syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
انا الشهيد... بقلم : ميادة السعدي

حكاية شهيد
عرفت كل شيئ يا امي......عرفت اني ميت لا محال.....ولكن ما ارضعتيني اياه من حب وانتماء للوطن جعل من ارادتي اقوى ومن عزيمتي اشد


ادركت انني ميت لا محال ولكنني ذهبت..وكل رفاقي سيذهبون..بكل شراسة واجهتهم.. اعداء الله والانسانية..تصديت
لهم قبل ان يقتربوا..بعيوني التي تشع نارا وغضبا ..قبل جسدي..صرخت بكل غضبي وحقدي عليهم.. عسى صوتي يخترق غشاء الطبل الخاوي...عسى صوتي يحي الانسان الميت....

 

عسى كلم...اتي توقظ فيهم الضمير او ما تبقى منه....لكن يا امي عبثا محاولاتي ...من انتم ايها الغادرون ؟.. من اتى بكم الى وطن مقدس؟ من راهن على استقرارنا وامننا.؟..

من يريد ان يصادر امالناواحلام اطفالنا؟...نحن شعب نحب الحياة.. نحب السلام..نحب العيش الامن..نحلم بمستقبل رغيد لاطفال لم ترى شيئا من الحياة الا قليلها...
 

لم يسمعوني يا امي. كانوا اشكال انسانية صماء..تلبس وحوشا بربرية ..وحوش الغابات تسكنهم...لم يروني ..كانت عيونهم معصبة بسواد الظلم الذي يملؤهم..لم يكترثوا لي.

فهم مبرمجين على القتل والقنص والارهاب فقط.. وانا الهدف..اقتربت اكثر دون خوف وفي راس يمر شريط الذكريات...صور بلادي الرائعة .جبالها ,سهولها, بحرها.سمائها..اثارها


 الخالدة. ناسها الطيبون..تذكرت يا امي في هذه اللحظة ابي ذو السبعون عاما. الابي كاباء قاسيون..تذكرتك نبعا يفيض
 بالحب لن يجف ابدا. تذكرت اخوتي الطيبون .. اخواتي الحالمات بامومة رائعة..زوجتي المحبة..اولادي المنتظرين عودتي على شرفة المنزل..

يتي ..حارتي.. بلدتي..تذكرت رفاقي من قتل منهم ومن اسر ومن لا نعرف شيئا عنه..اقتربت اكثر بكل ايماني الراسخ بالدفاع عن كل ذرة من تراب بلادي.

 

.صوبت سلاحي نحوهم..رائيتهم يتساقطون كالذباب ...لقد اشمئزت الارض من دمهم النجس ..سقطوا ..ولكن قبل ان يتهاووا اردوني قتيلا..ضمتني الارض اما حنون..

 لم يكن موتا انها الشهادة...اثلجت قلبي ..لم توجعني الشهادة..وانت ايضا يا امي لا تحزني ..واستعدي للفرح الاتي..اليوم
كان عرسي .اليوم استقبلتني نساء البلدة بالزغاريد ..كل اهل البلدة حضروا لم يغب احدا عن العرس..سمعت الاهازيج


 لا اله الا الله والشهيد حبيب الله.....رايت الرز البيض يتناثر فوقي وعلى رفاقي الذين يشيعوني..اعجبني طقس الفرح والرز الابيض املا بايام بيضاء اتية لا محال.
افرحني العلم الذي يلفني.افتخر به ..رايت ابواب الجنة تفتح ابوابها ...لا تحزني ياامي..زغردي مع النسوة ..فهذا عرسي
..لا تحزني يامي فلي الجنة ولبلدي النصر القريب.

 


 

2012-06-10
التعليقات
فاطمة الابراهيم
2012-07-12 11:46:37
مشاعر أم اتجاه ابنها الوطن
حب الوطن منا وفينا لن نتأثر طالما هناك أناس يحملون مشاعر نبيلة اتجاه وطنهم رغم ثِقل الآلام في قلوبنا وأكثر جملة وقفت عندها هي "ادركت انني ميت لا محال ولكنني ذهبت.." هذا اذا دل على شي فهو الإيمان بالله والثقة بالنصر رغم كل المحن فليحمي الله بلدنا شكر لصديقة ميادة على المشاعر الطيبة

سوريا
عبيرقرضاب
2012-06-11 09:32:53
الشهيد
لكل شهيد قصة وحكاية ولكل شهيد احلامه التي لم تكتمل كلماتك الجميلة الحزينة تعبر عن ما يعتصر في قلوبنا الباكية على كل شهيد والحزن الاكبر حين يكون القاتل هو اخونا وشريكنا في الوطن

سوريا
مروان عثمان
2012-06-10 10:38:23
كلامك في الصميم
لقد وصلت رسالتك ايتها الشهيده ولازال من يمضي اليك شهيد انهم قتله ماجورين يعيثون فسادا بالارض ويقسدون كل الوطن العربي هكذا تريد اعداء الامه العربيه انس كالخراف على مذبح بني صهيون وابار نفط الخليج لايهم من يبقى او يموت المهم عروشهم الزائله تبقى وتخدم شذاذ الارض وامريكيا واسرائيل يصفقون للموت ويضحكن على قمم الاغبياء لاتحزني لازال هنا ميلاد النفوس الابيه والكريمه وهذا الهرج سينتهي وياخذ معه كل من ثتل نامي هنيئة فان السماء تنتقم من كل مجرم ولاحق يضيع تحياتي للزميله مياده ان كلماتك تبكينا

سوريا