اسماء لاثنين من الجيران احدهما فقير وضعيف وطيب القلب (ابوغامق) والآخر غني وقوي وخبيث (ابوفاتح ) والاسماء عكس جوهر الضمير ولكن ابوفتح منح نفسه هذا اللقب لانه وضع على وجهه قناع يوهم الناظرين الى السطح وليس الى بواطن الامور انه عكس جوهره ورمى قناعا لابوغامق لكي يسهل على ابوفاتح ان يكون مميزا ومتميزا عن ابوغامق
وكلاهما متعدد الزوجات وانجبوا الكثير من البنين والبنات وبغرض ضبط الامور داخل البيوت صنع ابوفاتح لنفسه صوتا من جلد الغزال وسمح لابو غامق بصنع سوط من جلد حمار لان الناس مقامات ولم يكن ابوفاتح يستخدم السوط لاثبات رجولته على افراد عائلته بل كان يمارس هوايته في استخدام السوط على افراد عائلة ابو غامق دون دعوة ولا استئذان من ابوغامق الذي منحه تصريح مفتوح ليس اختيارا حرا بل قطرسة مره
وفي ظل هذه المعادلة بالظلم المركب الواقع على افراد عائلة ابو غامق حيث انهم يعانون من الام ضربهم بسياط مصنوعه من جلد غزال وحمار ويتم امتهان كرامتهم وانسانيتهم بسبب او بدون سبب يمكن للانسان ان يتصور مدى الشعور بالدونيه في اعماق افراد عائلة ابوغامق ومشاعر الغرور بالاستعلاء التي تحتل نفوس وعقول افراد عائلة ابوفاتح حيث لا يستطيع أي طفل او شاب او انثى ابنة كانت ام زوجه رفع عيونهم للنظر في وجه أي فرد من عائلة ابوفاتح بغض النظر عن الفارق في العمر لان الناس مقامات واوزان وبيت ابوفاتح سطحه اعلى بكثير من بيت ابوغامق ولا يخطر ببال أي من افراد عائلة ابوغامق تسلق جدران بيت ابوفاتح الحجرية والاسمنتيه او المعنويه
اما بيت ابوفاتح فهو تقريبا بلا جدران او جدران خارجيه وجودها وعدم وجودها سيان وقد اجبر ابو فاتح عائلة ابو غامق على انشاء جدران فولاذيه عاليه بين اجزاء البيت الواحد وكل زوجه مع ابناءها وبناتها يصعب عليهم التواصل مع باقي افراد نفس العائله وحيث ان بيت ابو غامق بلا جدران تقريبا فهو ملعب مفتوح لافراد عائلة ابوفاتح الذي بنى جدارا عاليا حول بيته الذي لا يوجد داخله أي تقسيمات او فواصل وقد فرض ابوفاتح على ابوغامق اذا رغب بتوسعة البيت لكي يسكن به احد ابناءه المتزوجين ان تسبق الفواصل والعوازل اساسات التوسعة الاضافيه مع ابقاء الجدران الخارجيه مفتوحه حتى للكلاب والقطط الضاله ولتمكين ابوفاتح او أي من ابناءه ممارسة هوايته في استخدام السوط الذي تم انتاج اجيال جديده منه واجريت عليه تحسينات لكي يصبح اكثر ايلاما عندما يهوي على اجساد أي من افراد عائلة ابوغامق كبيرا او صغيرا ذكرا كان ام انثى
وبدأ ابناء ابو غامق بالتململ لاحساسهم ان الحياة التي يعيشوها غير طبيعيه وعكس عائلة ابوفاتح وعند فتح حوار مع الاب ابو غامق يستخدم سوطه المصنوع من جلد الحمار لا سكات من تسول له نفسه من افراد عائلته المطالبة بابسط حقوقه وابو غامق مقتنع بسلطاته المبتورة والموتوره التي ربما لو تجرأ على طلب المزيد منها من ابوفاتح او الطلب من ابوفاتح كف يده ويد ابناءه عن عائلته فان السوط سيلهب جلده الهرم وعندما حاول ابناء ابوغامق استعادة ابسط حقوق انسانيتهم وكرامتهم وحريتهم اصطدموا ببعضهم البعض داخل المعازل اشباه البيوت وفكر ابو فاتح فيما يحدث والذي اسماه انفلات ومحاولة التطاول عليه ووجد ان افضل الحلول هو ان يقتل ابناء ابوغامق انفسهم ويرتاح منهم لانه لا يريد هم ان ينالوا سوى الموت والعذاب وليس الحقوق الانسانيه التي ان حصلوا عليها فعليه ان يلقي بسوطه جانبا ولن يتمكن من استخدامه كما كان يفعل على مدار عشرات السنين والافضل لا بو فاتح هو ان يصل ابناء ابو غامق الى درجة من الضعف تفتح المجال له لاستخدام سوطه بشكل اكثر قساوة لانهم سينتهوا الى ما يشبه هيكل البشر بسبب الانهاك من تبادل ادوار قابيل وهابيل ولن يكون بوسعه الاعتراض حتى لو فرش لهم بيوتهم شوكا ودخل ابناء ابوغامق في دوامة يصعب الخروج منها الا بالمزيد من الفقر والضعف ومزيد من هيمنة ابوفاتح على حياتهم