يا عبادَ الله يامَن أسرفتم على أنفسكُم ونسيتُم لقاءَ ربكم أما خشيتم من عذابه؟ أما جزعتم لعصيانِ أمرِه؟

لقد هانَ أمرُ الله عليكُم فَهُنتم على الله.

أَمرَكُم بالصلاةِ والصيام وإيتاء الزكاةِ فنسيتم

وبالصدق وقولِ الحقِّ كذّبتم

وأمَّا بالعدلِ والإحسان والانصاف ظلمتُم وبالظُلم حكَمتم

وبالعلمِ والمعرفةِ جهلتُم

ولنُصرَةِ المَظلوم وإغاثةِ الملهوف امتَنعتُم

أمَرَكم أن لا تتبعوا خطوات الشيطانِ فاتَّبَعتُم

أمَّا الصديقَ فعاديتُم والعدوَّ صادقتم

وحب الدنيا على الآخرةِ فضَّلتُم

وأمَّا المالَ فعبَدتُم

والقرآنَ دُستورَكُم ومُرشدَكُم هجرتُم

ورسولكم الكريم وسنته خاصمتُم

أراكم الموتَ حقاً وموعظةً تجاهلتُم

أمَرَكُم أن لاتقترفوا الذَّنبَ فاقترفتُم

حتى معنى الشهادةِ غيّرتُم

وكل ما أمركم به الله خالفتُم

وكل منكرٍ نهاكُم عنهُ فعلتُم

حتى مال اليتيمِ أكلتُم

الحقَّ باطلاً والباطلَ حقاً رأيتُم

والقتلَ الَّذي حرّم الله إلاَّ بالحقِّ شرّعتم

وإذا أصبتُم بجزعٍ وخوفٍ إليهِ رجعتُم

وعندَ الشَّدائد ربكم عرفتُم

عندما كنتُم خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ فضَّلَكُم 

فألِّفوا بينَ قلوبكُم ولو كنتم على قلبِ رجلٍ واحدٍ لنَصَرَكُم

فَلا تَلوموه إن غابَ عنكُم بَل لوموا أنفسكم ولا يغيرُ الله بقومٍ حتَّى يغيِّروا ما بأنفُسِهم

فليسَ لَكم عندهُ رصيدٌ فكل مالكم عنده سحبتُم فعودوا إلى بارِئكم واستغفروا لذنوبكُم فإنَّه لحبُّ الخير يدفعكُم ولو حاسبتُم أنفسكم لأبصرتُم

هذا ما زَرَعتُم فَبُورِكَ لَكُم ما حَصَدتُم