في الأونة الأخيرة انتشرت في وسائل الاعلام بعض الأخبار أو المقالات والتحليلات عن حال المسيحيين السوريين في ظل الأزمة الكبيرة التي تعصف بالبلاد. وقد أراد هؤلاء عن قصد أو بدونه أن يحصروا الموضوع في خانة الاضطهاد المستهدف الذي يتعرض له المسيحي في سوريا الغالية. وهو على العموم بمثابة توصيف غير دقيق بل واستغلال من مطلقي هذه التصريحات والتحليلات .
سوريا في خطر، وتمر بمرحلة عنف ودمار؟ نعم، بكل تأكيد.
سوريا تتعرض لمؤامرة دولية كبرى؟ نعم.
في داخل سوريا معارضة ترفض الفساد بأشكاله؟ نعم، لكن المعارضة الشريفة تمكث في بيتها تستنكر مايقوم به بعض المرتزقة والمأجورين من قتل وتدمير، وسفك للدماء في شوارع البلاد.
المسيحيون في سوريا في خطر؟ نعم، لكن ليسوا هم المستهدفون فقط، فهم في خطر محدق مع باقي أبناء سوريا من المسلمين.
هل تزايدت الهجرات وطلبات الهجرة من المسيحيين؟ نعم، وكذلك من المسلمين.
هل يموت المسيحي في سوريا؟ نعم لكن جنباً إلى جنب مع أخيه المسلم. فالجندي المسيحي يدافع عن بلده مع الجندي المسلم في الجيش النظامي ويستشهدان معاً.
المدني المسيحي يذهب إلى مكان عمله مع المدني المسلم، فيختطفان من حافلة واحدة، أو يتصادف مرورهما مع تفجير يودي بحياتهما معاً.
لا أحد فجر كنيسة أو قتل رعاتها أو أبناء رعيتها، حتى الكاهن الشهيد استشهد بالخطأ أثناء اسعافه أحدهم. وكنيسة أم الزنار أو غيرها أُصيبت ليس لأنها كنيسة، بل لأنها في مرمى اطلاق النار.
دائماً عاش المسيحي بأمان في سوريا وتكرس الأمر بوضوح خلال القرن الماضي. وإن كنا لا نُنكر التعصب من بعضهم سواء ظهر للعلن أو بقي في العقل والقلب، لكن سوريا كانت واحة للأمان للمسلم والمسيحي معاً. كنائسنا تشهد، وأديرتنا واحتفالاتنا العلنية. مؤسساتنا وجمعياتنا تمارس أنشطتها، وفرقنا الموسيقية تصدح في شوارع سوريا وعلى مسارحها لتعلن أننا أبناء أصلاء وشرفاء في هذا الوطن الكبير.
لا أحد يصيد في الماء العكرة، أو يستغل الظروف ليطلق الشعارات الرنانة أو انذارات الخطر الكاذبة. أرجوكم يكفي الوطن نزيفه، ولنصلي في كنائسنا وجوامعنا التي لا تزال مفتوحة لكي تعبر هذه الغيمة الشديدة السواد. ولنعمل معاً بمحبة وايثار لنعيد الألق لشعارنا الذي لطالما عشناه دائماً، إن الدين لله والوطن للجميع. لذلك رجاء أن لا يحاول أحد أن يصنف المسيحي مع النظام أو المعارضة، أو يطالبه بإن يحدد موقفه كما يجري الآن .
فالمسيحي حاله
كحال المسلم المعتدل لايحمل سلاحاً إلا دفاعاً عن الوطن ضد الأعداء . المسيحي لا
يحب القتل والتدمير وقد تربى على المحبة للجميع حتى الموت على مثال معلمه الصالح.
المسيحي مع الوطن والأرض والتاريخ . يعيش ويموت مخلصاً لوطنه ومضحياً لأجل بنيانه
ونموه. ونحن محكومون بالثقة بإلهنا الحي القدوس الذي يريد أن يطهر الوطن ويلده من
جديد أكثر نقاء واشراقاً، وعزة وكرامة.
لم نكن نسمع بالمذاهب والملل والاديان الا الان فقد كان الدين هو الوطن واماكن العبادة هو كل حي وكل شارع وكل زقاق في سوريا .
عندما كنت صغيرا كنت أدرس الموسيقا في معهد خاص وكان أعز أصحابي ثلاثة (مسلم ومسيحي وأرمني) أما في المدرسة فلازمني صديق منذ السنة الأولى وحتى نهاية الثانوية على مقعد واحد, ولم أعلم أنه شيعي إلا أثناء الدراسة الجامعية. لاأذكر يوماً سألت فيه أحد أصحابي (أو سألني هو) عن الدين والمذهب, فمن أين جاءنا هؤلاء الأوباش ليفرقوا بيننا ويزرعو الفتنة. وبالمناسبة , أنا لم أنسى ذكر طائفتي, ولكنني لا أعترف بهذه التقسيمات الفتنوية.
كنا خمسة طلاب في جامعة حلب بالثمانينات : سني ومسيحي وعلوي ودرزي واسماعيلي وبقينا طيلة سنوات الجامعة سوية مأكلا" ومشربا" وأفراحا" وأتراحا وا زلنا أصدقاء كل واحد فينا يساوي الأخرين بأخوته \\ يا ريت تعود تلك الأيام.
ان مشكلة الاقليات وخصوصا المسيحيين هي وقوفهم في الوسط في وقت يجب ان تكون اما مع اليمين او اليسار, على سبيل المثال بعض الاخوة الارمن في حلب اصدروا قبل ايام بيانا , عندما يقراه المرء يظن بان الجيش الحر هم مرتزقة ومافيات وبانهم يضربون قوات الاسد بالطائرات والمدافع , بالاضافة الى عودة الكثير منهم الى ارمينيا وكان سوريا ليست بلدهم . الاقليات دائما يقفون في المكان الخاطىء ومن بعد ذلك يطالبون الاخرين بضمان حقوقهم.
المسلم والمسيحي والعلوي والدرزي والكردي والعربي والأررمني وكل الطوائف واطياف سوريا الحبيبة يموتون ويستشهدون للدفاع عن كرامتهم وحريتهم وعيشهم المشترك كمواطنيين سوريين باالتساوي بالسلطة وحق المواطنة للجميع دون استبعاد طائفة او مذهب او جماعة ...لهم مالغيرهم وعليهم ما على غيرهم من حقوق وواجبات ...
الوطني المسيحي والمسلم القاعد في بيته لا يحمل السلاح ولا يشارك في المسيره ولا التظاهرات لماذا الطائرات والصواريخ تهدم بيته وتدفنه تحت الأنقاض مع عائلته..او تهجره وتشرد اسرته الى دول الجوار ويصبح من النازحين او من اهل المخيمات وحف العودة!!!...
شكراً أخ كابي كلام جميل و أكثر من رائع شكرا للمشاركة نحن نعم مع الجيش بداً بيد للقضاء على أعداء الانسانية و المستهزئين بالأديان و الفكر التكفيريين المعتدين مفسدي الأرض و العرض
حكي الاخ كابي صحيح انه كانو المسيحية و المسلمين بيعيشو بتناغم و مافي مشكله بس العالم يلي رفعت سلاح رفعته دفاع عن النفس من النظام الظالم الباطش فرجاء لا تصيد بالماي العكرة و الجيش يللي عمبتحكي عليه الجولان