازم، ضد سياسة كسر العظم أو لي الذراع لسوريا ...، التي لم ولن تُسَلم أو تركع إلا للواحد الأحد بالمطلق، لذلك على أغلب الفائزين بهذه الانتخابات، ألا يغترَوا كثيراً، فهم بكل تأكيد، وكل الناس تعرف ذلك، لم ينجحوا بكفاءتهم وجدارتهم، التي يلزمهم الكثير منها، ليكونوا كذلك، والمعارضة الوطنية بأحزابها الجديدة، لم يسعفها الوقت لتثبيت أقدامها وحضورها، أما المعارضة الداخلية والخارجية بأنواعها التي قاطعت الانتخابات، لن يكون لأربابها وجود يذكر، فهم يعرفون رصيدهم حتماً، فحتى لا يظهروا عراة كما هم في الحقيقة، فضلوا المقاطعة حفاظاً ليس على ماء الوجه وحسب، وإنما على الارتزاق من الأجانب والاعراب أيضاً ...، وأعتقد أن عمر هذا المجلس المنبثق عن هذه الانتخابات، لن يكون طويلاً ...!!
وبالتالي فعمر هؤلاء الناجحين قصير جداً ...، إلا إذا حدثت معجزة وانقلب هؤلاء البعض الى عباد صالحين. والله أعلم...!! أللهم هذا إذا ما تم الحوار الوطني الديمقراطي الفعال والجاد المرتقب بنجاح ...، فستكون بعض مطالب المعارضة فيه، تعديل بعض مواد الدستور الهامة، الآن وليس بعد سنة ونصف مثل:
1ـ المادة /58/ بند /3/ اقترح تخفيض عدد النواب من /35/ إلى /15/ نائباً تسهيلاً لترشيح أكبر عدد ممكن من الراغبين بالترشيح، وذلك لأنه لو كل نائب يمثل 100 ألف نسمة لكان المجموع مليون ونصف نسمة، ألا يكفي هذا للتزكية....؟
2- المادة /150/ بند /4/ أقترح حذف عبارة شريطة /اقترانه بموافقة رئيس الجمهورية / من آخر نص المادة، لعدم انسجامها مع الديمقراطية في الدستور، أبعد ثلاثة أرباع أصوات أعضاء مجلس الشعب يحتاج إلى موافقة أخرى ؟! وإذا لم ينل موافقة الرئيس سيسقط حتماً، وماذا بعد ذلك ؟ لا شيء بالنص...
وعلى الأغلب سيطلبون أيضاً إجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشعب، ديمقراطية ونزيهة وشفافة، ومراقبة عربياً ودولياً، لإثبات صدقيتها وشرعيتها، والاهم إتاحة الفرصة المتكافئة أمام القوى السياسية بأطيافها، للمشاركة الحرة في السباق لمجلس الشعب ...، فاستعدوا أيها البعثيون وحلفاؤكم للآتي المنتظر، إذا ما أريد لهذا الشعب، السلام والأمان والاستقرار، التقدم والازدهار الكفاية والعدالة والمساواة فعلاً، وأن يكون راضياً مرضياً، قادراً وجباراً، لدحر العدوان، وسحق المؤامرة الدولية، التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
ولا أحد ينكر في الواقع أبداً، أن الأسلوب الذي طبق في هذه الانتخابات، كان ايجابياً رغم أن الظروف والمناخ غير ملائمين تماماً، وأن نجاح هذه الانتخابات إلى حد ما، أصاب أعداء سورية بالدوار والإفلاس واليأس، وقد يدفعهم هذا الى القيام بأعمال انتقامية إرهابية طائشة وجبانة، تهرباً من المواجهة الحقيقية، وما التفجيرات الانتحارية هنا وهناك، وخاصة الأخيرة في دمشق صباح 10أيار، ( التي ربما كانت بمادة اورانيوم مخضب، باستدلال تأثير قوة الصدمة والحرارة المدمرتين الهائلتين )، إلا دليل على ما نقول، ولن يتوقف هذا المسلسل الاجرامي الارهابي التكفيري الحاقد، كما أعتقد، إلا بتفاهم أمريكي روسي ومن معهما، حقيقي وعاجل جداً ...، فصبراً آل سوريا صبراً، فالله ناصركم.....!! فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ،وعلى قدر أهل الكرام، تأتي المكارم، فأنتم أهلها وروادها، أيها العرب السوريون والبعثيون الصامدون أبداً.
فاشهدوا على ما تشاهدون، فسنظل غير متفائلين جداً ( رغم إنني متفائل بطبعي ). اللّهم إلا إذا حدثت معجزة، وغابت الاقمار والنجوم البراقة بزلزال بشري مرتقب بفعل القائد الحكيم القادر...!! والله أعلم ... وفقكم الله وأعاد من يرغب من الشرفاء إلى العرين، تصنعون المجد لهذا الحزب العظيم ولوطنكم الاعظم بعون الله.....
الإهداء الى الرفيق الأمين العام للحزب ولكافة الرفاق البعثيين في سوريا والوطن العربي وأصدقائهم وأنصارهم جميعاً، وأرجو أن تصلكم تحياتي وتمنياتي بالنصر والسلام
وعليكم ألف سلام وسلام
ولرسالة البعث
الخلود
16/ أيار
/2012
صديقي أستاذ نصر المحترم أني من أشد المعجبين بما تكتب و متابع أيضا لجميع مقالاتك و أعتقد أنه على القيادة القطرية أن تدرس ماكتبت و تعدل مانصحت أدامك الله ذخرا لهذا الوطن الذي يستحق الكثير شكرا لك وفقك الله
يا جماعة القصة بدك مين يسمع الحقيقة هنن وصلونا لهون وهنن خربوا البلد والله كنا عايشين مبسوطين بس هنن وطمعن وجشعن يخرب بيتن ماعاد شبعوا هنن وصلونا لهون. الظاهر انو الكاتب بعثي وليس حزبي لأن الفرق كبير وما أدراكن كم الفرق كبير ولا يزال يعيش بالمدينة الافلاطونية.