طبائع المخلوقات الجوهرية لا تتغير بحسن المعامله ولا بالاقنعه ولا بالصبغ فالثعلب والارنب والخروف والذئب لو خلعنا جلد الماكر الغادر والبسناه للمسالم المسكين فهل يتغير الجوهر

 ولو صبغنا الغراب بالابيض   والحمام بالاسود فهل يتحول نقيق الغراب الى هديل وهل ستختلف مشيته وهل يبتعد عن الخراب وهل سيبتعد عن جثث الكلاب وعليه نصل الى نتيجة مفادها ان هناك من الطبائع الملاصقة للروح فالكرم والبخل لا يجتمعان في رجل واحد والرجولة والنذالة لا يمكن ان يحتلا شخصية انسان واحد   والكذب والصدق لا يمكن تشكيل خلطة مركبه منهما ليكون الانسان صادقا وكاذبا والاغلب انه اذا قال الصدق فبغرض تمرير كذبة اكبر بكثير

والانسان الذي يشبه الحرباء في تلونها لن يعود يعرف نفسه مع الزمن  وحتى لو استطاع الثعلب تمثيل شخصية  الارنب وتمكن الذئب من تقمص شخصية الخروف فانه سرعان ما يعود الى طبائعه الاصليه  ويقال الطبع غالب على التطبع ومهما اكرمت الثعلب او الذئب فلا تنتظر منهما سوى المكر والافتراس وواهم كل من يعتقد غير ذلك