دوى صراخي . . . كقذيفة سقطت على الأحياء الموالية . . .نقاط كثيرة من دمي على الأرض . . . يا أنا كيف جرحت إصبعي . . . ضغطت على الجرح لتوقيف النزف وهرعت إلى الصيدلية لأضمّدها وأنا أحدث نفسي بضرورة أن لا أنسى أن أشتري حب الالتهاب كي لا يلتهب الجرح فحتى لو كان جرحي صغيراً إلا أنه قد يتجرثم ويلتهب ونكون بجرح سكين مطبخ وننتهي بما لا يحمد عقباه من الوقوع تحت رحمة الأطباء الذين لا يرحمون وكنت كلما زاد تفكيري بالموضوع تزداد قيمة جرحي وتكبر أهميته في نظري وأشعر بضرورة تعاطف الآخرين معي وإحساسهم بجرحي
دخلت الصيدلية محاولاً إظهار مدى ألمي لكن الصيدلانية التي أدركت عدم خطورة الأمر كانت مشغولة بعدة زبائن فوقفت أنتظر دوري مبدياً استيائي من عدم المبالاة التي قوبل بها جرحي ونزفي رغم أنني لففت إصبعي بالكثير من المحارم وطنطنت بمقدار الدم الذي نزف وبينما أنا أظهر تململي من اللامبالاة دخل إلى الصيدلية رجل تسبقه هيبته مرتدياً زيه العسكري فشعر جميع من كان في الصيدلية بهالة من الاحترام تمشي قبله فصمت من كان يتكلم وأفسح الطريق من كان يقف في المنتصف وأشرنا له بأن يدخل ليتمكن من الوصول إلى حيث يمكنه الحديث مع الصيدلانية معبرين عن فرحنا بإعطاء دورنا له وهو يعبر لنا عن شكره وامتنانه بحركة يده وابتسامته الصغيرة
سأل الصيدلانية هل لديك أنسولين سريع فالسكر لدي مرتفع ويجب أن آخذ إبرة أنسولين ليستقر وضعه
سألته عن نوعه هل هو( N ) أم ( R )
فقال لها لا أعرف
واتصل بالدكتور وفهمنا نحن المسترقين للسمع لمعرفة الموضوع انه من النوع ( N )
فقالت له الصيدلانية للأسف هذا غير متوفر حالياً ولكن يمكن لي تأمينه لك خلال عشرة دقائق فوافق واتصلت ربما بصيدلية أخرى أو مستودع أدوية وطلبت الإبر
ونسينا جميعاً أننا في صيدلية والتففنا حول هذه الهامة الشامخة و نسينا ألمنا ومرضنا وجرحنا
وقلت له بطبعي الحشري غريب كيف أن السكر مرتفع لديك
فقال بحزن نعم لقد ارتفع بعد استشهاد أخي الذي كان يخدم معي في المهام الخاصة
وأحسست بأن شلال من الحزن والدمع يريد أن يخرج من عينه وقد بنت رجولته سداً منيعاً بوجهه
فقال الحمد لله وتابع لم أشتكي من أي مرض قبل استشهاد أخي
فقالت له الصيدلانية فلما لا تأخذ استراحة فأنت مريض وهذا النوع من ارتفاع السكر يحتاج إلى مراقبة دائمة وقد يعطي نتائج سلبية وخطيرة جداً إن لم يتم أخذ الإبرة في الوقت المناسب وقد تصل إلى فقدان النظر أو الدخول في غيبوبة و الموت لا سمح الله
فقال لا يمكن أن أطلب استراحة في هذا الوقت ورغم استشهاد أخي فأنا حضرت الدفن فقط ولم أحضر العزاء إن الوطن في هذه المرحلة أهم من كل المتطلبات أو الحاجات أو حتى الحياة
فسأله مراهق وماذا عن الأوضاع الميدانية وهل صحيح إن المسلحين يسيطرون على مناطق كثيرة من البلد فشعرنا أن هذا الكلام قد استفزه لدرجة كبيرة
فقالت الصيدلانية دعوه يرتاح أنتم تضرونه من أجل الحصول على معلومات
فقال لها لا عليك فأنا متعود على هذا النوع من الأسئلة ولو كان الأمر بيدي لكنت كل ساعة أجريت مقابلة مع حماة ديارنا الشجعان ليقولوا للشعب الوطني المقاوم حجم المؤامرة ومدى صمود وشجاعة رجالنا وجبن ونذالة أعدائنا
وسأله المراهق كيف استشهد أخوك فقال عندما كنا نحاصر أحد الأحياء في حمص القديمة كان المسلحون يربطون إحدى المختطفات بحبل بعد تعريتها من كل ملابسها ويجبرونها على السير عارية في الشارع على امتداد الحبل وبعد ذلك يسحبونها من جحورهم التي يختفون بها وقد استفز هذا المنظر السرية التي أقودها فاقسموا أن لا يسمحوا لهم بإهانة سوريةٍ حتى ولو دفعوا حياتهم ثمناً لذلك ورغم أننا نعلم أن هذا التصرف الاستفزازي يعني أنهم قد حضّروا لنا كميناً ولكن الدماء غلت في رؤوسنا
فقال أحد الجنود رحمه الله وهو من دير الزور من سيذهب معي لإنقاذ هذه البريئة
فطلبت منهم أن يتريثوا قليلاً حتى استطلع الأمر فلم يستمعوا لي
وقال نفس الجندي سيدي دعنا نعتبر هذه المهمة اختيارية فمن يريد أن يذهب فليذهب
فقلت له ولكن أنا مسؤول عن حمايتكم وستنفذون أوامري
فقال لي سيدي لا يمكن للأوامر أن تقتل إنسانيتنا ولن نترك الحرص على حياتنا يحولنا إلى رجال قليلي نخوة
فقلت لهم هم يستفزونكم كي تتصرفوا بتهور فيستطيعوا الانتصار عليكم فوقف المجند الكردي وقال سيدي أنا سأذهب معه ولو ذهبنا وحيدين فوقف الشامي والحمصي والطرطوسي وأخي وصرخوا نحن معكم فرضخت للأمر
فقال الديري سيدي إن الله معنا وسننتصر
وتركتهم للحظات ووضعت خطة بسيطة ترتكز على إيهام المسلحين بأننا وقعنا بالفخ ومن ثم القيام بالمفاجأة باللحظة الأخيرة
فقلت لأبو حسين هل لا زلت تستطيع إصابة الحبل من طلقة واحدة
فقال عند عيونك سيدي قلت من سيتولى مهمة إنقاذ الفتاة
فقال الديري أما هذه فلي ولن اسمح لأحد غيري بذلك
فقلت له ولكن هذه أخطر ما في العملية
فقلت العملية تحتاج لعشرة عناصر يتقدمون ببطء وحذر ويظهرون أنهم يحاولون إنقاذ الفتاة وثلاثة عناصر يلتفون من خلف القناص وسبعة عناصر يهاجمون من الخلف بعد القضاء على القناص وتبدأ العملية عندما يصل حمد إلى اقرب مسافة من الفتاة ويستطيع حمايتها عندما يبدأ إطلاق النار فضرب حمد على صدره
وقال أنا لها فقلت لأبو حسين عندما يعطيك حمد الإشارة تنتظر حتى تصبح الفتاة ابعد ما يمكن عنهم وتطلق طلقة واحدة على الحبل وعليك أن تصيبه وهي ستكون الإشارة للثلاثة للبدء بالتعامل مع القناص الموجود في تلك الغرفة من الطابق الثاني
وبعد ذلك يتقدم حنا وعلي وسليمان وياسر ويفتحوا بأقصى سرعة فتحة في هذا الجدار مع إطلاق قذائف الأربجي على الباب من قبل العشرة المتقدمين ليظنوا أنكم ستقتحمون البناء من الباب وعليكم الحذر وبعد الدخول وسأكون أنا ومنصور أخي معكم سنقوم بإلقاء القنابل على القبو وعليكم الانتباه أنه على الأغلب في الطابق الأول يوجد مختطفون كثيرون في هذه الغرفة وهذه الغرفة ومددت يدي وقام كل منهم بوضع يده
ورددوا روحنا فداك سوريا
وتمت العملية ولم يستشهد إلا أخي الذي اندفع من الفتحة بقوة وقتل من كانوا يحرسوا المختطفين وحمد الديري الذي حمى الفتاة بجسده عندما حاولوا قتلها بإطلاق النار عليها عندما قُطع الحبل وقتلنا في هذه العملية أكثر من عشرين مسلحاً منهم الأفغاني والتونسي والتركي وقبضنا على أكثر من ثلاثين مسلحاً بعد جرح معظمهم بشظايا القنابل التي القيناها على القبو وحررننا عائلة وثلاثة شبان وأربعة فتيات والذي حز بنفسنا جميعاً أن الفتاة التي أنقذناها كانت تطلب منا وترجونا أن نقتلها وتقول لا أريد أن أجلب العار لأهلي أقتلوني أرجوكم
وهنا دخل فتى وأعطى الصيدلانية كيس أخرجت منه إبرة فآخذ منها السيرنك وقال لها أنا اضرب نفسي هذه الإبرة بشكل دائم فوضعت له الدواء في السيرنك وحاولت إعطائه علبة المعقم والقطن ولكنه تجاهل ذلك وشك الإبرة تحت جلده فظهرت زنوده المفتولة وبعد أن انتهى من ذلك قال شكراً لكم لا تخشوا شيئاً كلها أيام وسنعلن نصرنا على كل هؤلاء الخونة ومن يدعمهم فقد أعطيت لنا الأوامر بالحسم وقد حررنا معظم المدينة القديمة وأخرجنا الجرذان من جحورهم فمنهم من أرسلناه إلى جهنم ومنهم من تم إلقاء القبض عليه وسيحاكم لينال جزاؤه العادل
فقال الفتى المراهق وماذا عن دمشق يقولون أنهم يسيطرون على جزء كبير منها فقال يا بني دمشق عصية على أولئك المتمردين بائعي الذمة والضمير وقد قلت لكم قد أعطيت لنا الأوامر بالحسم على امتداد كل الوطن وما هي إلا أيام وستسمعون الخبر اليقين وسترون رايات النصر ترتفع في سماء الوطن كل الوطن
وذهب وودعناه ونحن على ثقة بأن الشعب الذي حماته من هذه النوعية لا يمكن أن يذل أو يهان وقلت في نفسي حماكم الله يا حماة الوطن. . . حمى سوريا بكم . . . وخرجت من الصيدلية وعندما وصلت إلى المنزل تذكرت أنني كنت مجروحا وذهبت إلى الصيدلية لجلب الدواء وشعرت أنني حصلت عليه ونظرت إلى جرحى وأحسست أنه قد اندمل ;
قلتلي مسلحين افغان واتراك وتونسيين مهيك,كا لازم رد عليك لو كنا باول الثورة في مين يصدقك....بس هلا قصتك كلها بتنفع لوحة ببقعة ضوء تبع السنة الجايي,نصيحة وفر وقتك وحاج تالف هالقصص,انت عم تحكي عن شعب ما تم في عيلة ما راح منها شهيد او معتقل,لكن على اخر العمر طيارات ميغ عم تقصف احياء سكنية بسورية!!! وجايي تقلي مسلحين من عدة جنسيات,ولك الحشرات والجرادين هربت من سورية من القصف العشوائي يلي عم يصير,وانت جايي تقلي اجانب!!ولك مشتهي شوف شبيح فهمان يعرف يزبط الكذبة شوي.
ها أنت يا عزيزي قد اتهمتني بالكذب والتشبيح لمجرد أن ما كتبته يتعارض مع ما تريده أما عن صدقي فأحيلك لقصة العاملات المختطفات من المشفى الوطني بحمص وأما عن المسلحين من الجنسيات العربية والأجنبية فاسمح لي أن أتمنى أن يكون مرتكبي المجازر التي تظهرها عشرات الفيديوهات ليسوا سوريين وأما عن الدم السوري فهو خسارة لكل السوريين ورحمة الله على الشهداء وأولئك لن يكون عرابهم برنارد ليفي ولا كلينتون ولا سعود الفيصل ولا الحمدين ولا أردوغان حمى الله وطننا من شرنا وكذبنا وفقدان عقلنا