syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
الثورات العربية !!! إلى أين تأخذنا ؟؟؟...بقلم : سامي كرم

قامت الثورات في القارة الأوروبية وفي دول العالم أجمع نتيجة لتحرر الدولة والمجتمع من قيود الدين ورجاله، التي كانت مسيطرة على مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية بشكل عام. المضحك المبكي أن ما يسمى بـ ((الربيع العربي)) والذي يفترض به أن يكون ربيعاً لثورات عربية تحرر مجتمعاتنا من الجهل والتخلف والتطرف بأحكام الدين، كان تسونامي جارف اجتاح وطننا العربي من أقصاه إلى أقصاه ليسحق براعم التطور والمدنية، وليطفو على السطح مخلفات ورواسب عصور انحطاط مظلمة مضت على مجتمعاتنا منذ قرون.

 


الغريب في مجتمعاتنا العربية أن ربيعنا المزعوم عزز فكرة التطرف بالدين، وللأسف ليس لدين الله الحنيف الذي يقوم على احترام الآخر وتقبّل الأديان الأخرى. لقد كرّس ربيعنا العربي كل تطرف أسود قاتم متمثل بالأفكار المتعصبة، التي تحملها الجماعات المتطرفة كالقاعدة والجهاديين والسلفييين والإخوان المسلمين ممن يدّعون الإسلام والإسلام منهم براء.

يا ترى من هو المسؤول عن ذلك؟؟  ومن له المصلحة الكبرى في تدميرنا ؟؟؟

 

أنا هنا لا ألقي اللوم فقط على أعدائنا وهم كثر، لكن عتبي الأكبر على الشعوب العربية التي كانت العامل الأهم والمسؤول الأكبر عن المأساة التي نعاني منها. وأبدأ هنا بالشعب السوري الذي طالما كنا نحمل تصور أنه الأوعى والأكثر ثقافة وتطور على مستوى الوطن العربي، لنتفاجأ على أرض الواقع بمستوى من الجهل والتخلف يضاهي مجاهل تورا بورا. ممارسات يندى لها الجبين؛ من قتل وتمثيل وفجور وسرقة، ونهب للآثار وتخريب للمرافق العامة ولكل ما هو جميل في بلدنا.

 

أما الشعوب العربية فقد تدافع الثوار العرب والمجاهدين المسلمين من كافة أصقاع المعمورة وتسابقوا مدعومين بأموال دول خليجية نحو سورية لما يسمى بالجهاد لتحرير المسجد الأموي، ونسوا قبلتهم الأولى وقضيتهم الجوهرية التي لو ثارت حميتهم لتحريرها كما هو حالهم في سورية لأصبح الكيان الصهيوني في خبر كان. لقد فقد هذا الشعب كل المفاهيم والقيم القومية العروبية التي نادى بها رجال أمتنا العظام أمثال جمال عبد الناصر وحافظ الأسد. أين قضيتنا المركزية مما نحن فيه اليوم؟ وما هو مفهومنا للثورة والثوّار؟ ومن هم أعداؤنا الحقيقيون؟ أسئلة كثيرة أخجل أن أجيب عنها.

 

رغم كل هذه السوداوية في تصوير واقع الحكومات والشعوب العربية إجمالاً إلا أن الحياة لا تخلو من فسحة أمل، وعلى مبدأ ((لو خليت خربت)) ما زلنا نعول على القلة القليلة ممن تبقى من الشباب العربي المثقف الواعي والمؤمن بفكرة العروبة والقومية العربية، ليكون نواة للعمل نحو تحرير الأرض والإنسان.

 


 
2012-09-28
التعليقات