هل تذكرين ...
كم رقصتِ بين جفوني كالاطفال
وكم قفزتي في احراش كفوفي كالغزال
وكم لعبتي وكم تأرجحتي على ذاك الزندْ ..
وكم عددتُ أصابعك ِ
وفي كل مرةٍ بعد الالف
أعود فأخطئ بالعدْ ..
فأعيد من جديد محاولتي
بدون كسلٍ وبدون خوف
وأحصي أصابعك ثانياً وثالثاً وعاشراً بكل جِـدْ ..
هل تذكرين ...
كم شممتيِ الياسمين في صدري
وكم لوّنتي بالأخضر أذيالَ شِعري
وكم سنبلةٍ شقراء غرستي على خصري
وكم تشاقيتي ذاك المساء
بكل غزلٍ وبكل عِندْ ..
هل تذكرين ..
وكم مرةً سرقتي مني دفتري
وكحلمٍ على قدمينِ مِنَ المرمر مِنيَّ يجري
وكم اختبئتي بين اصابعي كحجر النردْ ..
وكم كتبتي على جبيني بأصابعِ الطبشور حكاياكِ
ورسمتي الخرائط على اكفّي بكفاكِ
وكم مسحتي دموعاً
عصرتها الرموش بين صدٍ و رَدْ ..
وكم غفوتي وكم لهوتي
كالفراشات حولي من كل صوبٍ وحدبْ
تدورين حول أقماري
تُخربطين أسفاري
فتمسحين طريقي وترسمين الف دربْ
فترسمين من جديدٍ وجودي
وتعانقين بين جفوني الهدبَ بالهدبْ
وتنحتين على جسدي ألف صحراءٍ وألف جردْ ..
هل تذكرين ...
كيف كانت تولد احلى القصائد ؟
وكيف كانت السطور تذبل خجلاً بين أقلامي ؟
وكيف ازهر بالشقائق تحت رأسي قماش الوسائد ؟
وكيف رحتي تترجمين بالحبق أفكار وحلامي ؟
وكم نثرتي حروفي فوق شفاهي كأزرار الوردْ ..
تقطفين أجمل الكلمات من أفواهِ قصائدي
تغارين على صدري حتى من قلائدي
وتُـغرِقين صفحاتي ببحور الشهدْ ..
كألف نجم يسقط من حضن السماء
كإمراة ذابت فيها كل النساء
إعصاراً يضرب كل حدودي كبرقٍ ورعدْ ..
ليشعل كل ثوراتي
وكل احتمالاتي
وكل انفعالاتي
يعرببش كالياسمين فوق ابتساماتي
ويقود قوافل الدماء فيني
وبتشرب في شرايني وتحت الجلدْ ..
يوقد بركاني
يفجر بَوحَ القهوة بفنجاني
ليصنع من كفري بدين الحب إيماني
ويخلط نيراني برياحٍ من ثلج وبردْ ..
كالموج يخترق رمالي
يكتب عني كما لم يكتبني احد
يهدمني .. يبنيني ..
يقلعني من شرشي وقد
يُحيني ويقتلني بكل جزرٍ وبكل مدْ ..
فأكتبتكِ كما لم يكتبكِ قبلي عشق وغرام
فأعجنك بماء الوردِ وخمرِ المُدام
بنبض ٍ بسحرٍ فاق كل حدْ ..
إنه يا حلوتي ذات المساء
وذات القمر في جيبي
وذات العشق وذات الدماء
وذاتُ السحر ولم يكن بالعشقِ عيبي
وتلك ذات النجوم التي ترامت من سُــكرِها على ذات الخدْ ..
إنه نفس المساء
لكنه ليل يموت على اطرافه صبحي
ومعركة كسّرت في رحاها رمشي ورمحي
وملحمةً يموت في عتمها كل قَـسَمٍ وكل وعدْ ..
حتى ارتميت هنا بدون ياسميني
وبدون دمشقيّ
أحيا وأرقب أخر ألوانِ سنيني
وكل مايفوح مني ... نزيف الرندْ ..
كتبتي فأبدعتي .... كلماتك اكثر من رائعة ومرور اعتز به على مساحتي المتواضعة ... شكرا لك .
حتى ارتميت هنا بدون ياسميني ..احيا و ارقب آخر ألوان سنيني .. رائع يامن . و بزيدك معلومة ,,, تحول لون الياسمين فلم يعد أبيضا كما عهدته .. فقد بات أحمرا
هو ذاك الدمشقي الذي أغواني لا بمال لا بعطر بل بزنود سمر ترسم الورود كل ليلة على خصري وتلهاني تطلب من جسدي ألف حلفانٍ وحلفانِ.. هو ذاك الوهم الحقيقة البعيد القريب الذي ينام خلسة من عيون الناس بين أحضاني.. إن غرّب قلبي يوماً أو شرّق نحو الوديان ألقاه كالصخرة في وجهي يركض حتى يلقاني يناديني لا تنامي إياكي أن تنامي لا تفكري يوماً أن تنامي إلا بين أحضاني هو ذاك الوحش المريع الطفل الوديع الذي أعشق شراسته وأعشق وداعته أنساني كل العالم ولم ينساني. فتحت جروحاتي يا سيد يامن شو بعرف اكتب ولا بدي دورةعندك!
بقلوب بيضاء كقلبك صديقي العزيز سيبقى الياسمين ابيض ان شاء الله