التصوف الإسلامي: جزءا أساسيا في تراثنا العربي الإسلامي، حيث تبوأ مكانا هاما في الفكر العربي الإسلامي.
- فالتصوف ليس ظاهرة إسلامية خاصة، بل إن جذوره وعروقه لتمتد في أي فكر ديني.
اختلفت الآراء عموما إن حتى كثيرا من الدارسين، ربطه بأصول غير إسلامية!! كالمسيحية والهندية والفارسية والفلسفة اليونانية، ورأي آخر يرفض هذه الصلات جملة وتفصيلا!! ويرده، إلى أصوله الإسلامية، ومنابعه الأولى (القرآن والسنة).
-وفي تعريف التصوف الإسلامي جاء: هو مقام الإحسان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وقد أطلق اصطلاح التصوف على الزهاد ، والفقراء ، والعباد ، والملهمين ، والمحدثين ، والسياحين ، والملامتية ، وأهل العزلة ، وأهل الصمت ، وأهل الخلوة ، وأهل الذكر ، وأهل الإرشاد . وللتصوف الإسلامي تعريفات كثيرة كلها ترجع إلى معنى واحد هو الإحسان والخلق والتقوى وطلب الكمال.
- لم يعرف تاريخ التصوف الإسلامي شخصية مثيرة للجدل، مثل شخصية( الحسين بن منصور الحلاج)، كفّره البعض، فيما قدّسه آخرون، ونسبوا إليه الخوارق، أحرقت كتبه ومدوناته !! وحتى جسده ونثر الرماد في نهر دجلة وكان ذلك في زمن الخليفة العباسي( المقتدر في الله)، وكل ما كتب عنه يظهر أنه كان" زنديق"... لقب بالحلاج لكشفه أسرار القلوب (حلاج الأسرار)، ومنهم من قال بسبب مهنة أبيه في حَلج القطن.
- إن صرخة الحلاج كانت مدوية أن يعود الناس إلى الأساس الأول .. الإسلام توحيدا صافيا .. عمل خالص لوجه الله تعالى، أن يتخلى الناس عن المذاهب، لأنها حجبتهم عن الجوهر!! الله سبحانه، لن يقبل من الناس عبادتهم، إذا اختلت سياستهم وفسدت أخلاقهم!! ثم استكانوا للبغي والفساد!! وقيل كما اتهمه خصومه، بأنه يقوم بأعمال السحر والشعوذة، وتحضير الجن!! الصلاة عند الحلاج: هي المعراج ونقطة الوصل، الذي يصل النفس مباشرة مع الله، وقراءة القرآن، عنده إنما تكون بإحساس ومشاهد، فكأن الله جل وعلا يتلو على لسان القارئ!! أو كأن القارئ يستمع إلى الله سبحانه وتعالى!! من أقواله :
لن يقبل الله عبادة عابد ... تحت ظل حكم فاسد.
لا يجوز لمن يريد غير الله ... أو يذكر غير الله، أن يقول عرفت الله
. ومن عبد الله لنفسه ... فإنما يعبد نفسه!!
ومن استصحب كل نسك في الدنيا والآخرة... وهو جاهل لا يقرب من الله أبدا.
وقام على محاكمته شيخه المباشر والذي هو أعلم به وقد أقر بتكفيره و وجوب قتله ليس لأنه كفر أو زندق لا سمح الله وإنما لدرء الفتنة عن عامة الناس لأنهم أصبحوا يسمعون الحلاج يقول "أنا الله" الأمر الناتج عن تلاشي نفسه وعدم رؤيته غير الله بالإضافة إلى طلب الحلاج بنفسه أن يلتحق بالرفيق الأعلى وهنا تم إعدامه و وأحرق و نثروا رماده من شدة محبة الناس له فخافوا أن ينقلب تقديس الناس له إلى الكفر!! بحسب رأيي فإن منهج و مسيرة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي الأقرب لنا لكي نعقل و نتفهم التصوف بالإضافة إلى الغزال
التصوف ليس مجرد تراث وإنما منهج يحبه أصحاب القلوب الرقيقة ويسلكون هذا المسلك تقرباً من الله عز وجل, ولما كانت لكل نفس الطريقة المناسبة للتقرب لله عز وجل فإن التصوف أحد تلك الطرق!! وقد دخل عبر الزمن كثيرون من المحرفين و المدعين في منهج التصوف والذين أخذوا بالتواكل وتمثلوا في الظاهر وغيروا في العقائد!! أما الحلاج فهو حالة فريدة قد تلاشت نفسه وسقطت من وطئ قوة الفتوحات الربانية عليه وأصبح يرى الله في نفسه دون أن يرى نفسه مما جعله يهذي وهنا طلب الالتحاق بالرفيق الأعلى! وقام على محاكمته شيخه الأعلم به
( الأديان ليست سبب الجمود.. والتخلف والمراوحة في المكان!!! ) - إن الإنسان تلقى من الله تعاليم طاهرة من خلال الأديان السماوية التي أنزلها علينا.. فكيف لنا أن نلوثها وندخلها في الأمور السياسية - قلة او عدم التحديث ونطوير الوطن..والتصنيع..لبس سببه الأديان.. بل الحكومات..ووضع الشخص المناسب.. والعالم المناسب في المكان المناسب.. والديمقراطية وحرية التعليم والعبادة..والمواطنيين كلهم سواسية.. والقضاء العادل.. فدولة الهند يوجد فيها 100 ديانة وهي متقدمة.. وكل التقدم وسبب ذلك هي ان تحكم بالعدل