syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
التَّعامُلُ مَعَ الأطفالِ المُراهِقينَ... بقلم : ريما بدر خربيط

من كتابي الثالث الموهوبون


 

أولاً:التَّغَيُّراتُ في مَرحَلَةِ المُراهَقَةِ:

 

 

مِنَ المَعلومِ أنَّ سِنَّ المُراهَقَةِ تَبدَأُ بِتَحَوُّلِ الإنسانِ مِنْ مَرحَلَةِ الطُّفولَةِ إلى مَرحَلَةِ الشَّبابِ، فَتَظهَرُ عَلاماتٌ عَلى هَيكلِ جَسَدِهِ ، وتَتَغَيَّرُ مَلامِحُ وَجهِهِ، ويَطرَأُ عَلى  صَوتِهِ بعض الخُشونَةِ.

ولِلمُراهَقَةِ ثَلاثُ فَتَراتٍ:

1-تَبدَأُ ما قَبلَ المُراهَقَةِ مِنْ (10-12) سَنَةً.

2-فَترَةُ المُراهَقَةِ مِنْ (13-16)سَنَةً.

3-فَترَةُ المُراهَقَةِ المُتَأخِّرَةِ من( 17-20) سَنَةً. 

وتَختَلِفُ أشكالُ المُراهَقَةِ باختِلافِ البيئاتِ والأعراقِ البَشَريَّةِ والظُّروفِ الاجتِماعيَّةِ والأسريَّةِ والثَّقافيَّةِ والتَّربويَّةِ.

ثانياً أهمِّ أشكالِ المُراهَقَةِ :

1-المُراهَقَةُ السَّويَّةُ:

وهيَ المُراهَقَةُ الطَّبيعيَّةُ المُتَوافِقَةُ، فهيَ تَميلُ إلى الاعتِدالِ ويَشوبُها الانفِعالُ، ثُمَّ تَتَوافَقُ مَعَ البيئَةِ في العاداتِ السّائِدَةِ والنَّظامِ المَوجودِ.

 

2-المُراهَقَةُ المُنطويَةُ:

 

 

 

 وهيَ تَتَمَيَّزُ عَنْ غَيرِها بِالانطوائيَّةِ ، فَنَجِدُ أنَّ المُراهِقَ يَنطوي عَلى نَفسِهِ ، وكَذِلَكَ تَتَمَيَّزُ بِالسَّلبيَّةِ والخَجَلِ ، وضَعفِ نَشاطِهِ الاجتِماعيِّ...!

 

 

3-المُراهَقَةُ العُدوانيَّةُ:

 تتَمَيَّزُ هَذِهِ المُراهَقَةُ بِالعُنفِ والتَّمَرُّدِ عَلى النِّظامِ الأسري، وظُهورِ المُشكلاتِ في البيئَةِ المُحيطَةِ بِهِ .

 ثالثاً: السُّلوكُ الخُلُقيُّ عِندَ المُراهِقِ:

غالباً ما يَكونُ النّاشِئُ في بِدايَةِ مَراحِلِ المُراهَقَةِ مُنطوياً عَلى نَفسِهِ، لِفِعلِهِ العادَةَ السِّريَّةَ خطأً ، وذَلِكَ لاقتِرانِهِ بِرُفقاءَ سُوءٍ ، حَيثُ إنَّهُ يَشعُرُ بِلَذِّةٍ انتابَتْهُ فَجأةً دونَ أن يَعرفَ مِنْ أينَ جاءَتْ ، ثُمَّ يَعرِفُ بأنَّ السَّبَبَ عائِدٌ إلى التَّغَيُّرِ الفيزيولوجيّ الَّذي يَطرَأُ عَلى جَسَدِهِ ...

وإذا رأى شابٌ فتاةً ، فإنَّ الهُرموناتٍ تَتَحَرَّكُ فجأةً في جَسَديهِما ، وهَذا أمرٌ فِطريٌّ زَرَعَهُ اللهُ فيهما لاستِمرارِ النَّوعِ البَشريِّ ، ونَظَّمَ تِلكَ العَلاقَةَ الجِنسيَّةَ بِقناةِ نَظيفَةٍ هيَ الزَّواجُ

، فالأمرُ طَبيعيٌّ جِدّاً ، ولَكِنْ هُنا يَظهَرُ دَورُ الدّينِ والأخلاقِ و العاداتِ الحَسَنَةِ في ضَبطِ الأبناءِ ومَنْعِهِم مِنَ التَّفَسُّخِ الأخلاقيِّ والإباحيَّةِ المُطلقَةِ، وتناوُلِ المَشروباتِ والمُحَرَّماتِ وغَيرِها بِحُجَّةِ تَذَوُّقِ اللَّذَّةِ المُحَرَّمَةِ...!

سؤال من الأهمية بمكان ...!!

رابعاً هل مِنَ المُمكِنِ مُصارَحَةُ الوَلَدِ جِنسيّاً؟

مثال:إذا قالَ الطِّفلُ ماما مِنْ أينَ يأتي الطِّفلُ ؟  

 أحضِري حَبَّةَ حِمصٍ ، ثُمَّ ضَعيها في قُطنٍ مُبَلَّلٍ بِالماءِ وداومي علي سِقايَتِها ، وليساعدك طِفلُكِ ، وبَعدَ أيّامٍ تَجِدينَ أنَّ حَبَّةَ الحِمصِ قَدْ انتَشَتْ ونَبَتَ لَها الجُذورَ وبَدَتْ تَنمو، وبَعدَها تَشرَحينَ لِطِفلِكِ أنَّ الإنسانَ يَنمو في بَطِنِ أمِّهِ مِثلَ حَبَّةِ الحِمصِ ، ثُمَّ يَخرُجُ إلى الحياةِ كَما خَرَجَتْ تَفَرُّعاتُ حَبَّةِ الحِمصِ هَذِهِ...!                                            خامساً : صفاتُ المُراهِقين:

1-انعدامُ الثَّقَةِ بِالنَّفسِ:

          أ‌-          بِسَبَبِ تَحَمُّلِ الأبناءِ ما لا يُطيقونَ.

        ب‌-        بِسَبَبِ عَدَمِ مُساعَدَةِ الطِّفلِ في صِغَرِهِ عَلى التَّعبيرِ بِحُريَّةٍ عن أفِكارِهِ ، وما يَجولُ في نفسِهِ مِنْ خَواطِرَ  .

        ت‌-        بِسَبَبِ عَدَمِ إتاحَةِ الفرصة للصِّغارِ في مُخالَطَةِ الكِبارِ والحِوارِ مَعَهُم.

        ث‌-        بِسَبَبِ إحراجِ الأبناءِ في مَواقِفَ تَجعَلُهُم سُخريَّةً لِلآخرينَ .

2-الخَوفُ الدائِمُ والشُّعورُ بِالقَلَقِ:

بِسَبَبِ عُيونِ الأهلِ المُراقِبَةِ لَهُ بِحُجَّةِ القيامِ بِواجِبِهم تِجاهَ المُراهِقينَ، فَيُؤَدّي إلى ظُهورِ القَلَقِ والخَوفِ لَدَيهِم.

3-اللامبالاةُ عِندَ المُراهِقينَ: بِسَبَبِ سَفَرِ المُراهِقِ الدّائِمِ في أحلامِ اليَقَظَةِ ، ومِنْ هُنا يَبحَثُ هَذا الفَتى عَنِ الحُريَّةِ المَزعومَةِ، بِسَبَبِ نَقصِ خِبرتِهِم مِنْ جِهَةِ، وبِسَبَبِ قُصورٍ في التَّربيَةِ في مَراحِلِ حَياتِهم مِنْ جِهَةِ أخرى.

4-تَقليدُ حَرَكاتِ الرُّجولَةِ: 

وذَلِكَ حَتّى يُشبِعَ رَغبَةً ذاتيَّةً بأنَّهُ أصبَحَ رَجُلاً...!

فَيقومُ بِضربِ إخوَتِهِ الصِّغارِ حَتّى يُثبِتَ وُجودَهُ في المَنْزِلِ بِالقُوَّةِ ، وما شرب الدخان إلا مثال آخر ليدل ذلك المراهق أنه صار في زمرة الكبار...!!

لِذا نَتَوَجَّهُ إلى الأهلِ أن يُراعوا وَضعَ المُراهِقِ ، لأنَّهُ يَمُرُّ في مَرحَلَةٍ حَسّاسَةِ خَطيرَةٍ، وأنْ لا يَقوموا بإزعاجِهِ بِالخِطابِ المُباشَرِ القاسي ، وإنِّما يَتِمُّ التَّواصُلُ مَعَ المُراهِقِ مِنْ خِلالِ  مُصادَقَةِ المُراهِقِ ، واعتِمادِ الصَّراحَةِ والحِوارِ الهادِئِ وسيلَةً ، وتَوفيرِ الصَّديقِ الصّالِحِ ، والكِتابِ النّافِعِ ، ومَلءِ أوقاتِ فَراغِهِم بِالدِّراسَةِ والعَمَلِ الجادِّ ، والرِّياضَةِ الجَسَديَّةِ والفِكريَّةِ ، والرَّحلاتِ المُمتَعِةِ ، ولابُدَّ مِنْ قُدوَةٍ صالِحَةٍ تَتَوَثَّقُ بَينَهُما عُرى المَحَبَّةِ والاحتِرامِ يَقتَبِسُ مِنهُ السُّلوكَ الحَسَنَ الطَّيِّبَ .

عَزيزتي الأمُّ عَزيزي الأبُ :

إنَّ ذَلِكَ المُراهِقَ الَّذي يَمتَدُّ طُولاً ، وتَبدو عَضلاتُهُ المَفتولَةُ ، وقَد خَشُنَ صَوتُهُ ، و تَبَقَّلَُ وجَهُهُ ، ورُبَّما وجَدتُماهُ مَرَّةً عَصبيَّ المِزاجِ ، ورُبَّما أخَذَ الأبُ مَوقِفاً سَلبيّاً مِنهُ ؛ لَكِنْ سَرعانَ ما وَضَعِتِ الأمُّ لَهُ طَعاماً التَهَمَهُ بِتَلَهُّفٍ سَريعاً فَهَدَأتْ نَفسُهُ ، وعادَ حَمَلا ًوَديعاً...!

إنَّ هَذِهِ الحادِثَةَ تُبَرهِنُ أنَّ ذَلِكَ المُراهِقَ هو ذَلِكَ الطِّفلِ الصَّغيرِ جَميلَ الحَرَكاتِ واللَّفتاتِ عَذبَ الكَلامِ ، وأنَّهُ يَحتاجُ مَزيداً مِنَ الحُبِّ والحَنانِ والعَطفِ والرِّعايَةِ .

وإنَّ المُراهَقَةَ مَحَطَّةٌ مَرَّتْ ، وسَيَمُرُّ بِها أولادُكُما فَلتَكُنْ مَشروعاً استِثماريّاً ، عُنوانُهُ : الحُبُّ والعَمَلُ فَهَذِهِ المَرحَلَة ُتَرِقُّ بِها المَشاعِرُ ، فَليَتَعَلَّقْ حُبُّهُ بِحُبِّ سامٍ ، وليَبذُلِ العَمَلَ في سَبيلِ هَذا الحُبِّ .

 

2010-11-27
التعليقات
سلمونيات
2010-11-28 19:10:25
تشكرات
تشكرات تشكرات للآنسة الجميلة ريما يالله خلينا نفرح فيكي و نشوف ولادك بتستاهلي كل خير منحبك و منفتخر فيكي كتابك العنف ضد الطفل رائع جدا وشايف إنو الخير لقدام وكتبك الحالية ماشاء الله رائعة بالتوفيق

سوريا
دمشقية
2010-11-28 14:01:27
شو قصة المراهقات اليوم
هااااي شو قصة المراهقات اليوم ريماوتغريد برافو عم تسلطو الضوء على نقاط مميزة مشكووووورين والى الامام

سوريا
ايمان
2010-11-27 23:00:41
الى الاخ قتيبة الدمشقي
شكرا لك على الاهتمام بمشكلتي وان شاءالله ساتجه قريبا الى احدى العيادات الارشادية النفسية لك مني كل الشكر

سوريا
ريما خربيط
2010-11-27 18:37:53
إجابة
شكراً للسيد قتيبة على اجابته الوافية والدقيقة للسيدة إيمان أما بالنسبة لتشكيل الكلمات فقد وضحت لمرات عدة أن دار النشر وهي دار الحافظ التي تنشر لي كتبي هي على مستوى عالي من الدقة والتقنية وتعتمد الدقة في كل منتوجاتها لذا طلبت مني التشكيل شكرا

سوريا
قتيبة الدمشقي
2010-11-27 17:36:07
الى الاخت ايمان
الذي يعاني منه ابنك هو نوع منتشر من الاضطراب النفسي والذي يدعي بالانجليزيhypochondric تعريف هذا المرض هو المبالغة بالخوف من الامراض وخاصة مثلا من السرطان او الايدز والتركيز الكامل والمبالغ فيه على كل الاعراض التي ممكن ان تطراء على اي انسان والمبالغة الشديدة في تقييمها والخوف من ان تاخذ اتجاه مميت. جذور هذا الاضطراب هي نفسية والخوف غير المعلل هو محركه الاساسي. انصحه بزيارة احد العيادات الارشادية النفسية للتخلص من هذا الخوف الذي اذا لم يتم معالجته سوف يؤثر على ممارسة حياة طبيعية

النمسا
قتيبة الدمشقي
2010-11-27 17:15:25
الى الاخت ايمان
الذي يعاني منه ابنك هو نوع منتشر من الاضطراب النفسي والذي يدعي بالانجليزيhypochondric تعريف هذا المرض هو المبالغة بالخوف من الامراض وخاصة مثلا من السرطان او الايدز والتركيز الكامل والمبالغ فيه على كل الاعراض التي ممكن ان تطراء على اي انسان والمبالغة الشديدة في تقييمها والخوف من ان تاخذ اتجاه مميت. جذور هذا الاضطراب هي نفسية والخوف غير المعلل هو محركه الاساسي. انصحه بزيارة احد العيادات الارشادية النفسية للتخلص من هذا الخوف الذي اذا لم يتم معالجته سوف يؤثر على ممارسة حياة طبيعية

النمسا
قتيبة الدمشقي
2010-11-27 16:40:50
المراهقات؟
موضوع لا باس فيه من حيث المبدأ ولكنه وبما انك سيدة كان من الواجب التكلم عن المراهقة الانثوية ايضا والتي تختلف في عوارضها عن المراهقة الذكورية وكان الاناث لا يمروا بهذه المرحلة المهمة في حياة كل انسان. علاوة على ذلك ذكر العوارض فقط من دون المحاولة لتعليل اسبابها يعطي المقال سطحية وتشكيل الكلمات لايغير من المضون شيء.. فاذا عٌرٍفَ السبب بٌطِلَ العجب. شكرا لكي هذه الوقفة والى الامام.

النمسا
ايمان
2010-11-27 15:24:09
سؤال الى الاستاذة ريما
شكرا لك على هذه المعلومات واتمنى ان تجيبي على سؤالي حول ابني عمره احدى عشر سنة ولديه قلق دائم من جميع الامراض وشديد التوهم من اي عارض مرضي يتعرض له مشكورة

سوريا
جيهان علي
2010-11-27 14:42:25
المراهقة
شكرا عزيزتي ريما على المساهمة المفيدة جدا و فعلا كلامك صحيح مرحلة المراهقة مرحلة حساسة تستوجب احاطة الابناء بمزيد من الحب و الصداقة و التفهم , تحياتي لك ودمت بالف خير

سوريا
ميس المير
2010-11-27 13:59:21
مشكورة
شكرا للكاتبة الجميلة و كتاباتها الرائة أشكرك على الإعتناء باللغة العربية و قد لاحظت ذلك في كتبك الإهتما بالتشكيل و دقة اللفظ و كوني طالبة اعلام أتمنى أن أكون في يوم مثلك شكرا للقائك التلفزيوني الجميل على قناة الدنيا أتمنى لك التقدم

سوريا
سامي الماغوط
2010-11-27 13:28:17
شكرا
في الحقيقة ما ورد صحيح تماما و مررنا به ولكن ربما كان هنالك تقصير من اهلنا بعض الأحيان لكننا سنتلافا ذلك مع أولادنا بالقرآة وشكرا للكاتبة الجميلة الآنسة ريما أنا متابع لكل برامجك خصوصا ريما الحكيمة و كلنا أطفال و أتمنى من الله أن أراك أماً في القريب (لأنو مافي منك) و تقبلي تحيات زوجتي ليلى مع الشكر لموقع سيرين نيوز

سوريا
حسان محمد محمود
2010-11-27 12:26:46
مع الشكر للأستاذة ريما
فعلاً، هي أخطر مرحلة يمر بها الإنسان، ذا يمكن استثمارها على نحوٍ يمكن من صياغة التوجهات الأساسية لشخصية الفرد، مثلاً: يمكن تعزيز طرق البوح بالكتابة، أو الرسم، أو العزف...في هذه المرحلة مثلاً تعلقت بجبران خليل جبران، وكل ثقافتي في الأدب الرومنسي مؤسسة على انغعالات تلك الفترة... وافر الشكر للكاتبة

سوريا
ماهر
2010-11-27 11:13:38
شكرا جزيلا
عجبني الموضوع جدا حقيقة ولكن احببت ان انوه ان هناك بعض حالات المراهقة تكون حتى بعد سنالعشرين وشكرا جزيلا

سوريا
عبود
2010-11-27 09:18:44
مرحبا
جد مقال حلوة وقرأتها بأهتمام انا قدر الامكان بحاول اكون من النوع الاول والثاني ومابعرف اذا بنجح بهالشي ...سبب المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالبلد كلها بسبب الصبايا الي بيلبسو جينزات بتلاقي ورا كل وحدة عراضة(مو بس مراهقين صدقيني من كل الفئات العمرية)وهاد يشكل عبئ نفسي على المراهق ..المرحلة هي قابلة للتجاوز اذا ملئنا وقتنا بشي مفيد بالدراسة مثلا..شكرا ست ريما جد معلومات حلوةو مفيدة

سوريا