يستيقظ المؤيد صباحاً على نغمة "منحبك" ويبدأ صباحه بفنجان قهوة وسيجارة ...
وعوضاً عن قول أصبحنا وأصبح الملك لله ولا إله إلا الله والله أكبر يقول "الله محيي الجيش" و"بالروح بالدم نفديك يا بشار"
يذهب إلى المدرسة أو الكلية أو العمل ، وهو مستعد نفسياً لفرم "المعارضين" تفريم ، ومستعد لقتلهم كونهم العملاء المندسين بنظره ، فتبدأ حواراته صباحاً حول المؤامرة الكونية التي تتعرض لها الدول الداعمة للمقاومة وخطر الوهابية وبعدما يخسر ما يخسر مِن علاقاته نتيجة تطرفه بآراءه ..
يعود إلى المنزل في فترة الظهيرة ليشحن طاقاته مِن خلال الإستماع إلى عشرات الأناشيد المؤيدة ، ويشاهد العديد مِن نشرات الأخبار على الدنيا والفضائية والإخبارية السورية دعماً لآراءه وزيادة توثيقها بالأخبار والمعلومات والبيانات حول التطهير وبعض من فضائح المعارضة ، ويصبح بأتم الإستعداد لبدأ الحرب على صفحات الإنترنت ، فيذهب إلى الصفحات المؤيدة ويشكل كتيبات من العشاق وتبدأ حملات الهجوم على المعارضين مِن شتايم إلى تخوين إلى اتهامات إلى سباب وسوء أخلاق ، وبعد أن يفرغ كل طاقته السلبية على صفحات الإنترنت وفي الواقع ، يهدأ بال هذا الشاب ويشعر أنَّه أنجز انجازات وطنية يُحمد ويُشكر عليها فالتشبيح مريحٌ للضمير ، وإن وجدت مسيرة مؤيدة لا ينسى أن ينزل عليها كي يشكر روسيا والصين على الصداقة الوفية .!
أمَّا المعارض يستيقظ صباحاً على نغمة "سوريا بدها حرية" ويبدأ صباحه بسيجارة وكأسٌ مِنَ الشاي .
يذهب أيضاً إلى المدرسة أو الكلية أو العمل ، وهو بأتم الإستعداد للدعس على "المؤيدين" وسحقهم بالقدمين ، فهم الشبيحة المستفادين المنبحكجية الايرانيين بنظره ، ومستعد لتلقينهم دروس بالوطنية والحرية والكرامة ، فأيضاً يبدأ حواراته حول "المد الشيعي" وَ "حماية اسرائيل" وَ "الفساد والظلم والإضطهاد" ...
يعود وهو مُتحمس ليسمع أخبار تحرير مدن على الجزيرة والعربية وصفا والوصال ، ويسمع أخبار "الدعس" ، ويشحن طاقاته بعشرات الأناشيد المعارضة ، وحينها يكون بأوج الإستعداد لشن حملة على "الشبيحة" وتبدأ المعارك على صفحات الإنترنت وهجمات التهميش والتخوين ، والإثنان يرونا ثقافتهم الفريدة من نوعها أيضاً ، ولا ضر من مظاهرة أو كتابات على الجدران ...
أمَّا المسكين الحيادي ، فيتحدث مع هذا وذاك ، ويُطالب بتحديد موقفه من هذا الطرف ومِن الآخر بل يُحارب من الإثنان ، وكل يوم ما بيصير يا أخي لازم تقاتل لازم .! لازم تحدد موقفك بالإجبار بالإكراه لازم يا أبيض يا أسود .! ما بيصير تذكر أخطاء الطرفين بتاتاً ما بيصير هالكلام لازم تكون يا بمعسكر الإمبريالية يا بمعسكر المقاومة يا بمعسكر الأحرار يا بمعسكر النبيحة ووو... إلخ...
المهم : يستيقظ صباحاً ويشعر أنَّ رأسه قابل للإنفجار من كثرة الحوارات والتفكير ، ويذهب أيضاً لأشغاله ، وكُل طرف يحاول أن يشده لطرفه ، ويبقى طوال الوقت يبحث ويتقصى ويُصدم من حقائق وفضائح "للإثنين" .
فيفكر في المجازر .. وفي نفس الوقت بالعمالة ... وفي نفس الوقت بالصهاينة ... وفي نفس الوقت بالفساد والظلم .. وبألف موضوع لكي يصل بمحاولة بائسة ليقتنع بأحد الأطراف وعموماً لن يقتنع بل يبقى الشك بقلبه محصور وكراهية دفينة لأخطاء الإثنان .
والآن .. يحق لي أن أسأل ... ماذا يفيد وطننا كل هذا الهراء من هؤلاء .!؟
للاسف المعارض والمؤيد والمحايد كلهن ودوا الوطن بستين داهية، خلص سورية خلصت انا ما عندي اي امل انها تصير احسن بس بحمل النظام مسؤولية هالشي كونوا المفروض هو الي يكون العقل الكبير ويستوعب بس مع هلشي حتى لو حملتو المسؤولية شو الفائدة ازا سورية راحت!!!!الله لا يوفق كل بني ادم ساهم بخرابها والله يرحم الشهداء ويكون مع الناس بالمخيمات والارامل والايتام ما راحت غير على هدول النظام ببرج عاجي وبعص المعارضة بالفنادق (اكيد ما بشكك بوطنية معارضين)
مشكلة بلدنا و من مثله أن الحيادية ليس لها أنياب ... و مليون حيادي ممكن أن يهجرهم و يخوفهم ألف أزعر عم يتقاتلوا.... المشكلة مالها حل غير الله يلهم الأمريكان و الروس يتفقوا بسرعة على شي شو ما كان يكون
كلام جميل فهل من مستمع
أخي الكاتب رداً على سؤالك أقول للأسف لا فائدة تذكر بالعكس خراب ودمار وضغط نفسي، أصلاً لو في فائدة ما كنا وصلنا بعد أكتر من سنة لهل وضع يلي ما بيسعد حدى غير أعداء الوطن والدين، ما بقول غير حسبي أنت يا الله.
بالنسبة لأنو المعارضين همهم يفرموا المؤيدين فأنا رح احكي عن تجربتي الشخصية وبسرعة .. أنا ما كان همي أفرم حدا وانما مجرد عبر عن رايي ووضح وجهة نظري وبين اخطاء النظام وشو ساوي من بدااايات الاحداث وحتى م اقبل الاحداث .... فبعد أسابيع قليلة وبفضل أحد المؤيدين اللي كتب في تقرير اجو لعندي واخدوني لامضي شهرين تحت الارض في أقبية المخابرات ..فلو في مؤيدين بس ما يكونوا مخبرين كان ما في داعي نكون معارضين نحنا أصلا....