مقابلة مع الشاعر والأديب الباحث
والإعلامي .
اسحق قومي.
أجرى الحوار الصحفي علاء أوسي
لموقع مدونة وطن
دمشق.
أبجدية عشق ٍ ومعزوفة فجر ٍ قادم ٍ .
نورس ٌ مهاجرٌ يرفع راية َ جميع البشر. دون استثناء ، يعقد معهم عهداً للنور والإبداع ويبني لهم ومعهم جسوراً لعبور المتخمين بالفقر والجوع والعوز والخوف والرعب والشفاه المقطعة في عهود الظلم والظالمين ، لكنه لا يضع يده مع خونة ٍ وقتلة ٍـ شذاذ الآفاق ـ الذين أبادوا أجداده في الدولة العثمانية ومعهم القتلة الذين لا يؤمن بالسلام في كلِّ الأزمنة والعصور.
***=مفكرٌ وعاشقٌ ،موحدٌ ومتوحدٌ، صوفيٌّ وراهبٌ إذا نادم ابن العبري وبن عربي
ورابعة العدوية ،على يديه تتلمذت جموع وجموع من خلال مهنة التعليم أولاً وقصائده
التي تغنّى بها على مدى أربعة عقود ونيف ثانياً.كتابٌ محصتهُ أنامل ُ الزمن ِ
والعالم والفقر والجوع .
**=له مملكة واسعة الأرجاء أسماها الحبّ والنهار سيجمع البشر هكذا يؤمن ويعمل بما
يؤمن به . شاعرٌ يطرز قصائده بألوان يستمد عناصرها من بواكير الفجر الإنساني ،يسامر
الشاعر وفّا الآرامي وأقدم شعراء اليونان والعرب يتجادل مع جلجامش وأنكيدو ويستمع
لما يقوله بحر نمّو الذي نشأت منه الحياة، يصبّ كؤوس الراح المعتق للملكة الآشورية
شاميرام فتتنهد عليه سافو وتكتبُ له قصيدة عشق ٍ ، عنيدٌ كالريح ، وكالجبال يشمخ
على الضيم يكابر، يطهر جروح روحه بالملح وبنار الآلهة.... من وراء الفجر الذي طالما
انتظره يصرخ ويقول سيولد النهار ويرحل الظلام . إليَّ يا صغار نُغني للبشر...من
قلبنا الصغير نغني... نُغني للمطر ..نغني للبشر.
***= مركز ٌ تجتمع إليه جميع أزمنة المثيولوجيا بكلّ تجلياتها وأصوات جميع العبادات
قد حفظها عن ظهر قلب لكنه يؤمن بمن عمدّ الحياة بالدماء وصار رمزاً للفداء.
**=لم ينهزم مرة ً واحدة في محافل العقلاء والمفكرين لكنه ينهزم سريعاً أمام صوت
الوطن حين يعاتبه أو يناديه فالوطن برأيه أحد الآلهة التي تستحق التقديس ويرى فيه
مالا يراه في العالم .يُحبه ويقدسه على أساس أن يتساوى فيه الجميع دون تمييز.
**=قرأ التراث العربي وعبرَ إلى واحات العالم وتهجا أبجدية الوجود .أحبَّ الأرض
وأخذ عنها الكثير واختار مهنة ً يوم كانت أقدس المهن لقد أعطى كلّ ما يملك من فكر ٍ
ومنهج ٍ .
يتذكرون ذاك المدّرس الذي لم يكن ليرحم نفسه وها هي طالبته في معهد إعداد المعلمين
والمعلمات (ميادة حميدان) تصرخ وتقول يا أستاذ اسحق (أنت تزرع الأمل في حديقة
المستحيل.)..
**=أحبّ دمشق حتى أنه عشقها كأجمل امرأة وكملهمة لقصائده قال عنها ذات يوم في
مقابلة أجرتها معه باسمة الزنبقة لبرنامج قناة 99 للسيد الياس حبيب .فعرفّها بقوله
:(دمشق محطة لكلِّ المسافرين عبر دروب الوطن).كان ذلك يوم لم يكن البث يصل الجزيرة
والفرات.
** = يقول عن القصيدة العامودية هي الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر وأما
التفعيلة أو الحديثة فكلاهما الفضاء الرحب الذي أحبّ أن أحلق به.
**= أنا العالم والعالم أنا . أخاف من المستقبل ، أزعم أنني ملتقى جميع العصور
والحضارات وبي َّ ومني تنبثق الأزمنة حين أبدع قصيدة رائعة.
**= الشاعر المبدع مشروعٌ غير منجز لقصيدة ٍ غير منجزة.
**= الموهبة والتعلم والمنهجية وإدراك سر الصنعة والمثابرة أساس لكلِّ إبداع.
**= إعلامي ومذيع سابق في إذاعة ساوث أورنج بأمريكا تقدّم له عرضاً للعمل كمذيع في
صوت أمريكا لكن التحاقه بأسرته في ألمانيا عام 1991م لم يترك له حظاً في تحقيق ما
كان يصبو إليه . عمل كمحرر في عدة صحف عربية وسريانية ،مدير ورئيس تحرير موقع
اللوتس المهاجر ورئيس رابطة المثقف السوري الحر المستقل.ومدير المعهد الاستراتيجي
للدراسات السريانية من هنا لابدّ لنا أن نسأل عن هذه القامة الفكرية أولاً
والشاعرية والبحاثة والأدبية ثانياً والعالمية دون أن تتخلى عن واقعها وماضيها .وقد
تمكنا عن طريق التواصل معه ليكون هذا اللقاء عبر النيت وكلنا أمل أن نكون قد وفقنا
في أسئلة ٍ تليق بهكذا شخصية سورية بامتياز .
رحبوا معي بالأستاذ الشاعر والأديب الباحث والإعلامي السوري اسحق قومي المغترب
المقيم في ألمانيا.
أهلاً بكَ أستاذ اسحق مما لاشكَّ فيه أنكم ذاكرة مكان ٍ وزمان،ذاكرة وطن ٍ ، ذاكرة
فصول ثقافية كنتم من الأوائل الذين أغنيتم المسيرة الإبداعية والثقافية في الجزيرة
السورية. كنتم ولا زلتم تراتيلاً لفصول حبلى بالعطاءات وصلوات المتعبين فهل لنا أن
نطلّ على عوالمكم من خلال أسئلتنا التالية ؟!!!
السؤال الأول:
كثيرون يسألون من هو الشاعر الإنسان اسحق قومي، كيف تُحب أن تقدم نفسك ؟!!!
ج س 1= اسحق قومي أحد أبناء الجزيرة السورية الذين ولدوا في عهود الفقر الجوع
والحرمان ،تعلم أبجدية الأرض وطقوسها،أحبَّ الطبيعة منذ أن كان طفلا لا يتجاوز سنته
الثانية، ضاع أكثر من مرة بين حقول القطن وهو يركض وراء الفراشات ،
في مدرسة قريته تل جميلو تعلم القراءة والكتابة ثم مالبث أن تابع دراسته في مدرسة
السريان الأرثوذكس بالحسكة التي كان قد ودعها قبل عامين ونصف ،يتابع تعلمه حتى
الجامعة ويعلّم في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ثم الصف الخاص وفي معهد
المدرسين بالحسكة.ويدّرس علم النفس والتربية العامة والتطبيقية يُكلف نائباً لمدير
معهد المدرسين والمدرسات ورئيساً للدروس المسلكية .
متزوج ولي أبناء وبنات وأحفاد ، أعيش في ألمانيا منذ عام 1991م عندما جئتها من
الولايات المتحدة الأمريكية.أحببتُ المطالعة وأعتقد أنها صادرتني بكليتي ، أحبّ
الكتاب والكتابة وكنت ألعب التنس وكان لي فريقاً لكرة القدم منذ مطلع الستينات (
اسمه السهم المنطلق).
أحبَّ حقول البراءة لأنها محبة خالصة.أعرف كيف أكون ، أنا العالم والعالم أنا .
أحبّ جميع الناس أخاف من المستقبل ،أزعم أنني ملتقى جميع العصور والحضارات وبي َّ
ومني تنبثق الأزمنة حين أبدع قصيدة رائعة.
السؤال الثاني:
هل يولد الإنسان شاعراً أو أديباً ماهي الأسس التي لابدّ أن تتوفر بشخص ما حتى يكون
شاعرا أو مبدعا؟!!!
ما تأثير البيئة التي نشأت فيها، وماهو دور أسرتك في رحلتك الأدبية؟!.
ج س 2= أجل الموهبة والمطالعة وتعلم التقنية الخاصة بهذه الموهبة أو تلك والحفظ
والأذن الموسيقية والمتابعة والتشجيع والبيئة كلها عوامل لابدّ منها .فالمرء يولد
وهو يحمل بذور الموهبة التي تتفتح حين تتوفر ظروفاً خاصة بها ، هكذا الإنسان المبدع
سواء أكان شاعراً أم أديباً أم فناناً أو غير ذلك.
لا بدّ أن يولد وفي تكوينه وكينونته موهبة يستطيع من خلالها استهلاك واقعه ومحيطه
معرفياً وجمالياً كما لابدّ له من معرفة المنهج أو التقنية التي يقوم عليها الإبداع
. وعليه أن يتعلم أسس الحرفة والصنعة (الموهبة في حالة تفجير للحالة الكمونية).لأنه
لا يمكن أن تتفجر أية موهبة دون عوامل ومؤثرات ومعرفة وتقنية وحرية وتشجيع ٍ وتقدير
والمطالعة والحفظ , والشاعر المبدع مشروعٌ غير منجز لقصيدة ٍ غير منجزة وإن جاءت
على مراحل .في سياقاتها ومضامينها.
الشاعرُ عاشقٌ مستمر تحفه آلهات الجمال والروعة والخيال المبهر،الشاعر المبدع
قراءات لمستقبل ٍ سيأتي،ومواضيعه ليست ذاتية بل هو يتعامل مع المقدمات الكبرى
لتنتهي إلى مقدمات صُغرى وهذا هو مشروعهُ. وجودي هو يتضمن أسئلة كبرى للإنسانية
والعالم والوجود.
الشاعر المبدع ضمير أمة أو شعب ٍ،لكنه لا يتوقف عند هذه الحدود بل يتجاوزها إلى
الإنسانية الفسيحة وإلا أنغلق على نفسه ومات،الشاعر المبدع هو إضافات إبداعية لا
يقف عند القوالب الجاهزة والطوطمية التي كانت في سياقاتها التاريخية حالة
إبداعية،وهوحكاية زمن ٍ تعمد بالحزن والبؤس والمعاناة،ومن (جراحه التي صارت مرايا)
ومن رماده سيكون النشيد القادم.
ولهذا استكمالاً لسؤالكم إن مفردات البيئة التي عشتُ بها قدمت ليّ العديد من الطقوس
التي اختزنتها في ذاكرتي لأعيد ترتيبها ورسم معالمها حين أدركتُ الموانىء التي تريد
أن تبحر من خلالها تلك الحالة الوجدانية التي اعترتني من أثر البيئة الطبيعية أم
الاجتماعية وحتى أسرتي التي عشتُ معها كان سبباً فيما أنا عليه اليوم.
فأبي كما قلتُ لأكثر من مرة كان شاعراً بالفطرة وكان يرى فيّ وبأخي الأصغر مني من
سيحقق له عدة رغبات ومواهب لم يتمكن أن يعبر عنها بلغة مكتوبة بل بالكلام ولهذا كان
يشجعني على إلقاء الاستظهار أمام إخوته والأقرباء فأقف ويقف أخي الشاعر المهندس
الياس بجانبي وحين أنتهي يأتي دوره وبعد أن ينتهي يصفق لنا كلّ من حضر لزيارتنا
.وربما كان هذا التصرف من والدي يشبه من يضعك أمام مسئولية المتابعة ـ فكان يبشر
بنا شاعرين .
السؤال الثالث:
*=قرأتُ بأنكم من أسرة مبدعة فوالدك كان شاعراً بالفطرة وأنتَ وأخيكَ الشاعر
المهندس الياس قومي وأخيك الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وأخيك كيفارة فنان تشكيلي
يرسم منذ زمن ٍ بعيد .
*= من الذي كان له الدور البارز في إخراج موهبتك إلى حيز الوجود؟!
*=قلتَ في إحدى المواضع( أرضُ الجزيرة ما نسيتكِ لحظة ً///ولشامي كُنتُ سفيراً
أعملُ).
*=ما تأثير الجزيرة عليك وكيف حملت الشام معك في غربتكَ؟.
ج س 3= أجل أسرتي بالفعل وبالقوة مبدعة .كما جاء في سؤالكم فوالدي شاعر ٌ ( سجّاعٌ
ومشجع ٌ وأخي الياس وأخي الراحل الشاعر والأديب والفنان عبد الأحد قومي .وكما يوجد
لديّ أخ هو أصغرنا يرسم فهو فنان تشكيلي أيضا اسمه كيفارة قومي يعيش الآن في
ألمانيا وقد أقام عدة معارض.قصتي مع الشعر تبدأُ من الصف الأول ومحبتي للشعر (
الاستظهار) . والفضل يعود لمعلمي في الصف الرابع الابتدائي المعلم يعقوب توما عبدي
الذي زرته في السويد في الشهر الثالث من عام 2012م.
فقد شجعني وتنبأ لي أن أكون شاعراً لكوني كنتُ ألقي القصيدة وأحرك يدي وأنفعل مع كلماتها ومعانيها. وهناك معلم آخر هو حنا عزيز ومحمد بركات كلاهما كانا يشجعاني على المطالعة .وقد أثرت الظروف والحالة الإبداعية التي كانت تعيشها مدينة الحسكة في تطوير اهتماماتي الشعرية وموهبتي الأدبية .وما أنا عليه الآن كان نتيجة كلّ الجهود وكذلك إرادتي وتصميمي ومتابعتي ومثابرتي في تعلم أسس الصنعة الإبداعية وما أعطتني إياه أجواء مدينتي لتترعرع موهبتي وتكتمل وترسم معالم شخصيتها واستقلالها .
أجل أعتقد بأنَّ الشاعر نتاج بيئته الأسرية والوراثية والبيئة الطبيعية .إنّ
الجزيرة السورية قدمت ليَّ الكثير ومنحتني كنوزاً من الدفء والحميمية الخالصة
النزيهة يوم كان الناس فعلاً يتواصلون بتراحم وسماحة فعاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم
وكرمهم رغم تنوعهم اللغوي والعرقي والمذهبي والديني تلك الحالة نادرة وقد أثرت بيَّ
كذلك طبيعة الجزيرة .فصيفها حار وشتاؤها بارد ٌ، دورها الطينية التي تقاوم كلّ نزق
الحر والبرد ، المدفأة القديمة ،القرى المتناثرة والدروب الترابية ومواسم الغبار
وأيام الحصاد بالمنجل اليدوي والبيادر وليالي الصيف المقمرات وليالي الشتاء الطويلة
المملة وسهراتنا .
هكذا كانت العلاقة بيني وبين تراب الجزيرة وإنسانها وطبيعتها وأشبه الحالة كعلاقة الجنين برحم أمه عن طريق حبل المشيمة الذي لايزال يرافقني حتى اليوم في اغترابي ها أسمعه يصيح بي لا تخف أنا معك حتى النهاية..فالجزيرة وسوريا كانتا معي في غربتي ولم أعد أتذكر يوما مرّ دون أن أسامرهما وبعد أن أسكر من خمرهما المعتق أنام بهدوء بين ذراعيهما كعاشق ٍ غربته الأيام .هناك أكثر من قصيدة عن الجزيرة ودمشق التي أحببتها وأزعم أنني أبدعت في عِشقها طريقة صوفية جديدة ً.أسميتها العاشقة سوريا.
السؤال الرابع :
لكونك مغرماً بالشعر منذ أن كنت في الصف الأول فهل لديكم تعريفاً له ؟!!.
لقد علمنا بأنك أحدثت أوزاناً لا بل أبدعت أوزاناً للشعر العربي هل لك أن تعطينا
لمحة موجزة عن ذلك؟ .وماهي الأنواع الأدبية التي كتبتم وتكتبونها علماً بأننا نعلم
أنكم تكتبون الشعر للكبار والصغار ( الأطفال) وكذلك القصة للكبار والصغار وتكتبون
الرواية والنشيد للأطفال وكلمات الأغاني الشعبية والوطنية ؟!!.
هل لنا أن نتعرف على أسماء مؤلفاتكم في جميع الأجناس الأدبية ؟!!!.
وهل كتبت في التاريخ ما هي الكتب التي انتهيت منها ؟!
ج س 4= لقد عرفتُ الشعر بأنه موهبة ٌ وصنعة ٌ ومكابدةٌ وملاحقةٌ ٌ وتجديدٌ وإضافةٌ
ٌ وهو إذن ٌ مرهفة ٌ تتناسقُ من خلال حسها الكلمات تباعاً على أقدارها وأطيافها
ومخارجها وبهذا للشعرِ موازين تختلفُ إلى عشر تفاعيل ٍ اثنتان خماسيتان وثمانية
سباعية وتتوزعُ بحسب الخليل ِ والأخفش إلى بحور ولكن الشعر طقوس تتجدد كالحياة
وسياقاتها وعندها تتحرر القصيدة من كهنوت تلك الموازين أوممن أبدعوا أوزاناً جديدة
أو حدّثوا في بعضها.
والشعر ُ علم ٌ بما يحتويه ويستلزمهُ من تقنيةٍ ومعرفةٍ لصيرورته التاريخيةٍ مروراً
بكل العصور.
والشّعرُ محرابُ متعبدٍ وصلواتُ راهبٍ في أعالي الجبال لكنهُ يُغني بمعزوفته ِ
للسهول المليئة بالفلاحين والعمال ،فيزيدهم قوة ومنعةً ًكيما يتابعوا جني المحاصيل
من الكروم والبساتين.وهو العاشقة القديمة التي تنتظرُ حبيبها الذي رحل منذ آمدٍ
بعيدْ.
وهو الشبابُ والرجولةُ والكهولة ُ والشيخوخة المتجددة دوماً بنار الآلهة .
والشّعرُ إحدى آلهات الجمال والروعة والدهشة ِ والإبهار ِ ،وهو خيالٌ جامحٌ يأخذكَ
إلى عوالم بعيدة ٍ بعدَ أن يكون قد طوّفَ بك َ في العوالم الأرضية فهو بهذا
كالخمّرِ الذي ترشفه ُ فيعلو بك إلى فضاءات ٍ رائعة،وهو صورٌ ومعانٍ وفكرٌ ومحسناتٌ
وهو أروعُ الفنونِ ِ في ميادين الإبداعِ وإن كان دورهُ الآنَ قد تقلصَ بسببِ
التقنيات الحديثة والعالم الاستهلاكي لكنه سيبقى الحاجةَ والضرورة َالنفسية
ِوالعاطفية ِوالعقليةِ للإنسانِ.
أما بشأن سؤالكم عن البحر الذي أبدعناه فقد أسميناه ((الوافي القومي)) بينما أصرّ
الشاعر الدكتور أحمد فوزي على تسميته بالمنبسط. لقد بدأتُ بطرح هذا الوزن من خلال
قصيدتي التي تحمل عنواناً( رسالة إلى الحلاج لم تُقرأ بعد). فقد أرسلتها إلى موقع
المربد وجاءت الردود وكنتُ أنتظر من ينصفني فقد أرسل صاحب الموقع القصيدة إلى
الدكتور الشاعر أحمد فوزي كما كتب في حينه وقال أن الشاعر خلط مابين بحر الوافر
والهزج ولهذا البحر الناتج عن تفاعل بحر الوافر وبحر الهزج تسمية محدثة وهي : بحر
المنبسط ، وقد احتدم الصراع في عدد من المواقع الأدبية مؤخرا حول من كان وراء هذا
البحر ، أهو الشاعر اسحق قومـي ؟ أم هو الدكتور أحمد فوزي ؟ وكــان الشاعر العراقي
محسن كريم قد بحث في ذلك وقام بتحليل لقصيدتنا بعد تقطيعها فاستنتـج أنني قد وفقتُ
في نظم قصيدتي على البحر المحدث المسـمى المنبسط رغم صعـوبة ذلك بالرغم من أننا
نكتب على هذا البحث منذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين الماضي لأننا نؤمن أنّ
الإبداع هو إضافة وليس أن ألبس عباءة الخليل وكفى..وقد أحدثنا في بحرين هما الكامل
المحدث والوافر المحدث .
أما بالنسبة للشق الثالث من سؤالكم فنحن نكتب منذ عام 1966م. الشعر والقصة والرواية
وكتبنا الشعر الخاص بالطفولة في مطلع الثمانينات من القرن العشرين وهكذا كلمات
الأغنية الشعبية والوطنية ونكتب المقالة بأنواعها والإقصوصة والقصة القصيرة ولي في
المسرح مسرحية يتيمة كما لي تجربة في كتابة أناشيد للطفولة منها ( وطني، نُغني
للبشر، عيد الأم التي فازت بالمرتبة الأولى على القطر عام 1988م.كما نكتب الشعر
باللغة الإنكليزية منذ المرحلة الثانوية.هناك قصائد جمعناها في ديوان بعنوان( أي ول
ستل سنك) أنا سوف أبقى أغني والديوان مترجم للغة الألمانية .كما لي قصيدة يتيمة
باللغة الألمانية وهي بعنوان عنوان ( سفدلانا).كتبتها في معلمتي للغة الألمانية.
أكتب في البحث والبحث التاريخي منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين وأما مؤلفاتي
فهي كما يلي:
أول مجموعة شعرية طُبعت له عام 1983م .بعنوان: الجراح التي صارت مرايا.
تبعتها في عام 1984م بمجموعة للأطفال.بعنوان: أغنيات لبراعم النصر..
ولي من المجموعات الشعرية التالية: 1= مواويل في سجون الحرية .
2= العاشقة القديمة منى.3= قمر ياقمر.4= نُغني للبشرْ (للأطفال) .
5= مواسم الحصادْ .6= الشاعر والمقصلة.7= نبوءات العهد البابلي.
8= أناشيد لآلهة الخابور القديمة .9= زورق على نهر الراين.
10= لماذا بكت عيناك؟ 11= عبد الأحد قومي شراعُ في مدى القصيدة.
12= الموت في المنافي البعيدة. 13= بانوس لازال صيفنا حارقاً.
14=( أي ول ستل سنك) أنا سوف أبقى أُغني.ديوان ٌشعري باللغة الإنكليزية تُرجم للغة
الألمانية. وأعمال قصصية للأطفال ( الأزهار تضحك مرتين).سيصدر قريباً في ألمانيا.
وقصة ناسج الثياب في قرية القصور.وقصة .جلنار)...ليتني كنتُ أميراً للغجر).قيد
الطباعة وستصدر عن دار كوتنبرغ للطباعة والنشر بألمانيا.وقصة: حسّان والبرتقالة.
ومخطوطات روائية.( دموع تأكل بقايا صمت, عاشق أُختي، المسافر إلى الفراغ، كان اسمها
سونا، في الطريق إلى الزللو، المستحيل كان جنونا، جلجامش يعود ثانية، المحطة، أنا
وأهلي على ضفة الهاوية.شهرزاد ).
في البحث التاريخي لي عدة كتب منجزة منها :1= القصور والقصوارنة .2= قبائل الجزيرة
السورية.3= وابتهالات لمن خلق الوجود.وأعمل على الكتب التالية:1= مئة عام على بناء
مدينة الحسكة.2=والمسيحيون في الجزيرة السورية.3=وأعلام الأمة السريانية الآشورية
الكلدانية.4= الإبداع والحركة الشعرية في الجزيرة السورية.5= المادية التاريخية في
شريعة حمورابي.6= وأسرار القطب النوراني في فكر الشاعر والباحث والمفكر القصوراني
ومن دواويني الشعرية التي كانت بدايات تجربتي فقد حُرق أغلبها وبعضها نجى من الحريق
منها: - فاديا .، البنفسج المبلل بالدموع.، ابتسامات الأمس الساخرة.،ليس عندي قمر.
وهناك كلمات أغنية وحياة ترابك سوريا:
السؤال السادس:كتبتَ مرة ً( اسحق قومي فلاح أراد أن يزرع مساحات البور التي تملأ
أرواحنا)...هل تمكنتَ من ذلك وكيف تمّ ذلك؟!.وكيف تقرأ العملية الإبداعية ؟!!
ج س 6= كنتُ أعني بالشعر كوصفه حالة علاجية وكتعبير عن مكنونات النفس البشرية ،
وأزعم أنني استطعتُ أن أكون فلاحاً بالكلمات .أما العملية الإبداعية :لابدّ من
الدخول إلى عوالمها ومراحلها بالإضافة كما قلنا قبل قليل بأنه لا يوجد من شاعر
خُلقَ دون موهبة ومثابرة وإدراك لسرّ الصنعة والقدرة على إبداع حالة إلهامية وأتذكر
قولاً لأفلاطون في هذا المعنى حين يقول:(الصنعة تكفي لخلق شاعر ٍ ولكنهُ لن يكون
سوى شاعر ناقص، لأنَّ شعر المرء البارد العاطفة يظلُّ دائماً لا إشراق فيه إذا
قورنَ بشعر الملهم، فإذن الإلهام الشعري الصادر عن النشوة الإلهية هو الذي يُكمل
شخصية الشاعر).
وأرى في موضوع الإلهام سواء أكان إلهياً أو غيره فهو يعود للموهبة التي خُلقت مع
الإنسان الشاعر. ولابدّ من أن نعرف ونتعرف إلى مراتب المعرفة التي تتجلى في:
1= الخيال الحسي.2= الإدراك النوعي للموجودات.3= المعرفة الكلية.
4= الصور الثابتة الخالدة وتتجلى في الحبِّ والحكمة.
وهي والجمال والروعة والدهشة والإبهار تتفاعل مع لحظة ولادة القصيدة،
ولو أنني أرى أن أتابع قولاً حفظته منذ حداثتي لأفلاطون حين يقول (( الشاعر الذي
يقف عند الوصف هو دون النجار)) ...
ويقول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر:(( الشعر هو تأسيس للكينونة عن طريق الكلام،
ولكن اللغة الأصلية هي الشعر من حيث هي إرساء لأسس الكينونة)). ولما كان للغة وظائف
عدة 1= كالتعبير 2= والنداء.3= والتمثيل.فالشعر الغنائي يمثل التعبير والشعر
الملحمي يمثل التمثيل وأما الدراما فهي من النداء والدعاء،وللشعر صلة وثيقة مع
النثر وبينهما مودة وفي المحصلة جميع الأجناس الأدبية تخرج من كينونة الشاعر أو
الأديب الذي هو بالأساس ذو موهبة صقلتها العزيمة التي تتسلح بمعرفة للهدف من وجودي
كوني أن أكون أو لا أكون.
فالرحالة الناحج هو من يضع لرحلته خطوطها العريضة(برنامجها) ويحضر أدواته وأن
لاينسى أية أداة إلا ويكون قد أجادها ومارس معها طقوسها المرئية وغير المرئية.وحين
يبدأُ رحلته وكي لا يتعثر أو يعود للوراء بل يتقدم عليه أن يسهر الليالي الطِوال
وهو ينقب ويفتش ويبحثُ ويحفظ كل ماله صلة برحلته لأنها مكلفة للغاية.
السؤال السابع:لكلّ إنسان محطات في حياته يتوقف عندها دائماً . ما هي هذه المحطات
في حياة الشاعر والأديب اسحق قومي؟!!
ج س 7= لقد طُرحَ عليّ هذا السؤال أكثر من مرة ٍ ولكن لابأس سأجيب عليه وأستطيع أن
أقسم المحطات التي مررتُ بها على الشكل التالي:
مرحلة الطفولة التي تمثل البراءة والمخزون الأولي للجماليات الروحية التي ستُخلق
فيما بعد لوحات رائعة ، ثم تليها مرحلة الشباب التي أغنت ساحات الروح لتبدأ مواسم
الإنبثاق والكتابة المتدفقة .وأرى من العبث الفصل بين الإنسان بوصفه ـ ذاتاً
عارفتاً ـ وبين الموضوع بوصفه حالة معرفية أو إشكالية نستهلكه حتى ننتج ما يُسمى
بحالات شعورية نادرة طافحة بالعاطفة الوجدانية .
وكما ترون فإنني لا أجيب هنا عن السؤال بشكل تقليدي بل أرى رغم المراحل التي أستطيع
ذكرها والتي تبدأ بمرحلة الوطن ثم مرحلة المغتربات وبعدها مرحلة الاستقرار.كلها
أعطتني أموراً أتوقف عندها فليس هناك محطة إلا وتعني لي وتركت في ذاتي ونفسي
ونتاجاتي الشعرية أو الأدبية علامة متميزة وطبعت أزمنتي بطابعها .لكنني لا أفضل
الفصل الميكانيكي بين المحطات التي مررتُ بها أو هي مرت بيّ...فبيننا وشائج لن
تنفصل عراها .لكن أعتقد بأن أول وأهم المراحل تلك التي سبقت هجرتي للولايات المتحدة
الأمريكية.وأهميتها تكمن في قيمتها التي تميزت بالعطاء للمجتمع الذي تربيت به وعشت
له.وما تلاها فهو حاصل ونتيجة للمرحلة الأولى وفضلها عليّ ..
السؤال الثامن:من خلال تجربتكَ في أمريكا وألمانيا ما الجديد الذي أضافتاه
لكتاباتك؟!
وهل استطاع قلمك أن يثور على ما كان يعيقه قبل السفر؟!.
ج س 8= أولاً لابدّ أن أمريكا وألمانيا كونتا في ذاكرتي محطات هامة تغاير المحطات
الشرق أوسطية وإن كان الإنسان هو الإنسان من حيث كونه يشعر ويحب ويخاف ويكره ويتألم
وغير ذلك .لكن البيئة الصناعية الاستهلاكية تأخذ منا الكثير.أعتقد بأن تجربتي في
أمريكا أعطتني الكثير وجعلتني بعد عام ٍ أشعر بضرورة التغيير لأنّ الواقع الذي
تربيت عليه غير موجود هناك .وأما بالنسبة للتجربة الأدبية فأعتقد أنني وجدت مكانا
خصبا لتحقيق أحلامي.في الصحافة وفي الإذاعة وفي تقديم مطربات ومطربين بينما افتقدتُ
إلى المهرجانات التي كنت أشارك بها في وطني سوريا .
لكن توفر لي أن توسعت آفاقيّ المعرفية في جماليات لغة كنت قد غادرتها منذ المرحلة الجامعية لابل منذ الثانوية فأعدتُ قراءتها وكتبتُ قصائد بها بعدما كنتُ أكتب الشعر باللغة الإنكليزية من الصف العاشر كما شهد لي يومها مدرسي للغة الإنكليزية الأستاذ جميل رزقو.وهناك شاركتُ بمسابقة للشعر وكانت قصيدتي بعنوان أي ول ستل سنك.أنا سوف أبقى أغني.وهي منشورة في كتاب ترجرد بويمس أوف أميركا لعام 1992م.وهكذا في ألمانيا .
أما بالنسبة هل تغير موقف قلمي .أعتقد أنه لم يتغير ففي الوطن كنت أقول ما يتناسب
مع الواقعية السياسة والحكمة والثقافة المجتمعية وتنوعها .بالرغم من أنني وصفت
بالمتمرد من الشمال كما أحبَّ أن يسميني الشاعر شوقي بغدادي وصديقه محمد الماغوط .
ومن طبعي أرى في مفهوم الحرية تلك الحالة من الانضباطية وليس الفوضى .
السؤال التاسع:تقول بأنّ المعرفة بكاملها تتوقف على علمنا بالتاريخ وبأنه أجمل
امرأة تُحبها وتتمثلها لماذا كلّ هذا العشق للتاريخ ومتى بدأت بوادر البحث التاريخي
لديك وأين وصلت في كتبك وأبحاثك التاريخية؟!!!
ج س 9=التاريخ علم من العلوم الهامة وهو عظة ٌ وحكمة لمن أراد ، حوادثه مرت دون
عودة ولكننا نقرأ تلك الحوادث من خلال الأفعال الناتجة عنها .التاريخ حركة
المجتمعات في ذاكرة الزمن وصراعات المجتمعات في فن اسمه البقاء ،تلالٌ بقيت تشهد
على من كانوا يومها.وتخبرنا بأمجادهم وأحلامهم وانتصاراتهم ونكساتهم والتاريخ رقم
مكتوبة ٌ وآثار دارسات والتاريخ هو الإنسان مخزوناً في الذاكرة الجمعية المكتوبة
والمطمورة.
أحببت التاريخ لكوني أغرمتُ بالحضارات القديمة وأنا أقرأ عنها وأهلها وقد بدأ ميلي
لإنتاج التاريخ كمادة في بداية السبعينات حين بدأت أبحث في مايسمى بلاد مابين
النهرين وأجمع مادة بحثي من الكتب ومن الكبار في السن يومها بمدينة الحسكة ثم ما
لبثتُ أن وسعتُ في مشاريعي التاريخية البحثية فنرى تسميات مختلفة كانت ولا تزال
مشاريع أغلبها تنفذ وهو لايزال مخطوطاً ونثرتُ بعضه في الشبكة العنكبوتية ولكن
لازال ينتظر الطباعة الورقية .
السؤال العاشر:
في مغتربك الأول أمريكا كانت لك عدة تجليات بدأتها بتقديم المطربين والمطربات ومن
ثمّ كنت عضوا في برنامج إذاعي (القافلة كروان) في إذاعة ساوث أرنج.ثم تقدم لك بطلب
الانضمام للإذاعة صوت أمريكا القسم العربي، وشاركت في مسابقة بالشعر الإنكليزي ـ
كما أسست لمجموعة حقول إبداعية وسياسية وفكرية منها ، المعهد الاستراتيجي للدراسات
السريانية و منتدى الكتروني ثقافي أدبي بعنوان( مملكة الحبّ والنهار سيجمع البشر).
ومن ثم أسست موقع اللوتس المهاجر الذي تخصص بالإبداع .كما وأسست مع صديق أخيكم
الشاعر الراحل عبد الأحد قومي ـ صديقكم الأديب والشاعر يزيد عاشور ـ رابطة المثقف
السوري الحر المستقل.لماذا كلّ هذا وعن ماذا تبحث؟!!!
ج س 10= سأبقى أقاوم الفناء وأبدع فجراً لآلهة الكلمة وقوتها وتأثيرها ، كلّ هذا
يدل على ثقتي بنفسي وذاتي وقدرة على طرح موهبتي على ساحة كبيرة ٍ لا ترحم الضعفاء
ولا المتخاذلين ولا المنهزمين.لهذا أنا أشارك وأبدع وأسس وكلّ همي هو أن نبني ونضع
لبنة في صرح السلام العالمي ومحبة البشرية والاعتزاز بالنفس وأخيراً لكي يتذكر
العالم بأنّ الطفل القروي الذي ولد في قرية تل جميلو ها هو يصرخ لا للظلمة ولا
للظالمين القتلة الذين أبادوا أكثر من 273 شخصاً من أسرتي في ليلة واحدة بأحداث سفر
بلك.
السؤال الحادي عشر:
كيف تحيون سوريا في المغترب؟ وما هو وضع الجالية السورية في المغترب بشكل عام
وألمانيا بشكل خاص؟.
ج س 11= إذا كنت تنسى ذاتك فلا تعاتبني إن نسيتُ وطني سوريا.فكيف وبأيّ حال تنسى
ذاتك. سوريا هي الذات والعقل والوجدان واللغة والعادات والتقاليد والطفولة والبراءة
والحنان والحب فمن ينساها ؟!!!.نحياها باستمرار وهي كالهواء والغذاء وكحاجتنا لأم
كبرى تجمعنا.بالنسبة للجالية السورية في المغتربات تتوزع على ما أعتقد في تنوع
عطاءاتها وبحسب ظروفها والدول التي تتواجد بها وهذا ينطبق على الجالية في ألمانيا.
لكن أستطيع القول وأعتزّ بما هو عليه حال الجاليات السورية فهي مبدعة متقدمة متطورة
ومخلصة ٌ للوطن الأم وأوطانها .لكن من الضرورة الإشارة إلى أن تنوعها العرقي
والديني يطغى في أغلب الأحيان لتعمل كلّ مجموعة ضمن ما تراه ولكنها بالنتيجة
متعاونة ، يلزم الجاليات السورية أكثر من بوابة لتطوير المواهب على مختلف الصعد
كافة.
وكنا قد كتبنا قبل أكثر من عامين للسيد وزير المغتربين الأخ جوزيف سويدان بشأن
إقامة جسور بين المواهب الإبداعية المهاجرة والوطن الأم سوريا .
واقتراحنا يقضي بإنشاء موقع إلكتروني إبداعي خاص بالمبدعين السوريين المغتربين
ينشرون فيه قصائدهم ونصوصهم ولوحاتهم وحتى أغانيهم وفي نهاية كل عام تُقيم تلك
الأعمال عن طريق لجنة مخصصة من وزارة الثقافة ووزارة المغتربين تنظر في الأعمال
الإبداعية وبعد التقييم تستدعي وزارة المغتربين بالتعاون مع وزارة الثقافة خمسة
مبدعين من كلِّ نوع إبداعي يقيمون في الوطن لمدة تحددها الجهات المختصة ويُقام لهم
مهرجاناً شعرياً وأدبياً وغنائياً وفنياً.وفي نهاية المهرجان يمنح الثلاثة الأوائل
من كلّ نوع أدبي وفني وغنائي جوائز تقديرية وتطبع جميع الأعمال الإبداعية في كتب
مخصصة لكلّ نوع أدبي لتحريض المغتربين المبدعين على زيارة الوطن الأم وتلاقح
التجارب المغتربة والمتنوعة مع الأجيال الإبداعية في الوطن.
السؤال الثاني عشر:
الأستاذ اسحق قومي كونك كرئيس لرابطة المثقف السوري الحر المستقل.. كيف تقومون
بتعريف العالم بسورية دائماً، وكيف عملتم لنقل الصورة الحقيقة للأحداث خلال الأزمة
الحالية التي تشهدها الساحة السورية؟
ج س 12= أعتقد أنّ تعريف العالم بسوريا وطننا الأم كان من اللحظات الأولى لمغادرتنا
أراضيها وكنا دوما نبرز وبشكل موضوعي بعيداً عن العواطف ما يستحقه وطننا الحبيب
سوريا.وأعتقد أنّ غالبية من ينتمون لسوريا الذين يعيشون في المغتربات يخافون على
وطنهم ولهذا ترى أنّ سلوكية السوري متميزة فهو مبدع وناجح ومكابر على الضيم ولكلّ
قاعدة شواذها كما تعلم حتى نكون واقعيين وموضوعيين لأنّ أساس النجاح الواقعية
والعلمية.
أما بشأن رابطة المثقف السوري الحر المستقل.فقد جاء تأسيسها بعد أن أندلعت الأحداث
في سوريا وخاصة درعا.ولما كنا في تواصل مستمر مع الصديق الكاتب والشاعر يزيد عاشور
المقيم في السويد فقد قررنا أن نؤسس رابطة ثقافية سياسية وهدفنا من التأسيس أن تكون
بوابة نقدم من خلالها رأينا تجاه مايحدث في وطننا الأم سوريا ووجدنا أنه من الضرورة
أن نبدي وجهة نظرنا في مسألة وجدنا أنها مفصلية في التاريخ السوري وكوننا في
المغتربات نتحمل مسئولية أكبر في المشاركة ولهذا ترانا منذ أحداث درعا نكتب عدة
بيانات كانت في حينها قراءات مستقبلية لما سيحدث في سوريا والعالم.
أما السياسة العامة للرابطة فتتمثل في حالة نستطيع أن نطلق عليها ( الحالة
التوفيقية ).إلا أن تلك السياسة تتغير بعدما وجدنا تصعيداً خطيراً في الأحداث
ورأينا كيف تطورت الأمور بشكل دراماتيكي عندها توقفنا عن إصدار أيّ بيان كان لكوننا
رأينا الأمور أصبحت تتجه نحو تصعيد خطير وأصبح من الممكن لو استمر الحال عليه فإنّ
سوريا بكاملها ستكون منطقة منكوبة وستتغير الخارطة الجغرافية والتقسيمات الإدارية
وسنشاهد مفهوما آخر للوطنية وسيكتب التاريخ بأنّ الإنسان أقدس من كلّ شيء.
ستبقى الرابطة كفكرة وكمجموعة من السوريين وغير السوريين تنافح عن الرؤية التي تحفظ
كرامة الإنسان وحقه كما وتحترم حقوق جميع المكونات السورية ، والرابطة تقرأ الواقع
الذي هو بحاجة إلى تجديد وتغيير في الكثير من المفاهيم التي لم تعد تتناسب مع عدد
تجاوز ال24 مليون نسمة...كلّ ما نريد قوله هناك أبجدية جديدة تُطرح في العالم على
خلفية تغير في المصالح العالمية وسوريا ليست استثناء بقدر ما هي المركزية لأنها
الألف والياء في الحراك السياسي العالمي .ونتمنى ألا تكون الحرب الكونية تنطلق من
إرهاصات والحركات الاهتزازية للبراكين السورية.لابد من القول تحيا سوريا ومجداً
للشهداء كافة.
نشكر كم على تجثمكم وصبركم وإلى اللقاء.
أجرى الحوار علاء أوسي
دمشق
17/6/2012م
سلاما لوطن ٍ أنت منه وإليه سلاماً لكَ منذ أن عرفتك في نهاية الستينات وأنت ترتل أناشيدك علينا في ثانوية أبي ذر الغفاري بالحسكة. سلاما للخابور سلاما