لا تسأل اللهَ أن يُحزنك حتى تملك
قلباً رقيقاً، وعيناً دامِعة، فرُبما يؤدّي تراكمُ الأحزان إلى قسوة في القلب،
وبَلادةٍ في الشعور...
ولكنْ سَلِ اللهَ أنْ يجعل لك قلبًا معتبراً عندما يرى الأحزان، وعيناً دامعة عندما
ترى مصيبة عظيمة تحل بأخيك الإنسان.
• ما ألطفك أيها البكاء!!
فلولاك لانفجرت قلوبُ كثير من الناس، ولولاك لحُبست دموع الأنهار في مجاريها،
ولولاك لما رأينا دموعا تقرّح الجفون، وتنطلق من المآقي كمن أصبح حرًّا بعد أن كان
في غياهب السجون.
• ما وجدتُ شيئًا يريح النفس كالبكاء، وما وجدت شيئًا يَقضي على الكبرياء كالبكاء!
• يُعذر الإنسان عندما يبكي لسبب ما، ولكنْ؛ عندما يبكي بلا سبب، فلن يَعذُره إلا
إنسان واحد: هو الذي اختلى يوما بنفسه، فسالتِ العبَرات، وانهمرت سحائبُ الجفون،
وأخذ يبكي حتى ملّهُ البكاء، ورحِمه النحيب، يبحث عن سبب لبكائه فلا يجد، ويحاول أن
يعلّلَ نفسه بعُذر مقْنع فلا يجد.
ثم يتذكر قول الله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} سورة النجم، الآية
43, فيعلم أن البكاء والضحك آيتان من آيات الرحمن.
• لا يستطيع الإنسان أن يبكي بعين، ويَضحك بالأخرى، أما القلب فربما يبكي ويضحك في
وقت واحد!
• أحياناً يحاولَ الإنسان أنْ يبكي فلا يستطيع، وأحيانًا لا يريد أن يبكي فلا
يستطيع أن يوقف تدفق سيل الدموع!!