عندما استلم باراك حسين أوباما منصبه نشأ خلاف في أروقة السياسة الشعبية في العالم العربي فمنهم من توسم به الخير باعتبار أن الرجل له أصل إسلامي ومنهم من قال لا يمكن أن يأتينا خير من سياسي أمريكي لأنه في النهاية مجرد واجهة لمجموعة لوبيات عالمية منها اللوبي الصهيوني!!
والغريب أن لغطاً كبيراً كان يحيط بالرجل أثناء حملته الانتخابية, خصوصا فيما يتعلق بمصداقية انتمائه المسيحي, وحتى هذا اليوم هناك من يستمر بالتشكيك في هذا الانتماء ولكن مع كل هذا الشك استطاع باراك حسين أوباما الوصول إلى سدة الرئاسة بفارق كبير!!! عن منافسه الجمهوري ليصبح أول رئيس لأميركا ذو أصول أفريقية مع مميزة إضافية( من أب مسلم!! )
ثم سارع الرجل إلى زيارة مصر وليس أي بلد خليجي حليف و ذو نظام مسلم!!! وتوجه من منبر القاهرة بكلمة وجهها إلى العالم الإسلامي فتنفس المسلمون الصعداء واستبشروا أنه أخيراً أصبح في البيت الأبيض من يفهمنا و يحترمنا و اللعنة كل اللعنة على عائلة بوش الصليبية, ومضت سنتان ولم يأتنا من الرجل جواب حيث أوضح أنه فشل مع اسرائيل في دفعها إلى إيقاف الإستيطان واستئناف مفاوضات جدية, تضع حداً نهائيا للصراع العربي الاسرائيلي!!
ثم جائنا البطل المقدام من أبواب الديمقراطية
الأمريكية وهو عضواً في الحزب الديمقراطي!!! وأقبلت قوافل الإخوان المسلمون من كل
حدب وصوب مصطحبة القافلة السلفية ليدخلوا إلى مراكز قيادة العالم العربي من البوابة
الديمقراطية الأمريكية وتحت مباركة مباشرة من باراك حسين أوباما الذي قام بلفظ
حلفاء أميركا المخلصين لعقود مضت!! وتركهم لملاقاة مصيرهم المحتوم, وهو المصير الذي
سيواجهه كل من تنتهي صلاحيته بالنسبة للمصالح الأمريكية!!! والسؤال اليوم هل دخل
المسلمون من البوابة الأمريكية أم أن الأمريكيون هم الذين دخلوا من البوابة
الإسلامية؟!!!! راجعوا!! تفكروا!! ثم أجيبوني إذا سمحتم.
لقد دخل الأسلاميون من النافذة الآمريكية ليفتحوا الأبواب على مصاريعها للأمريكيين الذين يبحثون عن مصالحهم القومية فقط ونحن نتوهم ونحلم ونعيش نفاقا" كبيرا" نريده لأنفسنا ولكن بواجهة دينية أسلامية نستخدمها لأخفاء عيوبنا وتبرير أفعالنا وبسط نفوذنا وتحقيق ملذاتنا, آن لكم أن تستفيقوا من غفوتكم ,لقد بدأ الحلم الجميل يتحول الى كابوس مرعب يرتع أرواحنا وأوطاننا.
فعلاً يبدو أنها مؤامرة مدروسة, والله أعلم ماذا ستكون نتائجها؟! كل حدث يحدث كل يوم ينبئ بمستقبل أكثر اضطراباُ و تمزقاً للأمة العربية و الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله