هل يستريح الجسم فيما اذا وقع بجب من الشوك فاصابه كثير من اشواكه ؟ كلا : لا يستريح ويهدأ مادامت تلك الأشواك في اعصابه غائرة تثير الشعور وتجني القلق . هذا فلقد دخل الشوك جسمنا الطري واقام فيه ، وانه لربما يقضي على جسمنا كله ويذهب بيحاتنا كلها فيما اذا اقام فينا طويلا .

حركوا ايديكم واقلعوه واخرجوه واجعلوه خارجا عن جسمنا بعيدا عن أعيننا . والآن : هل هذا الشوك شوك حقيقي نباتي ؟ كلا : ان البلاد العربية وهي جسمنا السليم مستعصيا في جب الجهل والكسل فاصابته اشواك يهودية سامة فقد خلت في عضونا فلسطين والآن لا يزال فيه شيء من الرجاء ـ

 فسوف يشفى اذا عولج ، ويقوى اذا شفي ، والا سوف يتلف ثم يموت اذا ما بعدت عنه تلك الأشواك . هل يستطيع الجسم الحي ان يعيش بدون رأس أو قلب أو معدة مثلا ؟ كلا لا يعيش وان عاش برهة لا يقوى على اخرى ؛ انهضوا لنداوي جرحنا البليغ ونطرد عنه الجراثيم الفتاكة ، حقا ان الجراثيم لا يقتلها ويبيدها الا المواد العادية المحرقة .  

وحقا ان اعدائنا اليهود جراثيم فلسطين لا يقتلهم ويبيدهم الا من عبس وتجهم وكشر عن نابه من رجالنا الاقوياء ، فلا اللين ولا اللطف والرفق يجدي نفعاً مع اقوام كهؤلاء ، فما علينا إلا أن نعصر جسدنا اللين عصرة فيها الشدة والقوة لتذهب تلك الجراثيم الفتاكة بعيداً ، وإلا وهم بنو اسرائيل ، تلك الفئة القليلة الشاردة قد وجدت فينا الضعف والهدوء فحلت في بلادنا .  

لننظر إلى عهد نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم بعد ان هاجر من مكلة الى المدينة واقام فيها ، وكان فيها قبائل يهودية ؛ وهم قريظة وبنو النضير وقينقاع فلقد عاملهم بلطف واحسان ولين لكنهم لم يحافظوا على تلك النعمة التي منها عليهم الرسول فقد نقضوا العهد وأخلو في الأمر فضرب على ايديهم ضربة قوية واخرجهم من المدينة ، واذا ما اقتدينا برسولنا الكريم وضربنا بيد من حديد على ايدي هؤلاء اليهود في فلسطين استطعنا ان نخرجهم منها وعم صاغرون واستطعنا ان نعيد فلسطين إلى مجدها الأول الباهر . مجلة ثانوية القلمون العدد 3 - آذار 1953 - السنة الخامسة