syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الحرب الاخيرة من يشعلها...بقلم : محسن ع عيسى

الحرب الأخيرة قادمة ولكن هل تأتي هذه الحرب دفعة واحدة ؟أنا اعتقد أن تسبقها وتهيئ لها حروب في دول ومناطق أخرى

يقولون (انه لا يحدث شيء في الحياة من مرة واحدة

لا يهطل ثلج لا تهب ريح من مرة واحدة

ولكن الذي أفضله وأتمناه  ما سيحدث فليحدث من مرة واحدة... )


فالإخطبوط الأمريكي يمد اذرعه الاقتصادي والإيديولوجي والهوسبيتالي تحت مسميات لمنظمات دولية وإنسانية يموها حبره الأسود   ليمارس القتل عن طريق التسلسل ضد البلدان المستهدفة عبر مجموعة صناعية عسكرية مالية سياسية وفكرية فالمتتبع لكل مجاعة أو حرب أهلية أو انقلاب تدل على المصالح الأمريكية أنهم يتحركون ضد أي قائد لاغتياله أو تنظيم انقلابات ومظاهرات مبرمجة ضده إن رفض أن يكون شريكا فاسدا يسمح للشركات الأمريكية بتحقيق أرباحها

 

وعند ما تفشل كل الخطوات السابقة  فالخطوة الأخيرة هي إعلان الحرب علية وما الحرب على سوريا ماضيا وحاضرا إلا نموذج متطور لهذا الاستهداف لان الفشل في تحقيق الاستهداف بألوانه الحر بائية السابقة جعلها  تلجا إلى حرب العصابات لاستنزافنا وإذا كانت الحرب كما يقول احدهم (هي استمرار للدبلوماسية بطرق أخرى) فان سلوكها ونتائجها تسقط عنها صفة الدبلوماسية وكأننا لم نخرج من الكهف المظلم قبل ملايين السنين وجل ما نعانيه هو الصدى الآتي من ذلك الكهف

 

تنحدر تداعيات الصراعات الإقليمية نحو هاوية الحروب المتعددة على جبهات مختلفة في الشرق الأوسط، ويتجلى ذلك بتصاعد حدة التوترات الداخلية والخارجية في أماكن حساسة جدا في المنطقة الحرب الكونية العظمى القادمة ستبدأ بل بدأت في الشرق الأوسط أرض الحروب والنزاعات منذ فجر التاريخ.   

 

ولكن هل تشعلها دولة إقليمية وتدخل فيها الدول الكبرى أما تشعلها الجماعات الإرهابية طائفيا في دول إقليمية تكون ناقل جيد للحرارة الطائفية كطرابلس لبنان رغم تجاهل هذا الخطر والاكتفاء بسياسة التهدئة والاسترضاء والنأي بالنفس ، فإن (معظم النار من مستصغر الشرر) وما اكتشافات وقود المستقبل الغاز للدول المطلة على السواحل الشرقية للبحر المتوسط، إلا وقود الحروب بين هذه الدول للسيطرة على مناطق الغاز، ومع سيطرة الحركات الإسلامية على أنظمة الحكم في الدول العربية ووضوح صورة النزاع القادم فأنا لا استبعد أن تنتج الحرب القادمة طائفيا من خلال احد الزعماء العرب أو علماء الشيعة وقياداتهم

 

 وما محاولة الغرب استيعاب هذه الحركات وخلق منظومة دولية جديدة إلا تأكيد على أن الحرب لن تكون إلا بين دول بمذاهب مختلفة وتنتظر أطلاقة ولو بعود ثقاب من احد الأطراف التي تستعد لها . فالتحركات العسكرية  لإيران وحلفائها  من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من جانب آخر، ترفع وتيرة  نشوب الحرب فالأمر مرهون بالظروف التي ستقود إليها ،ونوع الأسلحة التي ستستخدم خلالها، والمدى الإقليمي الذي ستأخذه الحرب المقبلة .

 

 وإمكانية استخدام السلاح النووي ضد إيران في حال نفذت إيران تهديداتها للقطع البحرية الأميركية في المنطقة أو أغلقت مضيق هرمز واستخدامها النفط كسلاح إذا لجأت الولايات المتحدة إلى عمل عسكري ضد ها بسبب برنامجها النووي.أو فشل مهمة المراقبين في سوريا قد يسهل مهمة اتخاذ قرار الحرب الأمر الذي سيكون له ارتداداته على المنطقة بمجملها .

 

 مع ذلك، تجدر الإشارة، إلى أن حكومة الوحدة وتقديم موعد الانتخابات الملغاة، معطى جديد في "إسرائيل"، لإعطاء مصداقية لتهديداتها سواء ضد إيران، أو أي ساحة مواجهة أخرى، ولو كانت "إسرائيل"، تضمن نتائج الضربة وتحمل تداعياتها وأثمانها، وقادرة على تنفيذها ، لما أحجمت عنها، أن الشرق الأوسط اليوم في وضع متفجر يتمثل في تشظي عرقي، وانهيار اقتصادي، وإمبراطورية أمريكية  آيلة للسقوط ، وضخ مالي تآمري من عائدات النفط والغاز بالمكان الخطأ ،وتسلح خليجي عشوائي مصيره الصدأ  وفلسطين ومقاومتها المدعومة بالسلاح الإيراني الخطر المباشر على إسرائيل والبدء بالتقسيم فيها ومنها باتجاه دول المنطقة والى الشمال في لبنان تواجه إسرائيل حزب الله، التي تدعمه سورية

 

والتي لا تزل إسرائيل في حالة حرب رسميا معها على مرتفعات الجولان والتي قد ترفع عقيرتها البدء بالتنقيب عن الغاز فيها أن أي خطأ في الحساب يمكن أن يشعل شرارة مثل هذه الحرب.ربما كل طرف ينتظر إشارة البداية كي يبدأ ولأنه لا يمكن شن حرب على سورية المتماسكة  لأن حرب شاملة في المنطقة لن تهدد امن الكيان الصهيوني فحسب بل وجوده لذلك يحاولون تحقيق أحقادهم عبر القوى الراعية للعنف على الأرض السورية التي تصدر الأوامر لقطر والسعودية وتركيا بالتمويل والدعم لان وجود هذا الكيان ضرورة ملحة لعروشهم واستمرار هذا النوع من العمليات الإرهابية الدموية ستحول النسيج الاجتماعي السوري الملون إلى لون باهت ويخلق خلال فترة وجيزة جيلا إقصائي مشوها نفسيا ومغيب فكريا قد يمتصه النزاع نحو حلقات عنف الغائي لذلك  

 

فان أية حرب مع إسرائيل لن تتسبب بكم الخسائر الهائلة التي تسببت بها هذه المؤامرة على سورية وستوفر الكثير من الخسائر في حرب استنزاف قد تكون طويلة مع قوى المال العربي الذي يملك القدرة على تمويل الإرهاب إلى ما لانهاية وخاصة إن الحرب مع إسرائيل تحظى بحماس الشعب السوري الذي يجب استثماره قبل أن يبرد  (إذا هبت رياحك فاغتنمها)  والذي يرى أن موته في معارك مع العدو الصهيوني أفضل وأغلى من موته المجاني على الأرصفة بأسلحة إسرائيلية من خلال وكلائه لذلك يجب نقل المعركة إلى أرض العدو قبل فوات الأوان

 

  و ليعرف الجميع انه لا عودة للحقوق العربية المغتصبة إلا بالحرب انه زمن آخر زمن (ولله زمان يا سلاحي) ولان  صناعة التاريخ تبدأ من الجغرافيا فالعامل الإيراني سيكون اللجام  للجامح التركي الأردوغاني وبوتين يعرف أن نجاح المشروع الإسلامي-الإسرائيلي سيطوق روسيا.. و استعادة الهيبة الروسية تمر عبر توجيه الذراع السوري صفعة للغرب بالوكالة على الوجه الإسرائيلي فالحرب ستفضي إلى خسائر ولكن تعرف أن البوصلة تشير إلى الشمال والجنوب المغناطيسي  الحرب الوطنية هي العلاج للجروح الاجتماعية لأننا قد نختلف داخليا لكن سريعا نتكاتف عندما تشير البوصلة إلى عدوا خارجي  طال انتظاره

 

وهنا يصح قول الشاعر:                

                                            أصابع كف المرء في العد خمسة   ولكنها على مقبض السيف واحد                             

 

2012-06-08
التعليقات