حدثنا سعيد بن مسعود من بني الخزرج أنه جاء لمضارب قبيلتنا رسولٌ من الروم , وقد أحضر لنا رسالة من عظيم الروم هرقل بأمر من يوليوس قيصر يدعونا للمشاركة في الأولمبيات المقامة في بلادهم .
طبعا رئيس قبيلتنا كان مسروراً لهذه الدعوة و افتخر بنا لأن قبيلتنا استحوذت على جميع الجوائز عندما أقمنا دورة الأولمبيات السابقة في قبيلتنا , و أضاف بقوله : إننا بالتأكيد سنقوم باختيار أفضل الرياضيين و بنزاهة تامة حتى نحصد أفضل النتائج .
و بدأنا التحضير لهذه المشاركة و ركزنا على ألعاب المصارعة لأننا كنا نضمر أننا نحن العرب مشهورون بالرماية و السباحة و ركوب الخيل و أن هذه الرياضات مضمونة النتائج سنركز على باقي الألعاب .
كان لدينا في جميع المجالات الرياضية عدد من الرياضيين المتميزين , و قد احتار رئيس القبيلة من سيبعث في البعثة الاولمبية , فقرر عمل تصفيات تأهيلية من أجل اخذ الأكفاء و الأكفاء فقط .
أما في الرماية , و بعد منافسة شرسة احتل الابن الأكبر للقبيلة المركز الأول و بلا منافسة بعد تعثر جميع الرماة على إصابة التفاحة التي كانت على رأس الدابة , أما ابن رئيس القبيلة فقد أصاب الدابة من عاشر ضربة و أعتبر فائزاً بالتزكية .
و في السباحة فقد فاز ابن قائد العسس بعد تصدره منافسات قطع النهر بوصوله لخط النهاية لوحده بعد تغريق عفوا بعد غرق باقي السباحين في النهر علماً أنه كان يلبس فواشات .
و في ركوب الخيل فقد انتصر ابن أخ رئيس القبيلة رغم إيقاعه عدة حواجز و قيام الفرس بثلاث حرنات عند الحاجز الرابع لكن احتل المركز الأول لأنه أنهى السباق ضمن الزمن و بلا أخطاء .
و أخيراً في رياضة المصارعة فقد إعتذر بطل القبيلة عن المشاركة الاولمبية بعد إجباره على منازلة احد الأطفال في القبيلة و تم كسر ساق البطل و اعتزل الرياضة من بعدها , أما البطل الآخر قفد خسر النزال أمام ابن أخ حكيم القبيلة بسبب تأخره عن النزال و عدم تواجده في ساحة المبارزة عند موعد النزال , و قد تبين لاحقاً أنه كان محبوساً في خيمة تبديل الملابس و العوض بسلامته .
و هكذا اكتمل عقد المسافرين للأولمبيات من قبيلتنا و عدد المشاركين في البعثة ألفاً إلا خمسين ,خمسة لاعبين و خمسين مدرب و خمسمائة إداري و رئيس إتحاد كل لعبة و أبناؤه و أصدقاؤه و مرافقته و حوالي مئة مراقب و كشاش حمام واحد باعتباره الإعلامي الذي يغطي كافة الألعاب و يبعث الرسائل اليومية بالحمام الزاجل إلى القبيلة .
و قد استخدمنا للرحلة طريق (الصحراء العربية – بلاد فارس – بحر الظلمات - روما ) بدل استخدام طريق الحرير السريع (الصحراء العربية –روما مباشر) من أجل ضغط النفقات , بسبب هدر بعض أموال البعثة بمصاريف وليمة زعيم القبيلة التي أقامها على شرف المشاركة و تحدث فيها قائد البعثة أننا ذاهبين لروما لحصد الانتصارات و ليس للمشاركة فقط .
و بعد وصول بعثتنا كآخر بعثة تصل من القبائل المشاركة أكتمل عقد البعثات .
و بدأت المنافسات في اليوم التالي و قد شارك لاعبونا الأشاوس في جميع المسابقات , و لم يفلح منهم من الوصول للأدوار النهائية , بسبب الفرق الواضح بين مستوى لاعبينا المشاركين و لاعبي الفرق المشاركة و خصوصا البلد المضيف , و قد علّق رئيس البعثة عن عدم فوزنا بأية منافسة أن لاعبينا من فئة الناشئين و قد لعبوا مع لاعبين أكبر عمرأً و أكثر خبرة , و تحدث أيضاً أننا أثرينا الأولمبيات بحضورنا و خبرة المدربين و المراقبين و إملاءنا لمدرج الكولوسيوم بوفودنا التي تابعت جميع المنافسات و بلاعبينا الذين كسبوا شرف المحاولة .
و بهذا عُدنا لقبيلتنا بخفي حنين آملين أن نعوض في الأولمبيات القادمة.