نعم انه سؤال هام و محير و لكن الإجابة ليست هي الوحيدة كما يقولها الكثيرون، دعم المقاومة.
يوجد سبب آخر القليل من يتحدث عنه، و أظن أنه هام و لا يقل بالأهمية عن السبب الاول و احيانا من الممكن أن يكون أهم.
و هو المرجعية الدينية الاسلامية الموجودة في سوريا.
يوجد سبع مرجعيات دينية رئيسية للمسلمين، خمس منها لأهل السنة و اثنتين لأهل الشيعة.
مرجعيات أهل السنة : مكة المكرمة – الشام (دمشق) – اليمن – الأزهر (القاهرة) – بغداد.
أما مرجعيات أهل الشيعية هي بغداد - ايران.
من الملاحظ إن القوى الي تريد تفتيت الأمة الاسلامية قد اخترقت و بشكل من الاشكال أربع مرجعيات لأهل السنة ( مكة المكرمة – اليمن – القاهرة – بغداد )
لذلك بقيت الشام هذه المرجعية التي تحبط مخططاتهم في تفتيت الأمة الاسلامية و هذا الهدف لسياسات الدول الاستعمارية منذ زمن بعيد. و من هنا جاء الأمر و نهاية الخطة ليس بتغيير النظام السياسي الداعم للمقومة بل الداعم ايضا لهذه المرجعية التي تقبل بالحوار و تقبل كل من يخالفها الرأي بأسلوب انساني و حضاري، و ليس كما يروجون له بان المرجعية تدعم النظام.
لقد تكلم رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور البوطي في أكثر من مرة (منذ عشرات السنين )عن مخططات الغرب في القضاء على الاسلام منذ الحرب العالمية الثانية و حتى قبل هذا التاريخ او بعده، و كانت دائما مخططاتهم تدور حول القضاء على الاسلام و كانت النتيجة التي وجدوها مناسبة هي من الداخل اي الحرب الطائفية.
و كانت سوريا حكومة و شعبا من الواقفين بوجه هذه المخططات منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران و الدور الهام الذي لعبته سوريا في منع هذه الحرب الطائفية و التقارب بين جميع الطوائف الاسلامية و غير الاسلامية و الموقف من الحرب بين العراق و ايران.
و إذا عدنا إلى المجازر العثمانية المرتكبة بحق الأرمن في بداية القرن الماضي و التي ذهب ضحيتها أكثر من مليون أرمني، و طريقة رد المسلمون العرب في بلاد الشام، يؤكد أيضا مصداقية هذه المرجعية الدينية في سوريا، من خلال رفضهم لهذه المجازر الهمجية، ومساعدتهم للضحايا.
ذلك كان لا بد من القضاء على هذه المرجعية التي لعبت دائماً أدوار ريادية في حل الأزمات ذات الطابع الديني في مختلف أرجاء العالم لما تمتلكه من راجحة عقل و سداد الرأي.
نعم هذه الحقيقة و التي للأسف مهملة و غير معروفة من قبل الكثير، فإذا عدنا بالتاريخ إلى مشكلة الشيشان و البوسنة و الهرسك و أفغانستان و ما يحصل في نيجيريا، و عملنا مقارنة بسيطة لكيفية تعامل المرجعيات السنية مع هذه المشاكل و كيفية حلها لعرفنا الحقيقة.
لمعلوماتكم في روسيا 25 مليون مسلم و يوجد أكثر من 800 مجموعة و مؤسسة دينية سلفية وهابية تحاول الدخول إلى المجتمع الروسي، فهل يمكننا أن نتصور ماذا سيحصل لو أنهم نجحوا في هذا؟؟؟ او في دول أسيا الوسطى او حتى في الصين؟؟؟ هذا قد يوضح الموقف الروسي و الصيني بل يؤكد أنهم لا يدافعون عن الرئيس بشار الأسد أو مصالح سياسية أو اقتصادية، بل دفاع عن الكيان و الوجود ( حسب معلوماتي الخاصة العديد من هذه الدول و منذ عدة سنوا منعوا طالبي العلوم الشرعية من التوجه إلى بلاد الحجاز – القاهرة – اليمن و ذلك لمعرفتهم بالعقائد الجديدة السلفية التي يتم تعليمها و الهدف منها).
إن ضمان وحدة الأمة الاسلامية هو في ركائز الأمة الثلاث سوريا – العراق – ايران.
(2) ماذا جرى في آخر 30-40 سنة؟
في الفترة ما بعد حرب تشرين التحريرية 1973 كان قد تبلور دور دول الخليج في المنطقة العربية بشكل خاص و الاسلامية بشكل عام. الفقر و الجهل.
لقد قامت دول البترودولار، طبعا عوضا عن دول الاستعمار (الكيان الصهيوني – امريكا - اوربا) و تحت غطاء الحكام العرب الذين ابقوا بلادهم في حالة نادرة من الفقر و الجهل بنشر التعاليم التكفيرية، نعم و ذلك عن طريق شراء المؤيدين نعم شراء بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
اذا نظرنا الى الوضع الاقتصادي و التعليمي في ثلاث دول (اليمن – مصر - الاردن) نلاحظ انتشار هذه الافكار التكفيرية و كذلك الامر في باقي الدول العربية بنسب متفاوتة.
الهدف من هذه التيارات التكفيرية الحرب الطائفية و القضاء على الاسلام ثانيا حماية الكيان الصهيوني و ثم أمن دول البترودولار.
(3) عجائب القرن 21
- الاخ المسلم أصبح عدواً و يحل قتله و الصهيوني الغاصب صديقاً لا بل أخاً.
- الجهاد في كل مكان ( ابتداءً من افغانستان و حتى سوريا ) ولكنه محرم في فلسطين المحتلة.
- المنتحر (البو عزيزي و غيره) أصبح رمزاً للثوار المسلمين و من المحرم أن يكون أي شهيد فلسطيني رمزاً.
- الممالك و الأمارات تعلم الجمهوريات الديموقراطية و الانتخابات و الحريات.
- النصرة للأخوة المسلمين في كل مكان و لكن ليس للأخوة العرب المسلمين في فلسطين.
- الذين يحاربون العرب و المسلمين منذ قرون (فرنسا – انكلترا - امريكا ...) حتى انهم يمنعونهم في بلادهم من أقل الحريات الدينية، يخاوفون الآن على العرب و المسلمين.
- ما يحصل في اليمن اسمه أزمة أما ما في سوريا ثورة.
- تدهور الاوضاع في جميع البلاد العربية الي شهدت " ثورات" على عكس كل الثورات في التاريخ.
- التفكير بسقوط سوريا و سقوط قائد العرب بشار الاسد.
(4) الجولان
من النقاط الهامة التي يجب ان تصل للناس و أن يعرفوا الحقيقة لكي لا يتم استغلالها من قبل قنوات الكذب و سفك الدم السوري هي قضية تحرير الجولان.
إن هذه القنوات الكاذبة تعتمد و بشكل أساسي على عدم معرفة العامة للحقائق و للأمور التخصصية، نعم هذا هو أسلوب الاستعمار و أدواته.
لماذا لم يتم تحرير الجولان؟ سؤال من حق كل شخص أن يسأله. و لكن من حق كل شخص أيضاً أن يعرف بعض الحقائق بل المستوى الأدنى من الحقائق.
في حرب تشرين التحريرية 1973 نعم تم تحرير الجولان و أراض محتلة كثيرة، و لكن و بعد خيانة السادات و الدعم الكبير (الجسر الجوي بين أوربا و أمريكا من جهة و الكيان الصهيوني من جهة ثانية) للكيان الصهيوني، تم جمع كل قوات الصهاينة على الجبهة السورية و شن هجوم معاكس، و في هذه الفترة تراجعت قوات الجيش العربي السوري وجاء دعم عربي من العراق و المغرب السعودية، و لا ننسى ايقاف النفط من السعودية او ربما التهديد بإيقاف تصدير النفط.
نعم هذه الحقائق التاريخية، و بعبارة أخرى كان الوضع العربي و الإسلامي في ذلك الوقت، ربما من أفضل الحالات من حيث التضامن و التقارب، و لم يتكرر حتى الوقت الحالي.
أما من ناحية الاستراتيجية العسكرية و التي هي غير معروفة للكثير و خاصة من العرب و المسلمين خارج سوريا أو بعيد عن منطقة الصراع العربي الصهيوني. إن الجولان من الوضع الطبوغرافي مرتفع جبل يزيد ارتفاعه عن 3000م، و هنا يأتي دور التكتيك العسكري، من حيث صعوبة أي عمل عسكري تقليدي و خاصة إذا كانت العمليات العسكرية محصورة على جبهة واحدة، فهذا سيكبد القوات المحررة خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد.
من هنا جاء القرار الاستراتيجي و التاريخي للقائد الخالد في بناء دولة فيها كل مقومات الدولة القوية و العصرية، فكان الاعتماد على العقل و الفكر في تطوير البلاد على كافة المستويات، و لا يجب أن ننسى نظرية القائد الخالد في التوازن الاستراتيجي " التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني ليس فقط طائرة مقابل طائرة أو دبابة مقابل دبابة، و إنما مهندس مقابل مهندس و طبيب مقابل طبيب ..." و هذا ما وصل بسوريا إلى أن تكون دولة مكتفية ذاتياً، و ذات مخزون استراتيجي للعديد من متطلبات الدولة و الشعب في حال أي حرب. و بنفس الوقت عدم التخلي عن المقاومة أو دعمها.
و هنا لا بد من الإشارة إلى الوضع التاريخ الذي مرت فيه سوريا بعد 1973 و الذي أثر على اتخاذ قرار التحرير ( نهاية السبعينات و بداية الثمانينات إرهاب الاخوان المسلمين في سوريا – بداية الثمانينات الاجتياح الصهيوني للبنان – منتصف الثمانينات و حتى منتصف التسعينيات الحصار الدولي على سوريا – منتصف الثمانينات و حتى اليوم الحصار التكنولوجي (و هذا هام جداً و الكثير لا يعرفه حتى من قبل السوريين انفسهم)- ثم احتلال الكويت و حرب الخليج الأولى و احتلال الأمريكو-أوربي للعراق و بعدها تسارعت وتيرة الأحداث اغتيال الحريري و حرب 2006 على لبنان و نهاية 2008 حرب غزة) و من الطبيعي لغير العاقل إن يهمل هذا كله.
في خضم هذه الأحداث و بعد انتصار المقاومة في حرب 2006 كان القرار التاريخي للقائد الشاب بتغيير استراتيجية و تكتيك الجيش العربي السوري، و هذا ما أثار حفيظة الأعداء و كان التأكيد على قرار القضاء على هذا القائد الشاب المتعلم و المثقف و الذي خلال 6 سنوات دخل إلى قلوب الكثير من المواطنين العرب. بالإضافة إلى الاستقرار و التطور الاستراتيجي الذي شهدته سوريا في الفترة الأخيرة على الرغم من كل الأحداث التاريخية التي ذكرتها سابقاً، و بالمقارنة مع الكيان الصهيوني و تأثير الأحداث التاريخية عليه (اجتياح لبنان – الانتفاضة الأولى و الثانية – العمليات الاستشهادية داخل العمق – انتصار المقاومة 2006 و 2008) كل هذا و للمرة الميلون كان التأكيد على ليس فقط القضاء على القائد الشاب لا بل على الدولة السورية ككل.
لو أراد القائد الخالد استرجاع الجولان لكان استرجعه في التسعينيات خلال مفاوضات جينيف، و أظن أنه من الضروري ذكر هذه المفاوضات و ماذا حصل فيها "وديعة رابين" ( عندما وافق العدو على ارجاع الجولان كاملة إلى سوريا باستثناء امتار قليلة تمنع سوريا من الوصول إلى سواحل بحيرة طبريا، و رد القائد الخالد وقتها على زعم العدو أن حافظ الاسد رفض بسبب أمتار: حيث قال إذا العدو لا يعتبر الامتار مشكلة فليردوا لنا بعض الأمتار زيادة عن حقنا الطبيعي و المشروع). ولكن الفكر الاستراتيجي للقائد الخالد و فهمه الحقيقي لهذا الصراع من ناحية إن الصراع هو صراع وجود و ليس صراع حدود، و هذا ما منعه من استرجاع الأراضي منقوصة مقابل وأد هذا الصراع، و تبقى وصمة عار في جبينه و جبين كل المقاومين الأحرار.
فكيف لسوريا ان تبدأ حرب التحرير و بقية "الأخوة العرب" يطعنونها من الخلف. (مجنون يحكي و عاقل يسمع)
(5) حقيقة مدينة حماة
من الأمور التي تستخدمها قنوات سفك الدم السوري و مرتزقة أمريكا و اروبا و الكيان الصهيوني أحداث مدينة حماة في الثمانينيات، مصادري الخاصة تروي ما حصل على الشكل التالي:
أرسل القائد الخالد مفتي الجمهورية أحمد كفتارو رحمهم الله، إلى مدينة حماة لكي يحاور الإرهابيين المتمركزين داخل المدينة و بين السكان، و كان على أساس القاء سلاحهم مقابل خروجهم من سوريا. فكان قراراهم الحرب على الدولة، و طبعاً حسب الشريعة كانت الفتوى التي ليس عليها شك بالقضاء على الإرهابيين و الا سيبقون فتنة و عدم أمن و أمان للمجتمع.
إذا هم يعرفون بالفتوى و أنه لا بد من القضاء عليهم فماذا كان منهم؟؟؟ كما هو الحال الآن أخذ المدنيين دروع بشرية و هنا تظهر الحقيقة بأنهم على باطل و أنهم يستخدمون الدين كغطاء لتدمير البلاد و قتل العباد.
السلفية التكفيرية = الوهابية = الأخوان = اسرائيل= أعداء العرب و المسليمن. الهدف ليس بشار و زين و مبارك.... الهدف كل انسان يسخدم فكره و عقله.. يريدون منا أن نصبح أجساد تركض خلف شهواتها و تقتل من يخالفها الرأي حتى يستطيعون توجيهنا كما يريدون... باختصار يريدون حمير....
هل هذا هو ثمن مواقفنا؟؟؟؟ هل رحيل بشار الاسد سيوقف قتل السوريين؟؟؟ قتل العراقيين؟؟
من المضحك إن الممالك هي التي ننشر الحرية و الديموقراطية!!!!!! هذا و الله لأمر مضحك.....
إن هذا الكلام صحيح وواقعي، لد اصبح المجتمع العربي إمعات، لا يسخدمون عقولهم في معرفة الحقيقة ، أو مقارنة الاخبار التي بث في وسائل الاعلام. مثال صغير يقال قصف عشوائي في حلب و دمشق. أما الضحايا في دير الزور و حمص. اليس من المعيب ان قنوات سفك الدم السوري يعتبرون مشاهديهم حمير و يكذبون عليهم ....هل نحن اصبنا الى هذه الدرجة اغبياء؟.!! لنعود الى العقل .....
نعم هذا الكلام صحيح، و لكن للاسف من يعرف الحقيقة؟ يريدون العتيم و اغلاق صو الحق.
هل يوجد أكثر من هكذا عدالة و حرية و أمان؟؟؟!!! عندما انتشر الاسلام " الغزوات و الفتوحات" كانت كلها عدل و حرية و القتل بعد التكبير.... اليس افضل استخدام فلسطين من استخدام الله سبحانه ........ لنرى الثورات التي بدون افكار و بدون مفكرين ماذا ستفعل
أجل ما في ثورات العرب الجديدة وأروعها أنها تعيد الاعتبار "للإنسان" ، وكل القيم النبيلة التي تتصل به أو يبحث عنها من الحرية والكرامة إلى العدالة والأمن والأمان الحقيقي والشامل ، ولذلك انتصرت تلك الثورات وتوهجت بعيدا عن النخبة المثقلة بظلام عصور القمع المتراكمة والمتاجرة بقضية فلسطين
لو كان لكتاب التاريخ يد لكان مدها ليمحى بها صفحات من الوحشية والقسوة سطرها فيه العديد من الطغاة والظالمين، فلا يشرف التاريخ إطلاقا بانضمام أشخاص استعملوا نفوذهم كحكام وأباطرة للدول في تعذيب شعوبهم وإذاقتهم ويلات الظلم والقهر, والغدر في تشريدهم وتهجيرهم, وسلب أعراضهم، لكن أين المفر من العدالة الالهية وغضب الشعب وسوقهم مكبلين بأصفاد داخل الأقفاص صاغرين الى عدالة محاكم لا هاي..
نعم أصبح الكلام للمجانين هذه الايام فلهم الفضائيات و الاذاعات.... التاريخ يُحرف و الحقائق تُغير .... و الناس تُقتل و البلاد تُدمر .... و كله تحت ستار الدين و الحرية و الديموقراطية؟؟!!!!! لا اريد حلال لا أريد حرام ...لا أريد اسلام لا اريد مسيحية لا أريد يهودية.... لا اريد قيم لا اريد مبادئ ..... فهذه هي الحرية و الديموقراطية