آه يا وطني
يا وطن قلبي
وروحي وجسدي !!
عذرا ..
أني أشكو إليك همي
و أصرخ أمامك
صرخات الأنين
وأنت قد بح صوتك
من صرخات الألم !!
عذرا..أني أثقل عينيك
بمشهد امرأة ثكلى
قد تكون
أما .. ابنة
أختاً .. زوجة
أو حبيبة ..
بمشهد حزني ودموعي
وأنت قد بلل كل شبر فيك
بالدموع والدماء
أنهكك التعب ..
وأنهكنا تعبك ..!
تجاوز عشرات السنين
فأحنى ظهورنا
كما لو أننا عجزة ..!
ترانا نمشي بإعياء
الفخر الذي تربع في صدورنا
بات يشعر بالحياء ..!
القوة التي بداخلنا
لم تعد تكفينا
لنتمالك أنفسنا
في ساحات العزاء
وشجاعتنا تهاوت
أمام خوف أطفالنا !!
آه يا وطني ..
وعذرا مجددا
اني أشكو إليك
لكني ..
لا استطيع ان أغض الطرف
عن جثث الأطفال الهامدة
أن لا أسمع ..صوت أرواحهم المعذبة
أن يتكسر قلبي
من مرأى البيوت المدمرة
وركامها المتكدس فوق الأشلاء
فهل أنت تستطيع ..!
آه كم صعب فراقك !
ومؤلم الى حد الموت
فأنا معك ..
كالعاشقة الى حد الجنون
بعيدا عنك
أفقد نفسي ويتوه مني كياني ..
أنا لك .
كامرأة نذرت نفسها
لحبيبها
فكيف ابتعد
وكأني لم أعرفك في حياتي ..
آه يا وطني ..
وما نفع الآهات
أمام من يتكالبون عليك ..
لا يهمهم أمرك ..
ينهشون بك
يريدون تمزيقك ..
ليتقاسموك
كوجبة لذيذة دسمة
تملئ بطونهم
وتشبع نهمهم ..!
لا يرون فيك
إلا أكياس نقود وثروات
يكدسونها لهم ..
ولأحفادهم من بعدهم
ويتركوك فقيرا معدما
خدعوك يا وطني ..
بأبهى الحلل
وبالقليل اليسير
خدعوك بما يسد الرمق
فطفحت خزائنهم
بالكثير ..
بخيراتك أنت
باموالك انت
وبتعب شعبك انت
سورية .. يا وطني !!
الى متى تقاومين
و ببسالة تحاربين !!
بأمل .. بقناعة
بيأس .. بشراسة ..
لا يهم
فأنتِ تحافظين على الرسالة
رسالة وطن لأبنائه
لكن ..!!
كم تستطيعين الصمود بعد
أمام البنادق والقناصة .. !
وهل ستنجو روحك
من رصاص الغدر والخيانة !!
تضاءل فينا الأمل
الى حد الاختفاء..
انتفى الفرح
وانتشر السواد
اختنقنا كلنا في الظلمات
لكن حبك بداخلي
مع كل يوم يكبر ..
ومع كل دمار يعمر ..
ولا أجدني
الا أكثر إخلاصا لك
وتعلقا بك ..
احتاجك يا سورية لأبقى أكبر بك
فأنتِ الوطن الكبير
وطننا الذي يحتاجنا جميعا
لنسعفه ونضمد جراحه
لنخرج الرصاصات
من قلبه
لنربت على كتفه
ونضمه
كما ضمنا واحتضننا
منذ ولدنا ..
لنطمئنه أنه بخير
وأنه لا بد أن يتعافى
أن ينهض.
فينفض عنه غبار الدمار ..
وينتفض ..!
نروي لبعضنا ونتذكر
مرارة ما مررنا به
نبتسم .. تبتسمين
نفخر ..وتفخرين
بكل ما مر وكان
بكل ما تجاوزناه معا ..
يا الهي كم جميل ما نحلم به ..
لكن آه يا سورية ..
كم مؤلم أن يبقى الحلم ..
مجرد حلم ..!!
شكرا لك اخت رانيا على الكلام الرائع المؤثر لكن تقي تماما ان سورية من اعطت العالم مبادئ الحضارة وعلمتهم الكلام والكتابة ومن دحر على اراضيها اعتى الغزاة ودفنت تحت ترابها احلام الطامعين ستنهض من تحت الركام وستعود من جديد اروع واقوى مما كانت عليه ثقي بذلك تماما