syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
قصــــــــــــــيدة في النـــــار ...بقلم : يامن أبو هايله

فقط في بلدي
الاطفال
حكايات قصيرة جدا
والموت
أهازيج شعبية
والدم
مشروب الكبار والصغار
والاسود
اللون المفضل عند الجميع
والأبيض

لانراه إلا على أجساد الشهداء ...


فقط في بلدي
الرصاصة
رحمة
وفتيل المتفجرات
شمعة .... تنير العتم والزحمة
والبنادق
تُـقطَفُ من على اشجار الزيتون
والبنات
تُـقطَـفَ من على رؤوس البنادق
والصبيان
يلعبون بالدحاحل والقنابل الخضراء ..



فقط في بلدي
نصوم من الف عام
ومدافع رمضان لأول مرة
تدك الارض والعرض
وتُعلِنُ الافطار على الخراب والدماء ...

فقط في بلدي
الكرامة
جريمة كبرى
والحرية
معصية لله وللوطن
والعدالة ذُل وارتخاء ...
القانون يُفصَلُ على المقاس
وكلمة الحق مجزرة نكراء ...
فقط في بلدي
المفسدين
يعاقَـبونَ بأعلى المناصب
والمدّعيـــــــــــن
يقودون فوافل الحرية  بالخير والرخاء ... !!!!!!

فقط في بلدي
"الثورة" تحتاج لستة ايام عطلة
وفي يوم الجمعة فقط يكون اللقاء !!!!
والحرية تحتاج لالف مفتي
ولألف شيخ في الذبح يفتي
ولألف نبيا ولالف صلاة ولالف اقتداء ...

فقط في بلدي
الموت يحارب الموت
والقوادون يحاربون البغاء ...
فقط في بلدي
يردد الجميع اي شيء
خلف اي شيء كالببغاء ...
فقط في بلدي
يموت الشعب
بإسم الشعب
والجوع اكبر خطيئة خاضها الفقراء ...

فقط في بلدي
كلنا سياسين وكلنا شعراء ...
كلنا عارفين وكلنا علماء ...
كلنا مفتين وكلنا فقهاء ...
كلنا دول وكلنا رؤساء ...
وكلنا مُـنزَلين وكلنا انبياء ...
وكلنا خائنين وكلنا اوفياء ...
ونحن لا نعلم بأننا كلنا
كألعاب نتحرك مأمورين في الخفاء ...!!!

فقط في بلدي
يعيش كل شيء
إلا مخافة الله
تموت في رؤوسنا دونما حياء .....

كل شيء في وطني بات يقتلنا
الجوع والعطش والحب والجنون ...
الحرية والكرامة .. والدموع التي في جَفنِنا
والامل الغارق في ظل السكون ...
الحياة تجرنا للموت
والموت يرفض ظِلنا
والطريق لا ثالث فيه فأين نكون ...
كل شيء يقودنا للموت
فرغيف الخبز صار كاللغم في دربنا
ونحن بإنفجار النخوة لازلنا مؤمنون ...
 

فمن لم يمت برصاصة
مات مقهوراً من جهلنا
ومن لم يمت تحت التعذيب
داسه جنزير دبابةٍ "حنون" ...
كل شيء في وطني بات يقتلنا
حتى الماء والهواء
وحتى الدماء المسمومة التي تسبح في عروقنا
فحتى الفؤاد مذبوحاً
بسكين من يخون ...
كل شيءِ من الشروش كالاشجار يقلعنا
ونحن لازلنا بالاوهام غارقون ...

في وطني لم ترحموني
ولم ترحموا اوصالي ...
لم ترحموا إرث أبي الفداء
لم ترحموا ذكرى أبي العلاء
لم ترحموا كل جبين بالمجد عالِ ...
شرّحتم العاصي
وجرّدتم من ثلجها وشموخها قِمَمُ الجبالِ ...
تحت أقدامكم مُسِحَت دِماءُ الشهيد
وبكل وقاحةٍ اغتصبتم بإسم الحق كُلَ غالي ...
حمص تُكَـفِركُم
 

ودرعا تُحقِركُم
ودير الزور تنعي لكم فراتها ولا مِن مُبالي ...
وحماه نزعتم حجابها
ودنستم عرضها
وكان شرفها تحت الهاون كُل المنالِ ...
مابالكم ؟؟؟
ما بال رؤوسكم ؟؟؟
ماحل بقلوبكم ؟؟؟
جميعكم ... كلكم
من اطفالكم لشيوخكم
ونسائكم وأشباه رجالكم
واولكم هناك من يرتكي على افخاذ النساء
هناك من نادوه "بأصحاب المعالي" ...

في وطني لم ترحموني
لم ترحمو وطني
ولم ترحموا اوصالي ...
لم ترحموا روحي
لم ترحموا دمشقاً
فدمشق روحي
وروحي في جسدي المقطع
أخـــــــــــــــــر ما بقا لي ....

2012-10-06
التعليقات
يامن أبو هايلة
2012-10-13 07:26:06
قصيدة في النار ...
ستبقى كل كلماتنا في النار .. إلى ان نعيد بلادنا جنة كما كانت ... شكرا لمرور الجميع.

الإمارات
بدون اسم
2012-10-10 07:37:10
اشتاق اليك
اشتاق اليك كشوق الفراشات للحريق ... وانا اعلم بان الدنيا لن تنجب يوما رجل يحمل في عينيه ذات البريق ... أشتاق اليك وانا اتمنى ان اكون في روحك كغريق ... قصيدتك رائعة كالعادة وفي القلب وليست في النار

سوريا
ريتا
2012-10-08 16:29:37
الألم مستمر وسيستمر
القصيدة اكثر من رائعة عنجد حياة تعيسة كلا اخبار دم و موت احساسك حلو كتير شكراااا كتييييير

سوريا
ريما
2012-10-07 22:08:17
كفى
في زمن اللامعقول يصبح الجنون سمة الأسوياء!! في وطن بلا أجنحة يصبح الغراب هو الطير المفضل!! في زمن الغبار نستنشق اوكسجين الدهشة.. هذا يكفي وكفى وكفى.....

سوريا
جنى الخير
2012-10-07 16:06:46
.....
لقدأطلقت يايامن في هذه القصيدة صرخات كانت محبوسة في حناجرمعظم أبناءالوطن..وقدوصلت اصداؤهااقطارالسماء(ربّما)ونأمل أن تصل آذان من يهمهم الأمر(ان كان هناك من يهمّهه الأمر)قصيدة رائعة..أهنئك...

سوريا
لينا
2012-10-06 10:44:50
قصيدة على الجبين وفي القلب
انت وقصيدتك الرائعة جدا جدا يا يامن في الجبين وفي القلب وحياتك .

الإمارات
مُجَرَّدُ إنسان
2012-10-06 07:36:28
أحقيقةٌ ما يجري في بلادي أم رياء
بوركت أناملك الطاهرة ويداك التي عزفت على بحور آلامنا بإبداع لا بعده ابداع ، استمر واستمر واستمر ، أخرج ما بداخلنا وما نحن عاجزون عن اخراجه ، استمر واستمر واستمر ، فدمشق تبكي وتنوح وسوريا مِن قلبها تنزف الجروح ...

سوريا