syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
المفاجاة الكبرى !...بقلم : عارف العارف

رأينا جميعا كيف قام الربيع العربي وكيف استيقظت الشعوب العربية فجأة بعد عقود خلت من السبات الشتوي تطالب أنظمتها وحكامها الخاضعين الخانعين لأمريكا والصهاينة بالتنحي والتغيير الشامل وهنا لاأريد أن أدخل بنقاش حول جدية تلك الثورات وهل تحركت الشعوب بتنظيم وتخطيط أم حُركت عشوائيا دون أن تعرف قائدها أومحركها أومدبرها


 لكن بما أن السقف الأعظمي لتلك الثورات كان تغيير شخص الحاكم فقط وبقاء جميع السلطات وعدم قدرة الشعوب على محاسبة الفاسدين وبقاء الفساد المستشري والمعاناة والظلم وهدر الثروات وعدم وصول تلك الثورات لدول صنفت عالميا بأنها أكثر الدول قمعا للمرأة والرجل وانعدمت فيها الحريات بشكل كامل فهذا إثبات كاف للشك بمنبع تلك الثورات ومحركها وغرضها ! وهو دليل واضح على أن هناك من أيقظ تلك الشعوب لابغرض التغيير والحرية إنما لأغراض وأهداف أخرى مخططة ومبيتة , وأنا لا أظلم أحدا إن قلت هذا ولا أتخيل ولا أخترع من عندي بل أتكلم عن واقع لمسناه جميعا ورأيناه بأم العين وهو ماحصل فعليا في كل دول الثورات لذلك سميناها فورات !

أما في سورية فقد اختلف الدافعون والمحركون للثورات العربية خارجا فيما بينهم واحتاروا بالسبب الذي سيقنعون به الشعب السوري للقيام بثورة ضد نظامه فالرئيس السوري حديث بالرياسة وشريف وكريم وهو كشخص ليس فاسدا ولا أحد ينكر أنه الوحيد بالأمة العربية الذي لم يخضع لأمريكا والصهاينة رغم كل التهديدات ولم يتآمر على شعبه ويسلمهم رقبة سورية ويشحد القمح مقابل مساعدة بمليار دولار بالسنة كمصر والأردن وغيرهم وأيضا لم تنتهي مدة ولايته بعد , وأما الفساد في نظامه بنظرهم فهو ليس سببا كافيا للثوران عليه ومطالبته بالتنحي إذ يمكن أن تخرج مظاهرات سلمية هناك وهناك احتجاجا على الفساد

 

 ليعلم الرئيس الأسد أن هناك مشكلة ويبدأ بعدها بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين وهو قوي ويستطيع ذلك بسهولة وإثباتا على هذا أنه عندما خرجت المظاهرات أعلن الرئيس الأسد فورا حزمة من الإصلاحات رأيناها جميعا وكان يمكن أن تعدل أيضا وتكون أفضل لولا تلك المؤامرة التي حصلت ومازالت , لكن لم يكن المخططين بالخارج يهدفون لهذا بل كان هدفهم أكبر بكثير وهو ضرب سوريا من الداخل وتدميرها بيد أبنائها بعد أن عجزوا خارجيا عن أخضاعها عسكريا وسياسيا ؟ وبهذا كان عليهم أن يخترعوا سببا مهما وحادثة كبيرة بالداخل تثير الشعب السوري فإن لم يتحرك كما يرغبون فهناك أدوات أخرى محضرة مسبقا ومجهزة ومنها السلاح المخبأ والأنفاق التي تحتاج لسنين لتحفر والمال الذي يدفع والتنظيمات الإرهابية التي جهزت بجميع تسمياتها من القاعدة للنصرة لغيرهم والنائمة خارجا وداخلا لحين الطلب , وبهذا تكون قد اكتملت عناصر الثورة السورية المدمرة والتي يراد منها إسقاط هذه الدولة الوحيدة الممانعة في الأمة , وبذلك يحققون الهدف الكبير من الربيع العربي المصطنع لتلك الغاية بالذات وهو ماحصل فعلا ورأيناه جميعا ولم يعد عند أي مواطن شك بأن كل المجموعات الإرهابية بالعالم قد تسللت الى سوريا بأمر أسيادها وانقضت على الشعب والنظام والبنى التحية أيضا ,

المفاجاة الكبرى ؟!


كلنا يعلم أن أمريكا أنزلت أساطيلها ونشرتها في العالم واحتلت أفغانستان والعراق واتهمت دولا كثيرة ووضعتها على لائحة الإرهاب بعد حادثة برجي التجارة وأعلنت يومها بأنها ستلاحق القاعدة المتهمة بالتفجيرين بأي بقعة بالعالم , وفعلا بدأت تضرب فوق الحزام وتحته بمباركة غربية وصهيونية , أما الدول الأخرى فكانت تنظر لأمريكا وتبرر جنونها فأن تُخترق دولة عظمى ويدمر فيها برجين بطائرات مدنية وبعملية كبيرة من هذا النوع  فهذا يعطيها الحق بملاحقة الإرهاب أينما كان , لهذا صمت العالم عن جميع تصرفاتها لمدة عشر سنوات تقريبا وبعد كل تلك الحروب واحتلال العراق وأفغانستان وقتل شعوبهم بالملايين وتدمير شبه كامل لحضارتهم تفاجأ العالم كله ( بأن القاعدة التي فجرت البرجين ليست إلا صنيعة سعودية صهيونية ) يتحكمون بها ويأمرونها ويديرونها أينما شاؤوا لمصلحتهم وهو ماحصل فعلا في ليبيا أولا وبعدها في سوريا بما يسمى بالربيع العربي ( والغريب أن لا أحد يعلم كيف تحالفت القاعدة العدو اللدود لأمريكا التي تلاحقها وتقتل عناصرها في أي بقعة من العالم الى صديق يعمل معها في أي بقعة من العالم لاتخضع للأوامر الأمريكية ) وتلك هي المفاجأة الكبرى التي كشفتها سورية بصمودها وتحديها وإفشالها لهذا الربيع المزيف ,

أيها السادة لقد شاء القدر أن تنكشف لعبة القاعدة على يد أبطال سورية جيشا وشعبا وقائدا بصمودهم التاريخي بوجه هذا الربيع المزيف وأعتى مؤامرة مرت على سورية طبعا بعد أن حصد جيشنا الباسل إرواح الكثير من إرهابيي القاعدة والقى القبض على عدد كبير منهم واعترافاتهم الموثقة بالأمم المتحدة بأنه تم تدريبهم وتسليحهم ونقلهم الى سورية عن طريق تركيا والأردن ولبنان بدعم صهيوسعودي قطري ووطبعا بموافقة أمريكية فاضحة فاجأت العالم كله وجعلته يتسائل ( كيف يتحكم العدو بعدوه التاريخي ) ويأمره بالتوجه أينما يريد وقد صرعتنا أمريكا لسنوات بأنهم أعدائها اللدودين وتلاحقهم وتقتل عناصرهم !؟

 

 وتلك كانت المفاجأة التي كشفتها سورية للعالم أجميع الذي أدرك ولو بشكل ضمني يخشى التصريح به بأن كل الإرهاب والتفجيرات ومئات القتلى والضحايا من المدنيين الأبرياء في لندن وباريس واسبانيا وروسيا وتدمير برجي التجارة في أمريكا وصولا لأفغانستان والعراق وتدمير ليبيا وأخيرا محاولة إسقاط سوريا كل هذا تم بيد ( من صنع القاعدة ومولها وخطط لجميع عملياتها بالعالم وهم السعودية والكيان الصهيوني ) والمفارقة أن سورية لو سقطت لبقيت الأمور مستورة ولن يعرف أحد ماجرى كما حصل في ليبيا وقتل القذافي وحتى اليوم كل شعوب العالم تظن أن الشعب الليبي هو من قتل رئيسه لكن الحقيقة هم مجموعات إرهابية من القاعدة تدربت خارجا ودخلت ليبيا وفعلت مافعلت بأمر صهيو سعودي أمريكي , أما في سورية فقد كشف الجميع عن عوراتهم ظنا منهم أن سورية ستسقط خلال أسابيع قياسا بليبيا وبعد سقوطها لن يعلم أحد باللعبة الخبيثة التي حيكت ضدها وبأن عشرات الألاف من الإرهابيين قد دخلوا وخربوا ودمروا واختلطوا مع السوريين المتظاهرين الشرفاء الذين يريدون التغيير السليمي , لكن بفضل الله حامي شامنا صمد السوريون وكشفت اللعبة وبانت عوراتهم بأنهم وراء القاعدة ووراء جميع إرهابها بالعالم لذلك جن جنونهم وانسعروا أكثر ,

فهل يتوقع أحد أنه لو كان ابن لادن والظواهري ضد أمريكا  أن ينسوا عدائهم اللدود لأمريكا وقتلها للألاف منهم وبلحظة يضعون أنفسهم تحت تصرفها لتحرير سوريا من شعبها , ألا يدل هذا وبدون أدنى شك أن القاعدة هي بالأصل من صنيعتهم فالسعودية وقطر يغذونها بمال النفط الخليجي والصهاينة يتحكمون بها ويضعونها تحت تصرفهم وتصرف المحافظون الجدد في أمريكا لتضرب بها الدول الخارجة عن إرادتها , وإثباتا على كلامي لاحظوا أين تعمل القاعدة ؟ القاعدة لاتعمل إلا ضد أعداء أمريكا والكيان الصهيوني فأعداء الصهاينة بالمنطقة اليوم هم العراق وسوريا وإيران والقاعدة التي صرحت منذ نشاتها بأنها تحارب أمريكا والصهاينة ليس لها عمل اليوم إلا التفجيرات في سورية والعراق وقتل العلماء النوويين في إيران أليس كذلك ؟

 

والسبب أن التقارب السياسي الذي كان ممنوعا لعقود بين سورية والعراق لخطورته على أمن الصهاينة حصل مما أثار جنون الصهاينة وأذنابهم الخلجان وخصوصا بعد أن خرجت أمريكا مذلولة من العراق بفضل شعبها المقاوم ومساعدة سورية لها وأيضا طرد الصهاينة من جنوب لبنان وهزيمتهم المذلة في تموز وانكسار مقول الجيش الصهيوني الذي لايقهر , وتاريخيا كما نعلم لم يتم أي تقارب بين العراق وسورية إلا ودق فيه اسفين سعودي صهيوني أمريكي بريطاني وأيضا ستخرج أمريكا مدحورة من أفغانستان , لهذا ارتأت تلك الدول التي تحتضن القاعدة أن توجه كل الإرهابيين التابعين لها الى المنطقة العربية ليزهر الربيع العربي على أيدي الإرهاب الصهيوسعودي وهذا ماحصل لكن الإرهاب لم يزهر أبدا إلا شوكا على جثث أصحابه ,

لذلك وبعد هذا الانكشاف الواضح للقاعدة : نطالب شعوب العالم الحر قاطبة الذين عانوا من إرهاب القاعدة وفقدوا أعز ماعندهم من أبنائهم وأقاربهم بعمليات إرهابية قذرة راح ضحيتها ألاف من الأبرياء وخصوصا الشعب الأمريكي المسكين الذي تلعب به أيادي المحافظون الجدد الصهاينة والذي خسر ابنائه في برجي التجارة وحقيقة ما كان وراء تلك الحوادث المؤلمة كما هو واضح اليوم إلا الصهاينة والسعودية والمحافظون الجدد , نطالب تلك الشعوب أن تثور على حكامها وتطالب بالقصاص العادل ممن أسس القاعدة ودعمها ومول تلك العمليات الإرهابية القذرة بالعالم , وأيضا نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان أن يتحركوا في هذا الموضوع لمحاسبة تلك الدول التي تفتك بالعالم منذ عقود تحت ذريعة محاربة الإرهاب وهو بالأصل من صنيعتهم وعملهم , وبما أن تلك المنظمات تابعة اليوم ومأجورة للمال الخليجي الذي اشترى رؤوسها الكبيرة والصغيرة فليس للعالم اليوم إلا انتظار دور كبير لروسيا والصين ودول بريكس في تغيير تلك المنظمات الأممية المأجورة والخلاص منها لإراحة العالم من هذا الإرهاب العالمي الدولي المخطط والممنهج منذ سنين فهل من مجيب ؟! .




 

2012-10-08
التعليقات
عاشق سورية
2012-10-08 16:32:24
إن اللبيب من الإشارة يفهم
مقالة واضحة ورائعة, الحمد لله أنه لايزال في وطني من يستعمل عقله, ولو تعمقنا أكثر لفهمنا, منذ سنوات وأنا أقول في كل حوار أجتمع فيه مع بعض مدّعي الثقافة بأن القاعدة ماهي إلا سكين الصهاينة والأمريكان, وكنت أستشهد بأن رسائل بن لادن الصوتية والمرئية لم تكن تظهر إلا قبيل أحداث ستقوم بها أمريكا وأذنابها كي تكون محرضاً للبدء بتلك الأعمال (راجعوا تاريخ بن لادن والقاعدة), وكان البعض يستنكر والآخر يستغرب, أما الآن فأعتقد أن الأمور غدت واضحة, ولم يعد ينقصنا سوى أن نفتح عيوننا جيداً ونفهم ما يدور حولنا.

سوريا