أرض خضراء نضرة مليئة بالورود تبهر الناظر بجمالها .. ترى الأطفال من حولك يركضون ويلعبون تغمرهم فرحة العيد .. منظر جميل مشرق لا يرى إلا في الأحلام .. الأحلام ؟؟ ..
حقاً إنه حلم .. حلم استيقظتُ منه حالما وطأت قدماي أنا وأولادي ساحة العيد .. هكذا يسمونها .. ساحة العيد .. حدثت أولادي عنها مراراً ورسمتُ في أذهانهم صورة جميلة لها .. انكسرت تلك الصورة عند أول سؤال استغراب طرحته ابنتي الصغرى ذات الخمس سنوات .. (بابا .. شو هاد ؟؟!!!) .. طفلة لم يلفت نظرها للوهلة الأولى عدد الألعاب والألوان المغرية وإنما الحجم الهائل للأوساخ والبقايا التي كست كامل مساحة تلك الأرض ..
بالفعل كان مشهداً رهيباً يدعو للدهشة والحزن .. هل نحن حقاً نسعى نحو بيئة نظيفة ؟! .. فضمن فعاليات الحملة الوطنية للبيئة والتي يشهدها القطر حالياً ، قامت الجهات المعنية بالترخيص لأصحاب تلك الألعاب وعشرات الباعة الجوالين باستخدام تلك الرقعة الكبيرة والممتدة بكافة الاتجاهات دون وجود أي ضوابط أو معايير بيئية واضحة وصريحة وحرصت على عدم توفير أي سلة مهملات أو حاوية قمامة أو حتى عمال نظافة .. أو استغلال هذا التجمع الهائل للأطفال لحثهم على النظافة أو بوضع لوحات أو إرشادات بيئية تذكرهم بضرورة المحافظة على البيئة ..
أوليس هذا الجيل هو جيل المستقبل ؟ الجيل الذي نعول عليه تغييراً حقيقياً في مفاهيم الوعي الأخلاقي والبيئي ؟! ألم نثبّت ونرسّخ في عقول هؤلاء الأطفال فكرة أن ما ترونه أو تسمعونه من فعاليات ومنتديات بيئية هي ليست سوى (بربغاندا) إعلامية دعائية ؟؟!!
لم أحدد في سطوري تلك عن أي ساحة أو محافظة أتكلم ، فقد ينطبق كلامي هذا على أكثر من مكان .. (والي فيه شوكة بتنخزو) .. وخير الكلام ما قل ودل.
أخي الكريم للعناية بالبيئة ونظافة البلد يتوجب على الدولة اتخاذ حلول جذرية لهذه الظاهرة الخطيرة والعمل المستمر في كل أيام السنة وليس الاعتماد على (حملات النظافة، والعناية بالبيئة) والتي تحدث لربما في السنة مرةً واحدة بلدنا رائعة الجمال إذا اعتنينا بها ، (ولكن للأسف كل قوانين العالم لن تكون ذا جدوى إذا لم يرغب المواطن بنظافة بلده) فلنبدأ كل منا ببيته أملاً ببيئة نظيفة وبلد أجمل. تحياتي للكاتب.