syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
الرصاص يكفي كل البلاد ...بقلم : شادي أحمد

في بلادي

يعتبر الموت بحادث سيارة

رفاهية

**


وفي بلادي

قد تصاب بالعين

لمجرد أنك مقطوع من شجرة

**

 

في بلادي أيضاً

لايعتبر الموت

أسوء ماقد يحصل لك

**

ويحدث أحياناً

أن تختنق بنشرة أخبار

**

في الحولة

وقفت الملائكة تنوح

والشياطين تتعلم

**

في الحولة أيضاً

امتزجت دماء الأمهات

بـ بول الأطفال

فاستوى مزاج الأرض

**

وفي الحولة

كان الجميع يتحدث عن الله

بصفة الغائب

**

ماتبقى من أطفال الحولة

لن يتغيبوا بعد اليوم عن المدرسة

لن يتأخروا عنها أبداً

لن يتظاهروا بالمرض ، لن يدعوا

لن يكذبوا

لن يسمحوا لدفء الفراش

بأن يتسلل الى أجسادهم الصغيرة

إنهم ببساطة

لن يطيلوا المكوث في المنزل

بعد الآن

**

هنا

يموت كل شيء

و لايحيا الوطن

**

هنا أيضاً

تصبح الكوابيس

وسيلة لتجميل

الواقع

**

وهنا

لاتتوقف الحياة أبداً

ولا حتى الموت

**

 في هذه الأيام

وحده شرُّ البلية

مايضحك السوريين

**

حين خرج لشراء علبة سجائر

ولم يعد

صدقنا جميعاً أن التدخين

يؤدي الى الوفاة

**

نفس المشهد يتكرر كل يوم

ومازال البعض يعتقد

أنها مجرد حاسة سادسة

**

أيهما أكثر حظاً

الطفل الذي قضى في المجزرة

أم الذي نجى منها ؟!!!

**

صديقي الحمصي

لم يدرك حتى الآن

ماهو المثير حقاً

بقصة هابيل وقابيل

وأنا أصدقه !!!

**

في حمص

كان الملائكة  تنتظر مع الجميع

وصول المراقبين

**

بعد توقف النساء عن الإنجاب

أصبح جميع الحماصنة

من مواليد حمص القديمة

**

لست وحدك من لم تسمع صوت الرصاصة

التي قتلتك

كلنا فعلنا !!

**

لو عرف أبليس

أنه سيسجد بالنهاية للسوريين

لوفر على نفسه

عناء الاستكبار

**

وهنا

لم يعد الأطفال يسألون أمهاتهم

من أين جئنا ؟!!

جلُّ اهتمامهم

أين نذهب !!!

**

أخذت تبحث عن ابنها الصغير

بين الاشلاء

بين البقايا

كانت تصرخ

كانت تدعو

هذه المرة فقط ، هذه المرة يارب

لاأريد أن أجده

**

إلى صديق مغترب :

لاتعد الآن

الذكريات تحترق

دع تلك الصورة في مخيلتك واختنق بها

لن تعرفك الشوارع هنا

لن تحفظك الوجوه

**

عندنا كل شيءٍ

يكبر

ويشيخ فجأة !!

**

عندنا ايضاً

لايعتبر العمى مجرد داء

إنه مرض وراثي

**

بصراحة

أنا لست حزين

أنا فقط أدعي  ذلك

أتظاهر بالحزن

لأبعث للعالم برسالة مفادها

أنني شخص طبيعي ، لاأعاني من  أي شذوذ !!!

**

حين ينتهي كل شيء

سيصحو العقلاء من سباتهم

ويزروا التاريخ

خشية أن يكبر الأطفال

فجأة ً

ويتعلموا القراءة

**

حين تذهب لشراء

جرة غاز

ستدرك على الفور

كم هو باهظ ثمن الحرية

**

رمق طفلته النائمة بنظرة أخيرة

ودع زوجته

ومضى

لشراء ربطة خبز

**

الشياطين محبطة

لكنها لاتريد أن تسلم

بتفوق البشر

**

أي شهوة عمياء

تلك التي جعلتنا

نزني بهذا الوطن ؟!!!

**

ثم

سأبكي وابكي

وأبكي

كما يليق برثاءك

أيها الوطن  

2012-06-10
التعليقات
رنا
2014-05-17 01:27:20
مرور
تصوير دقيق وواقعي أسلوبك رائع وكلماتك قوية أثرت فيني كتير مابينشبع من كلماتك شكرا كتير استاذ شادي وفقك الله

سوريا
حلى الشآم
2012-07-15 09:59:39
رائعةةةةةةةةةة
ما بعرف شو احكي ,, كمان انا قرأت المقالة اكتر من مرة و الصراحة كتير حلو و شفاف و مفعم بالإحساس صحي بيفتح الجرح بس واااااااااااقعي ما رح احكي اكتر

سوريا
مجد
2012-07-04 22:26:15
العين الخضراء
عيناك الخضراوتان تدمعان يا صديقي ... تنزفان آلماً من هول الفاجعة... وانا اشرب من دمعك لوعة الالم ...و اقرأ ما كتب من حرقة الأسى ...و الفرقة تعتريني لايام الصبى ...اكتب ..اكتب فقلمك خط من بين الضباب ألا تذكر ...هنيئاً لمن ماتوا فقد امسوا عند رب مقتدر ...و هنيئاً لمن قتلوا فقد اصبحوا عند رب منتقم ...صديقي رغم الغربة فأطفالوا الحولة مروا من هنا

الولايات المتحدة
نغم
2012-06-24 21:47:04
مرور
تحية لك ، تحية للرجال الرجال امثالك يوما ما سنلتقي هنا او هناك دلني عليك ارجوك سأقبل عقلك قليلاً وامضي شكرا استاذ شادي شكراً لأمثالك

سوريا
جورج
2012-06-14 09:47:20
تحية
كنت بحاجة لاعادة القراءة أكثر من مرة لاستوعب هذا النزيف وفي كل مرة أعيد بها القراءة كانت تتضح الصورة امامي اكثر فأكثر ، بعض المقاطع تفهم بأكثر من طريقة لكنها تجتمع في النهاية على الألم والجرح ، تحية لك استذ شادي وتحية لقلمك ارجو ان نلتقي ذات يوم في هذا العالم الصغير

سوريا
ماجدة المصري
2012-06-12 21:58:39
انها رسالة
هنا لم اقرأ شعر او نثر هنا قرأت قلم ينزف وينزف بصدق ، إنك تكتب لأجل الكتابة ياشادي وليس من اجل ان تعجب الآخرين وهذا هو الابداع إنك صاحب رسالة وأحسبني سأسمع باسمك كثيراً

سوريا
أمجد - سوريا
2012-06-12 21:44:59
الله يحمي شباب سوريا
لن أضيف شيئاً ، التعليقات التي سبقتني كانت كافية لتعبر عما في داخلي من هم وخوف على بلدنا الحبيب سوريا أشد على يديك أيها الكاتب وشكرا

سوريا
سورية
2012-06-12 21:18:02
يا رب مالنا غيرك
وانا عماقراها حسيت كاني انا يلي كاتبتها وكل سوري قلبو على بلدو كاتبها..........رجاء ثم رجاء حبوا بعضكن وحاجة نشمت الاعداء فينا

سوريا
مروى
2012-06-12 21:16:40
رائع
لن أثني عليك ايها الشاعر لأنه لاوقت للمديح والبلاد تحترق سوى أني متابعة لكل ماتكتب منذ اول مرة لمحت حرفك فيه ثمة شيء غريب فيماتكتب مزيج من السخرية والحزن مزيج من الصدق والمواربة اكمل ايها الشاعر اكمل حتى يجف الكلام فسوريا تستحق

سوريا
معتصم غزالي
2012-06-12 19:22:13
انهمرت دموعي
صديقي شادي احمد , اتذكر شعرك من الثانوية , عندما درسنا سوية , و الان فقط اقول اني فخور بارتياد نفس المدرسة معك و بكوننا من ابناء حي واحد , لو قرا نزار قباني شعرك لارتاح في القبر , قصيدتك اجمل قصيدة قراتها و قد اصبحت في عمر الاربعين , الكلمات تنساب منك بكل يسر مقولبة طازجة محكمة و كأن اللغة العربية خلقت لها , ولولا الاستهجان لقلت الازمة التي يمر بها الوطن حميدة لانها جعلتك تنطق بتلك الايات , الشكل و المضمون سماوي , و ان دل ذلك فيدل انك عاشق لوطنك سورية حتى الثمالة .

سوريا
كاترين
2012-06-12 14:04:24
شي بيوجع
كأنك ماسك كاميرا وعم تصور يلي بقلوبنا كأنك عم تكتب يلي يدور بعقولنا وماعم نعرف نقولو... شكراً من القلب

سوريا
الدمشقي البادي
2012-06-12 13:32:31
من يغفر لنا
رائع سيد شادي تصوير رائع واقعنا نحن الوحوش

سوريا
نجوى - سوريا
2012-06-12 11:21:01
كلمات رائعة
أخي شادي , عزفت كلماتك المعبرة على وتر قلوبنا الحزينة, فكانت تحمل نغماتها الالم والحزن والحقيقة المرة التي نعيشها هذه الايام على أرض الوطن الغالي , الذي لم يتخيل أحدنا أن يأتي يوم ويذبح فيه الشعب بعضهالبعض, لمجرد اختلاف عقائدي أو ديني أو سياسي. فيراق الدم الزكي في كل مكان , وتغتال الطفولة البريئة بيد الحقد , وتحرق الارض المعطاء ويعم الخراب والدمار كل مكان , ويظل صوت الرصاص ومعدنه السام يحصد الارواح ويفتت الاكباد. وفقك الله أخي شادي وبارك فيك .

سوريا
the syrian
2012-06-12 09:36:04
لك آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
وهنا يموت كل شيء ولايحيا الوطن ، لماذا لماذا لايحيا هذا الوطن الى متى سنقف متفرجين على هذا الخراب ؟!!!!! لمست الكثير من الصدق هنا لي عودة اكيدة

سوريا
عماد
2012-06-12 06:52:39
نريد المزيد أرجوك
أنت دواء للداء نريد من قلمك المزيد واحذر أرجوك من الأحطاء الإملائية وأعتذر عن هذه الملاحظة ولكن نريد أن يمر حبر قلمك عبر قلبوهم كرد منا عوضاً عن رصاصهم وصمهم

سوريا
Fe
2012-06-12 06:23:58
عاشت سوريا
عاشت سوريا بشعبها الأبي وجيشها الوفي وقيادتها الحكيمة ورئيسها الحبيب....عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.....سوريا الله حاميها ولن ينال منها الأعداء مهما استقتلوا وأجرموا

الولايات المتحدة
امويون
2012-06-12 02:15:19
لقد ابكيتني حتى النواح
اكثر من مجرد كلام لن اقول لك سلمت يداك ساقول وينك من زمان لقد افجعتني ولامست نياط قلبي وحركت فيني الاحساس بعد ان تلبد وتحجرت الدموع لو تكتب بنفس اسلوب الماغوط لابشرك بولادة الماغوط 2 ارجوك رغم الالم تابع الكاتبة ولو باظافرك

سوريا
ادوار
2012-06-12 02:05:00
أضفت كابوساً يا صاحبي
قلمك رائع .. ولكن تعقيدك الشعري بلا حل يا صاحبي .. أعطيتني كابوساً إلى فراشي أودّ أن أقرأ لك مرة أخرى تحية

فرنسا
له له
2012-06-11 23:31:01
له له
اسلوبك رائع جدا فقط انتبه للأخطاء النحوية عددها 2 شكرا لقلمك سننتظر المزيد

سوريا
ندى يونس
2012-06-11 21:27:53
اه يا بلدي
ماذا جرى ماالذي قلب الموازين كنا نحيا ولانشعر بقيمة الامان الذي كنا نحيابه يا ربي ادعوك من قلبي المجروح\ان تعيد الامن لبلدي الغالي اريد ان اعود من غربتي واقبل ترابك يا وطني الغالي اخي شكرا لما خطت يمينك لقد جعلتني انفجر بالبكاء وادعو الله ان يكون الفرج قريب

سوريا
سمر حقي
2012-06-11 15:24:33
الى متى
إلى متى سيستمر هذا النزيف؟!! متى ستعيشين أيتها البلاد استاذ شادي كلماتك ارغمتني على الوقوف طويلاً شكرا لك

سوريا
أمل
2012-06-11 09:15:31
تابع تابع تابع
ارجوك تابع ، وتابع وتابع سنصل جميعاً سيصل الوطن سنصلي هاهنا ونفرح

سوريا
باسل
2012-06-11 01:14:10
معبرة
كلمات لامست جروحنا وواقعنا المؤلم اشكرك

سوريا
شام
2012-06-10 16:25:39
!!!!
تصوير دقيق للواقع بالرغم من حجم الالم

سوريا
حافظ الحموي
2012-06-10 13:59:13
شكرا لك
آثرت فيني وبمسامعي. شكرا لك يا صديقي

سوريا
سمورة العسل
2012-06-10 13:20:50
.....
صديقي في هذا العالم الافتراضي.. أحب قلمك.. مليء بالتفاصيل.. يتحدث عن المألوف بطريقة غير مألوفة.. يفاجئني بإحساس دقيق العين.. تابع الكتابة أرجوك... ستصل.. أعرف أنك ستصل ليوم تكتب ما في داخلي كأنك تعرفني تماما:)

سوريا
سمورة العسل
2012-06-10 13:19:41
.....
صديقي في هذا العالم الافتراضي.. أحب قلمك.. مليء بالتفاصيل.. يتحدث عن المألوف بطريقة غير مألوفة.. يفاجئني بإحساس دقيق العين.. تابع الكتابة أرجوك... ستصل.. أعرف أنك ستصل ليوم تكتب ما في داخلي كأنك تعرفني تماما:)

سوريا
بلا أسم
2012-06-10 13:09:52
بلا عنوان
حلو كتير

سوريا
the stranger
2012-06-10 10:04:06
مرور
وعي الجرح جرح أكبر .أتمنى لو أني كنت أكثر جهلاً لأصلي على أرواحهم بصمت أتمنى لو أني لم أدرك مرارة خيبتي بي وبالوطن أمام دمائهم

سوريا
سوري موجوع
2012-06-10 09:45:22
رهيب
رهيب هذا التصوير ، يدمي القلب ببساطة

سوريا
يامن
2012-06-10 09:37:03
.....
خمسين عاما من البكاء لن تكفي وخمسين عاما لن تمحي خطئيتنا والنسيان انسوه فإن نحن نسينا فالتراب لن ينسى جريمتنا. كلمات جميلة سيد شادي دمت ودامت سورية بخير ان شاء الله

سوريا
ابو عمر
2012-06-10 09:22:01
برافو
وصف حقيقي واقعي مؤلم اشد على يد الكاتب

سوريا
مواطن
2012-06-10 08:40:11
"أي شهوة عمياء "
إنها شهوة العلمانية القذرة. متى سندرك الرابط بين العلمانية من جهة وبين الأنانية المفرطة والنفاق والرياء من جهة أخرى؟ لا يمكن لمجتمع علماني أن يكون مستقراً إلا استقراراً زائفاً.

سوريا