syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
قصصي وطني ... بقلم : فراس الراعي

قصة رقم 1 : (( غربة ))

بعد غياب دام لعشرين عاماً عن الوطن ، انتاب حسان في نهاية المطاف حنين وشوق إليه وهو في أرض الغربة ، لقد كان متزوج من أجنبية ولديه أولاد منها ، وقد شب خلاف بينه وبينها مؤخراً حول موضوع العودة إلى بلاده ، فرفضت زوجته الأجنبية فكرة الموضوع والمناقشة فيها قطعياً .


 فراح يحاول أن يستعطف جانب أولاده لجرهم إلى طرفه ، فسأل ابنته : - ما رأيك يا ابنتي في العودة إلى بلادنا؟ - الفتاة ذات العشرون عاماً أجابته(( متفاجأة)): بلادنا ؟! .... طبعاً لا يا أبي .... هنا ولدنا، وهنا تربينا ، وتعلمنا ، وصار لنا أصدقاء ..إنها بلادك يا أبي وليست بلادنا .

لم يكن وقع كلمات ابنته على مسامعه مستساغاً، وبقي محتاراً في أمره يعود أولا يعود ،الأولاد من طرف والحنين إلى الوطن من طرف آخر ، ويبقى هكذا معلقاً يعيش في شوق وحنين وينتابه حزن وكدر دائم .

حتى أتى عزرائيل لخطف روحه فخاطبه قائلاً: - هيا يا هذا لقد حان موعد موتك. قال لعزرائيل متسائلاً ببلاهة : هنا سأموت ؟ ما رأيك لو انتظرت حتى أعود إلى وطني؟ حيث أني مشتاق لأن أدفن تحت ترابه . - ويضحك عزرائيل ملء فمه ويخاطبه بذكاء : - المشكلة تكمن بأنك إلى الآن لم تقرر متى ستعود .

يرتبك حسان في أمره ويسلم لعزرائيل روحه دون عناء أو مقاومة . كان قد كتب في وصيته أن يدفن في بلده ، وبالفعل عاد إلى الوطن محمولا على نعشه ، ودفن في وطنه ،ولكنه دفن غريباً فما من أحد يزور قبره أو يضع عليه الورود ،أو يقرأ الفاتحة على روحه حتى . وذات يوم مرَ حارس المقبرة بالقرب من قبره ، فسأل نفسه : يا ترى لمن هذا القبر الذي جرف عن سطحه التراب وضاعت معالمه من على الأرض . وراح الحارس يستجمع قوى ذاكرته للحظات ثم قال : نعم تذكرته ، لقد دفنته هنا منذ خمس سنوات ، إنه قبر الغريب الأجنبي .. صح الغريب الأجنبي ، حقاً إن لدي ذاكرة ذهبية...وراح يضحك بسذاجة .

عندما سمعت روح حسان هذه الكلمات بكت وهي في السماء حسرة وندماً على أشياء كثيرة.

 

 قصة رقم 2:(( خيانة ))

 في إحدى المسابقات الثقافية العالمية ، أشيع أن هناك منافسة ستجري بين متسابق عربي ومتسابق إسرائيلي ، عندما علم العربي بذلك ، اعتذر من مخرج البرنامج لعدم استطاعته في الحضور بدعوى انه لا يشرفه التنافس مع إسرائيلي ، ولا حتى مجرد الوقوف بجانبه.

 بهذا التصريح القوي من العربي أشيع في العالم أن العرب متخلفون وبعيدين عن الحوار والمنافسة الشريفة ، ارتأى المخرج أن يكمل البرنامج ، فأتى بأحدهم وألبسه لباس عربي ، وبثت الحلقة على الهواء فأظهرت المسابقة بلاهة العربي في هذه المنافسة وخسارته أمام الإسرائيلي الذي رسموا حوله صفات التفوق والإستراتيجية والذكاء ،هذا ما يسمى ( بالفبركة ).

أقام الدنيا العرب وما أقعدوها عندما علموا بهذه المكيدة ، فشجبوا، ونددوا ، واستنكروا و...و ...وكالعادة حتى يظهر الإسرائيليون حسن نيتهم أمام الرأي العام العالمي وبعد التحقيق الدولي الذي طالب به العرب لكشف حقيقة الموضوع ، تبين أن هذا العربي الأبله الذي شارك في المسابقة هو أخوه للعربي الذي رفض أن يتسابق ، فقد أغروه بالمال ، والنساء ، حتى يظهر بهذا المظهر المزري....أصاب العرب الذهول من هول سماع حقيقة هذا الخبر ... فلطموا على وجوههم وضلوا صامتين .

 

2010-11-24
التعليقات
أسماء
2010-11-27 00:55:48
إلى بسمة الرجاء احترام خصوصيات الغير
صديقي فراس بعتذر منك ...بس يظهر الناس كلها حابة ميلي وكلها حابة تاخده يعني الآنسة بسمة شوي بتطلع بشخصية كذبية وشوي بشخصية حقيقية وشوي بتاخد ميلي...آنسة بسمة رجاءً إذا عندك ميل كتبيه وإذا مو حابة تكتبيه لا تكتبي ميلات غيرك...عذراً منك مرة تانية صديقي..أرجو من سيريانيوز النشر لأن الموضوع هام جداً بالنسبة لي.

سوريا
أنا بسمة
2010-11-26 07:50:07
إلى بسمة الحقيقية
عزيزتي بسمة ليش ما تميزي اسمك عن اسمي؟؟بظن هلق أنه تميزتي لأنه أنا بحكي حقيقة بكل المساهمات وما بحب تمسيح الجوخ وكدليل على هالشي أنه أنا عطيت رأيي الكاتب بدون ما أعرف شخصيته هي حقيقتي وهاد يللي بتميز فيه عنك أنا بسمة الحقيقية ويفضل أنك أنتي تميزي حالك عني.

سوريا
بسمة الحقيقية
2010-11-26 00:28:48
تنويه
أنا لست ضد أي أحد .. وأفترض النوايا الطيبة .. ولا أنقد الأخت بسمة .. و لكن منعا للالتباس أتمنى أن تضيف شيئا لاسمها يميزه عن اسمي .. وللأخ فراس بكل صدق .. لا أملك قدرة نقد كلماتك .. و إن كنت قد مررت هنا بصمت فهذا لا ينفي شديد اعجابي بما تكتب .. أمنياتي لك بكل الخير

سوريا
بسمة الحقيقية
2010-11-26 00:25:38
تنويه
انشغلت كثيرا في الآونة الأخيرة حتى أنني بت نادرا ما أدخل عالم سيريانيوز لأتجول بين كلمات كل من أحببت قلمه يوما .. لم يمنحني الوقت الا مرات قليلة قرأت فيها للبعض و تمنيت بصدق أن أعلق على مساهماتهم مثل مساهمتك أخ فراس و مساهمة الاخ إياد نزيه الدرويش .. ومساهمة بقلم عطر .. ولكن لم يسعفني الوقت لذلك .. ومادفعني اليوم لترك كلماتي هنا هو كتابة تعليق باسمي .. لا أدري هل من تركت تعليقا باسمي هي كاتبة جديدة اسمها بسمة أم شخص ما أراد شيئا لا أدركه .. ويتضح من أسلوب الكلمات أنه ليس أسلوبي ..

سوريا
ماهر نطفجي
2010-11-25 23:09:01
......
حلوة فراس انتظر المزيد

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:38:24
لكم من فراس كل الود
ريم آغا : الأخت والصديقة ريم ، الشاعرة التي أحب ، صاحبة الإحساس الراقي ، والخصوصية الشعرية ، والذوق الرفيع في الكتابة والتعامل والمخاطبة ، عندما تمرين على مساهمتي لابد من أن أرفع لك قبعتي وأنحني احتراما ...شكرا لك ودمت بخير .

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:36:57
لكم من فراس كل الود
علاء : أنا لم انشر القصة الأولى في مجلة العربي ربما كان هناك لبس معين ، يسرني جدا مرورك على المساهمة / الأديبة أديبة : تحياتي لك أيضا ًأسعدني مرورك / جهينة : الأخت والصديقة جهينة أحترم جداً متابعتك لمساهماتي وأنت من طبعك الوفاء ، شكراً لك وسلام خاص مني مليء بالمحبة والإحترام لك بطول المسافة ما بين سوريا والولايات المتحدة / تيسير السعد :شكراً لمرورك الكريم / مظهر الصاوي : شكراً لك عزيزي والله يستر دائماً / نضال الأسمر : شكرأ لذوقك ولطف كلامك وأهلا بك / سلام إبراهيم : مرورك رائع شكراً .

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:35:49
لكم من فراس كل الود
إياد درويش : إنشاء الله تعود من الغربة سالم وغانم فبلدك دائماً مشتاقة لك ، أنت صديق وعزيز شكراً لمرورك / الحمامة البيضاء : عيد سعيد لك ولأحبابك شكراً لمرورك ، القصص وقعها قاسي يا عزيزتي لأننا نحن العرب في مأزق ويجب أن نتنبه وبالتالي لغة الكلام تحتاج إلى القسوة أحياناً / حسام : شكرا لمرورك وأهلا وسهلا بك دائماً على صفحات مساهماتي / مغترب سابق : سررت بمروك / أم يوسف : أحترم وعيك وإدراكك وشكراً لك .

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:33:46
من فراس إلى الأخت بسمة .4
من جهة أخرى صديقتي أنا أتقبل نقدك ولا أعتبره تهجم طالما يحاكي أفكار نسبياً منطقية ، أما عني فأنا أهاجم من يقذفني بكلامه عن عدم دراية بالأدب وحيثياته ، أعتز بك أخت وصديقة دائماً يا بسمة..... ودمت بخير .

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:32:49
من فراس إلى الأخت بسمة .3
القصة الثانية : يا عزيزتي لم يكن المقصود من مغزى القصة الإهانة للعرب ، إنما التنبيه لكيف يمارس العرب دورهم في قضية الصراع العربي الإسرائيلي ، وكيف أنهم يستغلون مواقفنا لتسييس مصالحهم ، والتي تفرض علينا نحن العرب أن نكون على مستوى وعي كبير للقضية ، حتى نعرف كيف نرد عليهم بالمكان الصحيح والزمان الصحيح ، ويجب أن لا ننكر أن إسرائيل شوهت من صورتنا أمام الرأي العام العالمي ، هذا واقع فيجب علينا أن نكون أكثر حذراً ...

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:29:33
من فراس إلى الأخت بسمة .2
أما عن نقطة هل أسمع من في القبور فسأقول عزيزتي إن ما أكتبه هو قصة ، والقصة يجب أن يكون فيها خيال وإلا ستفقد جاذبيتها وتتحول لخبر منقول ، وأتمنى أنا أن أكون قد أوصلت بأفكاري ما هو يمكن تقديره بالحد الأدنى في طرح الموضوع بالقصة الأولى .

سوريا
فراس الراعي
2010-11-25 12:28:33
من فراس إلى الأخت بسمة .1
الأخت والعزيزة والصديقة بسمة ، مجرد مرورك على المساهمة وكتابة تعليق فهذا بحد ذاته شرف بالنسبة لي ، لأني أقدر كتاباتك واحترمها جداً، وكتاباتك في مجال الخاطرة الأدبية من أجمل الكتابات التي قرأتها في حياتي ، ولكن لابد أن أنوه عزيزتي في نقدك للقصة الأولى بأن مفردات الحياة ثابتة من صداقة ووفاء وحب وغربة وخيانة وغدر .........الخ أما المتغير فهو الأسلوب وطريقة الطرح في تناول هذه المفردات أدبياً على شكل قصة ،وهذا يعود لخبرة الشخص ومدى إدراكه وكم ثقافته .

سوريا
ريم آغـــــــــــــــــــا
2010-11-25 00:01:59
غربة في قلوبنا،خلقتها الغربة
حين نأمل أن نغترب يمتلئ عقلنا بالأماني والأحلام التي تعدنا بكثير من السعادة ، ولكن كما حصل مع حسان كان يأمل بحفنة من السعادة يجوبها حنين ن يقطع الوصال بينه وبين أولاده، وأمسى به الخيال إلى الموت ودفن أمله الأخير بعودته إلى وطنه ، فما أجمل من ان نجمع قوانا وإرادتنا حين نقرر ثم ننفذ ولا نتردد في القرار الصحيح، تسلم إيديك يا رائع الكلمة ومبدع الموقع وملك القصص، تقبل مروري وتحيتي

سوريا
سلام إبراهيم
2010-11-24 19:59:59
رااااااائعة
أكثر من رااااااااااائعة أفكارك .عجبتني كثير.

سوريا
نضال الأسمر
2010-11-24 19:57:12
حلو كثير
حلو كثير قصص قوية والسرد كانت طريقته مميزة ومشوقة

سوريا
مظهر الصاوي
2010-11-24 18:10:02
الله يستر
في الغربة يحدث الكثير وسنظل نغترب ** والعرب سيبقوا صامتين **هي هي قصتنا بهل الحياة **الله يستر**صحي اخي فراس بلشنا بالحكي وإنسينا نقلك إنك إنت كاتب مبدع **الله يستر.

سوريا
تيسيرالسعد
2010-11-24 18:04:06
شو الحل
والله بعد كل قصة صفنت صفنة وقلت كاتب هل القصص معه حق ...بس شو الحل.

سوريا
جهينة
2010-11-24 15:43:35
قصصك عطول حلوة
فيها قدرة على الحبكة والتشويق والابداع وخيالك واسع ,ودائما ممتعة وواقعية .شكرا لك فراس وسلام كبير ودائما نتابعك

الولايات المتحدة
الأديبة أديبة
2010-11-24 14:19:45
قصص مميزة
والله أفكار غنية وطرح كثير جميل عمنشوف حقيقة الأشياء بكتاباتك إستاذ فراس بالفعل قصص تقرأوانا راح تابع كتاباتك على طول فياريت ماتطول علينا ...تحياتي إلك.

سوريا
علاء
2010-11-24 14:07:35
حقوق النشر
السيد فراس تحية طيبة لك لكن احب ان اقول انني قرات قصتك الاولى في مجلة العربي تحديداً بعدد الشهر الماضي تحت عنوان شوق لتراب الوطن لهذا اريد ان اشكرك سيد فراس لانك توفر علينا الوقت والمال الذي ننفقه على شراء المجلات من خلال نقلها لنا عير هذا الموقع المحترم.

سوريا
أم يوسف
2010-11-24 12:47:18
عجبتني القصة الثانية
القصة الثانية قوية كثير ، بتعبر عن حقيقة علاقتنا بإسرائيل ،للأسف هيك عم يصير معنا ، كثير برافو أخ فراس قصص حلوة .

سوريا
مغترب سابق
2010-11-24 12:44:29
صراحة
هلق إش دقلك اخ فراس أنا صراحة كنت مغترب ورجعت صار معي شيء من المشاعر يلي ذكررتها بالقصة الأولى ، بس والله الحياة ببلدنا صعبة كمان ،وبرا في مغريات كثير عموماً أنا عجبوني القصص وموفق.

سوريا
حسام الشهبندر
2010-11-24 12:41:32
إلى الكاتب
قصص ذات مغزى وأفكارك غنية كثير سيد فراس بحيي فيك قلمك ، ودائماً اتحفنا بكتاباتك الرائعة ، انا بقرالك سابقاً بس هي أول مرة بقرأ لإلك ...تقبل مني مروري والله يعطيك العافية.

سوريا
الحمامة البيضاء
2010-11-24 11:38:26
كل عام وانت بألف خير
سيدي قصصك جميلة كالعادة لكن وقعها قاسي محزن

سوريا
إياد الدرويش
2010-11-24 10:28:04
قصص مؤثرة ومعبرة
مبدع كالعادة صديقي العزيز , كلتا الف0قصتين رائعة ولكن كوني مغترب فقد أثرت في نفسي القصة الأولى أكثر نعم هو التردد الذي يعيشه المغترب دوما في صراع القرار ... أعود أم لا أعود , وإذا قرر العودة فمتى ؟؟؟؟؟

السعودية
بسمة
2010-11-24 08:11:09
الدم عربي
الأخ الكاتب القصة الثانية بالنسبة لي إهانة للعرب لا تنسى أنك عربي ودمك عربي فأي كلمة تنطق بها بحق العرب هي إهانة لك بحد ذاتك وإذا كنت تريد من العرب أن يتكلموا ولا يبقوا صامتين فلتتكلم أنت أولاً لم أرى منها أي مغزى وأي عبرة سوى الإهانة ثم الإهانة ثم الإهانة إذا كنت تريد أن تنتقد لترتقي الأخ الكاتب فتقبل نقدي ولا تعتبره تعليق هجومي كما اعتبرت تعليقات غيري ممن نقدوا بغرض الارتقاء

سوريا
بسمة
2010-11-24 08:03:00
هل تسمع من في القبور؟؟
أول شي مرحبا للأخ الكاتب أنا لهلق ما قرأت غير القصة الأولى ورح أعطي ملاحظاتي عليها هلق فعلاً هيه قصة مؤثرة وحلوة والواقع يللي فيها متكرر بعدة قصص ولعدة كتّاب قبلك،من ناحية الأسلوب أنت كتير أكثرت من أدوات التوكيد متل قد وفاء الاستئناف وهاد شي أضعف أسلوبك أما بالنهاية كانت الخاتمة أن روح حسان أصبحت تبكي نادمة فعندي لك سؤال هل تسمع من في القبور؟؟،بتمنى تتقبل نقدي بروح طيبة لترتقي ونرتقي

سوريا