syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الزواج... لا دين له...بقلم : حسام الزير

كم تصادفنا في هذه الحياة أزمات وهموم ومشاكل. وبفضل قوة عزيمتنا وإصرارنا على البقاء وأملنا الباقي تزول هذه الهموم وتصبح جزء من الماضي نتذكره وربما نضحك.

أزمة كأزمة سورية مثلاً. يتعجب المرء بقدرة شعبها على الصمود والثبات والصبر ويتعجب أكثر حين يسمع من أناس هنا وهناك صيحات التفاؤل بمستقبل سورية جديدة وقوية.


إلا أن بعض من يحارب التطور والتقدم لا يرون في المستقبل شيئا مهما. وينتظرون التشاؤم لتمتعوا بمزاياه ويعيشوا برفاهية الكذب.

هم أشخاص في الحقيقة تربوا على ألا يفهموا شيئاً، ويظنون أن كل شيء يتفوهون به هو الحق المطلق ولا شيء سواء.

أشخاص نصادفهم في حياتنا دائماً كما صادفتهم أنا.

 

فمنذ بضعة أسابيع تقدمت لخطبة فتاة من محافظة أخرى. فتاة كنت قد أحببتها لمدة تزيد عن سنتين وقررنا أن نكلل حبنا بالزواج.

وبتفاؤلنا بالمستقبل صنعنا خطط ورسمنا أحلاماً وقضينا أياماً نفكر فيها.

إلا أن الحلم أصبح كابوس بمجرد لقائي عائلتها (الكريمة) التي لا تستطيع كما يقولون (فك الحرف). جلسنا سوية جلسة أنس للحديث عن خطوات وترتيبات الخطبة بعد أن جابهت خطيبتي معارضة شديدة لي من قبل أهلها وذلك لأني من محافظة أخرى وظلت مصرة حتى رضخوا لرغبتها.

جلس أخوها (الشيخ) يتحدث عن تعاليم الدين الحنيف ويحضني على الالتزام به وبأصول الشريعة. فيما أبوها كان ساكتاً طوال الوقت لأعلم فيما بعد أن لا شخصية له.

 

وبعدها دخلنا في التفاصيل المالية ليخلع الأخ والأب حجاب الدين ويتكلم الجميع بلغة مادية غبية وضحلة ولا صلة لها بالدين.

فطلبوا مني مثلاً أن يكون مقدمها 500 ألف ليرة سورية مدفوع،وأن يكون مؤخرها أيضاً 500 ألف ليرة سورية. وأن أحضر لها ذهباً في ليلة العرس بقيمة 200 ألف ليرة سورية بالإضافة إلى لباسها وتجهيز الحفلة وما إلى ذلك.

وبدأ دوري أنا بالحديث عن الدين وتعاليمه وعن بساطته وتيسيره لموضوع الزواج فيما تنكروا هم من كل ذلك وبرروا موقفهم بأن العادات تفرض ذلك عليهم.

 

فكرت كثيراً وقلت في نفسي" لو أنني أمتلك هذه المبالغ لكنت تبرعت بها لأسر الشهداء مثلاً أو للمنكوبين المشردين بعيداً عن منازلهم المدمرة"

ثم قررت أني لن أوافق على هذه الشروط أبداً وبقي الموضوع معلقاً حتى هذه اللحظة.

 

ما أريد  قوله أن حالتي هذه تشبه حالات كثيرة سمعت عنها، حالات أقل ما يقال عنها أنها جنايات بحق شبابنا الذي لا يرغب في الانحراف.

فمتى ستسلط الأضواء على هذه العادات المتخلفة لتصبح قانونياً خاضعة للثواب أو العقاب؟.

 

2012-07-15
التعليقات
باسل
2012-07-16 12:34:10
الرق الحديث
صدقني يا اخ حسام حالتك متل حالتي بالضبط يلزموننا بالدين في كل شيء لكن عندما يحين دورهم يحلون عقده ويفتتحوا البازار وعلى مين يشيل بلا ما نتزوج سوريات ليش ضروري سوريات في كتير بلدان جميلات وملتزمات وقنوعات وفوق كل هاد ولائن بضل للزوج اكتر من السورية ولاحدا يقلي بنت بلدك اولى لو بنت بلدي حاسة فيني مابتعمل فيني هيك

سوريا
بسمة الحزن
2012-07-16 10:57:36
عادات!!!!!!!!
مابقا نعرف انو الانسان اغلا من المال ياعيني الناس وصلت القمر ونحن لسا "عادات وتقاليد" انا معك وياريت تتحدد هالعادات ضمن "قانون" وحاجتنا جهل

سوريا
حسام الزير
2012-07-16 10:35:49
االمشكلة الحقيقية
المشكلة انو الشب اول ما بينطق بكلمة زواج عم يطلعلو شي نص مليون ليرة مصاريف عرس ودهب وهيك امور.... لهيك انا قلت لازم الموضوع يخضع للقانون لانو بصراحة لا يوجد رادع ديني ينهي عم موضوع رفع المهر وغيرو.. اما بالنسبة للبنت فبهيك مجتمعات ما بيكون الها كلمة ابدا لان كلمتها بتعني كفر... اما كيف خلتن يرضخو لموقفها بالبداية ف بأكتر من مليون حيلة وبالاضافة للتهديدات بقتل نفسها او الهروب من المنزل.

سوريا
الصحفية ريما الزغيّـر
2012-07-16 01:35:04
الأهل من كوكب أخر
الاستاذ حسام تعاطفت مع قصتك كثيراً وشعرت بالحزن والأسى على الموقف الذي تعرضت له فعلاً وجعك هو وجع الكثيرين من جيل الشباب لكن الغريب هو تحليق الأهل في عالم آخر دون تفكير بوضع شباب اليوم الاقتصادي والأحداث التي نعيشها والأمر الغريب الآخر أن االأهل بهذه الأوضاع يجب أن تتهاون بهذه الأمور لا أن تجلد العريس أكثر مما تجله الحياة " عن جد غريب" بهذه الظروف بدلاً من أن يكون الأهل سعداء باستقرار ابنتهم وزواجها من شاب تحبه نراهم يعقدون المسائل ويتشرطون. كان الله بعونك. لكن يجب أن يكون لحبيبتك موقف.وفقك ال

سوريا
شب متلي متلك
2012-07-16 01:26:52
حالك من حالي
واله يا صديقي وضعي متل وضعك بسس الفرق انو الاهل كان اوعى من هيك بحيث نفس قيمة المهر رضيو تكون غير مقبوض فشايفلك لازم ندور على اهل قنوعين قبل البنت وشو ربك بيسر ونصيبك وين ماحدا بيعرف... الله ييسرلك امورك واموري و امور جميع شباب هالبلد المعذب الملتعن افطاسو .. والنصر لقضيتنا الزواجية بالحلال

سوريا
وسام
2012-07-16 00:27:54
ايه والله
يا زلمة معك حق , في مؤامرة على الشباب السوري من شان تحرمه من الزواج و المؤامرة كتير كبيرة

سوريا
سوري حر
2012-07-15 10:38:40
ثورة
من الواضح انه يلزمنا ثورة اجتماعية في سوريا لنقضي على غباء العادات. هذه العادات الثابتة في زمن متغير. فرفض الزواج للمغترب ، رفض الشاب بسبب المنزل ومنطقته او بناءاً على مادياته او مدينته. هذا وغيره من العادات جعل الشاب يؤخر ويؤخر مما يزيد من فارق الاعمار ويزيد من العنوسة للبنات. وفي النهاية يحرم الشباب والبنات من متعة العلاقة الانسانية من اجل هذه العادات البالية، او ينالوها بشكل محرم، على الرغم من يسر الاسلام.

سوريا