رجل تجاوز الثمانون عاما من العمر يتمشى وبخطوات ثقيلة وعاجزه امام عريشة من اغصان الشجر على شاطىء نهر في منطقة معزوله ويتذكر نفسه قبل 50عاما حين كان يعيش مع والديه وزوجته وثلاثة ابناء ذكور اكبرهم في العاشره
وكان المنزل كبير وهو الذكر الوحيد لابويه وفضل والده في ذلك الحين ان ينقل ملكية البيت وهو على قيد الحياه لابنه الذكر خوفا من مطالبات مستقبليه من شقيقتيه المتزوجات وبعد اقل من عام على نقل ملكية البيت لاسمه توفيت والدته وبقي والده يعيش معهم الا ان زوجته بدأت تبدي اعتراضها وضجرها من ضيق المنزل لانها بحاجه الى غرفه اضافيه حتى يكون لكل ولد غرفته المستقله وان والده العجوز يمكنه الانتقال لغرفة المخزن بجانب البيت وهي على استعداد لان تنظفها وترتبها وترسل له الاكل يوميا وتعتني به ولكنها ترغب في ان تنال حريتها واستقلالها داخل منزلها مثل باقي النساء وهذا حقها
واعترض هو في البدايه الا ان والده استمع الى جدالهما وناداه في اليوم التالي وابلغه انه موافق على الانتقال لغرفة المخزن وانه لا يريد مشاكل بينه وبين زوجته لان هذا يؤثر على حالة احفاده النفسيه وهذا ما لا يرضاه وانتقل والده للمخزن وفي الاسبوع الاول كانت زوجته ترسل لوالده طعامه بحضوره وبعد ذلك كانت تقول انها ارسلت الطعام لوالده قبل حضوره ولكن بعد اسبوع اكتشف ان زوجته ترسل لوالده الطعام كل ثلاثة ايام وجبه من بقايا وجبات الايام السابقه ووالده كان لا يغادر الغرفه وملتزم الصمت عند زيارة ابنه لمدة عشر دقائق كل يومين والتزم هو ايضا الصمت لان من يتنازل مره يتنازل مائة مره
وبعد عدة اشهر اخذت زياراته الى والده تتباعد لتصبح مره واحده كل اسبوع ومات والده دون ان يعرف الا عندما اشتم رائحة غير عاديه مصدرها غرفة المخزن محل سكن والده و كان قد مضى على وفاة والده عدة ايام دون ان يعلم احد لان زوجته كانت تمنع الاولاد من زيارة جدهم وهي لم تكن ترسل له الطعام الا كل اسبوع مره رغيفين جافين وقليل من الماء وبقايا طعام اذا توفرت
وبعد وفاة والده بسنة واحده اصيبت زوجته بالشلل الكامل وبقيت شهرين في المستشفى حتى توفيت ولم تكن تستطيع بلع اي شىء في الفم وفقط المغذي الطبي هو الطعام والدواء ولم يتزوج بعدها واعتنى باولاده بنفسه حتى تخرجوا من الجامعات وتزوجوا وسكن اثنين منهم في منطقة بعيده واصغرهم سكن معه في البيت وتم اخراجه من البيت بنفس الطريقه التي اخرج بها والده ولكنه لم يتحمل العزله في المخزن بجانب بيته ومعاناة عذاب الضمير وسوء المعامله من زوجة الابن وكرر ابنه معه نفس ما فعله بوالده ففضل الموت في العريش على شاطىء النهر وليس في مخزن المنزل كما مات والده وهرب من عذاب ضميره وذكرياته المره وحياته البائسه
ناس تأكل الحامض وناس تضرص
القصة معبرة وفيها درس رائع جدا لاعاد تخلي قصصك بقمة المأساة الفكرة الي وصلتنا رائعة كانت بتقدر توصل بمأساة أقل حتى تكون اقرب للذهن الواقعي .. اتمنى لك التوفيق من كل قلبي فقلمك يدلنا الى الفضيلة .
قصة واقعية وكما تدين تدان، حسبنا الله ونعم الوكيل، تقبل مروري.