أجلس اليوم في غرفتي المظلمة ذات النوافذ المغلقة جاهدا أن أصم أذني عن تلك الأصوات الناشزة التي لا يخجل أصحابها من ذكر اسم الله على ألسنتهم القذرة-تكبير...الله أكبر..الله أكبر-...أحاول أن أصرف عيني عن الخراب الذي التهم الشوارع ،عن منظر اللحى النتنة ،عن منظر المُدى الآثمة. أحاول أن أملأ الغرفة برائحة العطور، علّها تطغي على روائح الدم والموت المخيمة في الخارج....
أسئلة تأكل رأسي... هواجس تهجّر حمامات روحي و تقلق مضجعي...
-هل إنتهى زمن الفرح ؟؟هل أتى ملك الموت و قبض روح العيد؟؟هل هجرتنا السعادة و تركتنا فريسة للمجاعة بعد أن كانت خبزنا اليومي ؟
-هل نسيت أننا كنا للفرحة ياسميناً و للمجد غاراً؟!
-هل اصبح مستقبلنا مرهونا بأدران شعر لحيتك الشعثاء؟
أم أن شاربك المحفوف بكل ما يحمله من ارث اجرامي ،أصبح صك غفران لنا نحن الخطاة؟!!
هل تعتقد أنه آن للشام أن تدفن سيفها الدمشقي و أن تستبدله و مجده بسكينك الهمجي الذي يقطر من دمنا؟!!
كم أنت واهم يا صاح ...و كم أنا في حيرة من أمري...
ملاك و شيطان يشاطراني ظلمة غرفتي...
الاول يقول لي هيا أحضر موس الحلاقة و الصابون و اتبعني لنشذّب له ليحته و نطهرها و ما تبقى من دماغه من عفن جهله و براثم وحشيته،على أمل أن نعيد له شيئاً من ملامح الإنسانية!!!
و الآخر يقول لي نعم أحضر الموس و ملقط الشعر و هيا ننتف ذقنه شعرة شعرة و من ثم نهمّ بحلاقتها و أنا أتكفّل بأن تنزلق يدك بفعل الصابون فيدّك موسك عنقه!!!على أمل أن نقتلع جذور الوحشية من رحم الإنسانية!!!
-كيف لي أن أثق بالملاك و أن أصدق أنك ما زلت تحمل في داخلك شيئاً من الإنسانية؟!
و لكن كذلك هو الحال مع صديقي الشيطان كيف لي أن أصدق أنه يريد بفعلتي هذه أن نحافظ على قدسية الإنسانية بأسمى معانيها؟!!!
على الرغم من أنني أميل ولو قليلا لرأي صديقي الشيطان،و لكن أستميحكم عذراً، اسمحوا لي أن أقول لكم "فلتذهبوا جميكم إلى الجحيم!!!"
ان فهم ما يحدث يحتاج الى رؤية صحيحة والا فانه يتكلم خطأ ويخطط للفشل المشكلة في سوريا طبيعية نتجية اختلاف فهم الرجال السؤال على ما يتوحدون مرحلية وما رؤاهم لسوريا والعالم ارجو ان يذكر كل شخص محاسن الاخر كنقطة بداية وان يعيشوا حياتهم بكرم والعكس البخل الذي يجعل حياة سوريا والعالم جحيما الحل اشبعوا غريزة البقاء بالكرم وليس بالبخل لان خيرات العالم وفيرة جدا ولا للبخل والانانية والجشع اذن تفكروا !!
ما زلت متيقنة ان الاسلام دين فعل قبل القول وما زلت متيقنة أن التسامح ديدن الاسلام وقد بنى ما بناه لأنه نتاج عصارة الديانات السماوية مجتمعة ..فلا يوجد هدر حقوق ونلحقها بعبارة ( الله أكبر ) فقد تنزه ـ سبحانه _ عن دعوة لاراقة دم او هدر حق مهما صغر .ولسنا هنا باستعراض للآيات القرآنية وليت المجال يفسح للزمنا من دينا ما وضح وليس ما تشابه منه فليس من صفات المسلم الايذاء باللسان او اليد واماطة الاذى عن الطريق وتفريج كربة عند الله لها ميزان حسنات كبيرة اما ما نراه اليوم تحت ستار الدين يندى له الجبين ..