syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
بطاقة معايدة...بقلم : الاستاذة فرزت جعفر

ياأبناء الوطن والعروبة والاسلام وجميع الأديان والأطياف لا أدري لمن أوجه بطاقتي هذه وفي مناسبة هذا العيد الحزين.


سأخاطب العقول أولاً علّني أجد من خلالها الوعي الكافي والادراك السليم لما يجري على هذه الأرض المقدسة أرض الأولياء والصالحين أرض آبائنا وأجدادنا الكرام المتقين اللذين ضحوا بالغالي والرخيص ليبنوا لنا مجد العزة والكرامة واليقين ولكن للأسف الشديد لم أجد إلاّ عقولاً مغلقة كتب عليها لن تفتح إلا للطعام والشراب والملذات الشخصية الخاصة فحزنت لأمري هذا واتجهت ببطاقتي هذه لأخاطب من خلالها العيون علّها ترى نور اليقين وتبصر دموع الثكالى واليتامى والأطفال والأبرياء والمساكين اللذين يموتون قهراً تحت أنقاض الدمار والتعذيب

 

ولكن للأسف لقد سكرت أبصارهم ولم تتفتح عيونهم إلا لرؤية القتل والغدر والتدمير وما يمتعها إلا رؤية دم الأبرياء والأطفال تجري تحت أقدامهم فحزنت لأمري هذا وقررت أن أوجه بطاقتي لأخاطب من خلالها الآذان علّي أجد من يسمعني ويستجيب لأمر ربي الذي قال في كتابه العزيز: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقو" ......... وقوله أيضاً: "ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله الا بالحق" ..........  

 

وقول رسولنا الكريم (ص) "من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميع"، ولكني لم أجد إلا آذاناً صمّاء قد أغلقت بوجه الحق ولم تعد تسمع إلا صوت القنابل والمتفجرات خاطبت نفسي قائلة إذا لم يستمعوا لقول الله ورسوله فأين أنت من ذلك؟.................ثم عدت لأوجه بطاقتي هذه الى هذا القلب علّني أجد عنده شيئاً من بقايا الفطرة الإلهية التي فطرنا الله عليها ولعلي أجد ثغرة صغيرة أعبر من خلالها لأخاطب هؤلاء ولكنها كانت الصدمة الكبرى  لقد خاب أملي ونفذ صبري حتى الفطرة الإلهية قضيتم عليها لقد أصبحت قلوبكم كالحجارة بل أشد قساوة لقد انتزع منها الرحمة والانسانية والعاطفية الربانية ولم تعد تدق الا لصوت الباطل والفتنة والضلال ولا يمتعها الا رؤية القتل والعنف والدمار لقد ضاع أملي فيكم لقد ذكرتموني بقول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.........................فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

فقررت أخيراً أن أوجه هذه البطاقة مع الوصية لهؤلاء الأطفال الأبرياء رجال المستقبل ونسائه فما زالت قلوبهم فتية وأيديهم بريئة وعيونهم مملوءة بدمع الحزن والألم لما روْوه ولمسوه بأم أعينهم علّهم يتمردون على ما اقترفته يد آبائهم ويعيدوا لنا تاريخ أجدادهم وأجداد أجدادهم ليحيوا مجدهم التليد وليعيدوا لأذهان العالم أجمع تاريخ العرب المجيد فلم يبق أمامي إلا بصيص نور أمل عند هؤلاء فسأسلمهم وصيتي ورسالتي وأقول لهم هذه الأمانة بين أيديكم فصونوا الأمانة وأدوا الرسالة وابتعدوا عن الدرب الذي سار عليه أباؤكم وعودوا لتُحيوا تاريخ أجدادكم ولتعيدوا لأذهان العالم أجمع تاريخنا التليد........................

فنحن بكم متفائلون وبوعدكم واثقون وإننا لمنتظرون..............

 

أما أنتم يامن دمرتم البلاد وحرقتم القلوب والأجساد فلا يسعني إلا أن أقول لكم إن لله وإن إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

2012-08-27
التعليقات
د تيسير
2012-08-29 11:39:23
عيد سعيد
كل عام وانت بخير عزيزي الكاتب مقال جيد وانني ارئف لحال هذا البلد كيف دمر وكيف هلك اهله لاجل غايات شخصية ولاجل افراد دمر مجتمع كامل من اجل حفنة من المرتزقة تحكمهم المادة انا معك من نعايد ان العقول التي تخاطبها جنت ولم تعد تستوعب احد من هول الفاجعة التي المت في بيتنا واما البصر فقد اغشي عليه من شدة دخان المدافع والقنابل وقذائف الطائرات واما السمع فانثقب غشاء الطبل من اصوات التدمير والقذائف اما القلوب فقد ماتت واصابها الاحتشاءات لكثرة ماشاهدت من مناظر تقشعر لها الابدان ومن رائحةالموت حتى المستقبل

سوريا