عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ الله عَنهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا ، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ " . (حديث مرفوع)
فمالنا نرى أقواماً استمرأت التفوه بأي كلام ترميه يمنة ويسرة - تحت مظلة الدين - تحابي به بعض أسياد البترو دولار، وتؤجج النار في أتون لهيب أضرم فينا منذ قرابة العشرين شهرا ونيف؟
نعم أحبتي.. نسمع في كل مجلس يعقد على أرجاء المعمورة متحذلقين من البشر، ينبشون في قصص وحكايا، لا نجد من نتاجها إلا تكريس مزيد من النأي والخصام.
قيل لعمر بن عبد العزيز : ما تقول في أهل صفين ؟ قال : تلك دماء طهر الله منها يدي، فلا أحب أن أخضب بها لساني .
يقيناً - أخوتي في الله - هذا كان من شأو سلفنا الصالح في تهدئة النفوس، وتطييب الخواطر، فقد كانوا من غير أن يدروا لا يسعون إلى تسعير نيران الفتن والملمات، نزولاً عند قول رسولنا الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم: الفتنة نائمة ... لعن الله من أيقظها.
ولنكن جميعاً ( وأؤكد على كلمة جميعاً )، منابر خير لوأد كل شكل من أشكال التمادي أو التعدي على أمن وأمان البلد، بكل ما احتواه من نسيج متجانس متأصل في ربوعه الخير. ودعونا من الإصغاء أو الركون لحديث الشيخ فلان والداعية علان زالناشط فلتان، كونهم سيبرؤون منا يوم الحساب وسيقولون كما يقول إبليس اللعين : وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم!!!
ذلك ما نقوله لأصحاب العقول النيرة التي غرر بها لتزج في وطيس لاهب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. أما لأولئك الذين يدعون بأنهم مكلفين بتقويم الإعوجاج.! فنقول لهم قد كسرتم بأيديكم ما ادعوتموه إعوجاجاً، بل سحقتم تحت أقدامكم كل ما قد لقفناه وعلى مر سنين، حقاً أيها المارقون.. لقد ارجعتمونا لما وراء العصر الحجري بعصور، حين كان الإنسان يعيش في الكهوف ولا يأمل من الدنيا غير طعام يملؤ فيه، وشراب يروي جسده، وشهوة يقضيها من دون أقل تفكيرأو أدنى تدبير...
وتطل علينا في كل حين، من نافذة باتت ملازمة لنا في كل ركن من أركان حياتنا اليومية، فضائية تقتنص حتى الكحل من عيون الغرب، فبعد جملة من برامج التخلف الإنحطاط، تأتي لتزف لنا وثائق، تدعي بانها ممهورة بختم سري للغاية، مصدرها تشكيلات صنعتها، والفحوى جملة من هرطقات الإعلامية تارة، وإتهامات لا تستند لأدلة دامغة طوراً آخر. ولتتفاجئ تلك المحطة بأن من يجب أن يطرب لمثل هكذا فبركات يكون أول المنكر والرافض لما جاء فيها، وليرتد السحر على الساحر مرة أخرى. ناهيك عن الطريقة الوقحة التي طرحت بها تلك الوثائق والمستندات والتي لا تستند لأدنى درجات العرض والتقديم.
فتصحيح: يوضع الأسيرين بدل يوضع الأسيران مصيبة، وعبارة دعم الجيش الحر مرفوضة، ومن القصر الجمهوري وليس رئاسة الجمهورية حكاية أخرى، وكلمة ناشط بدل معارض ممجوجة، وسفير بدل ملحق عسكري غلطة خامسة ومن ثم سادسة فسابعة وثامنة...الخ.
مجمل ما سبق، يؤكد بأن جميع الوثائق السرية المسربة، والتي لم تحظ بجهد لائق لفبركتها، لم تصدر عن الجهة التي مهرت بخاتمها. وإنما وبمجال لا يدعو للشك هي مطبوخة في حوجلة يدعونها التيار الوطني السوري وبقلم ما يسمونه مدير مكتبها السياسي شفاه الله.
بالنتيجة إنتهت اللعبة!!! وإعلان إفلاس هاتيك المحطات بات وشيكاً، والمسألة مسألة وقت ليس إلا. ودليلنا على ذلك الخفوت الملحوظ للحالة السورية والذي بات مشهوداً - لكل ذي لب - على أثير تلك المحطات، والذي إنخفض من مئة بالمئة إلى حوالي العشرة أو العشرين بالمئة من مجمل بثها - على أبعد تقدير - رغم السخونة منقطعة النظير للأحدث على الساحة السورية في المرحلة الراهنة.
وكل الحزن والشفقة نسبغه على أولئك الذين عوّلوا الكثير على مثل هذه المحطات، وعلى العشرات الذين تجندوا لخدمتها, وتزويدها بكل ما طاب لهم من المواضيع واللقطات والمفبرك من الأحداث لقاء لقيمات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأعود وأذكر بقول أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز:
"تلك دماء طهر الله منها يدي، فلا أحب أن أخضب بها لساني"
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ... صدق الله العظيم.!
بكفينا فزلكات من بداية الثورة وانتم بتتهموا غيركم ومانكوم شايفين يللي عملتو بالشعب المسكين وبدكن الكل يضل ساكت لك فلقتونا عيفونا خاي
أخي سوري ... بتنا في هذا الأوان نبحث عن مبررات للآخر حتى ننتهي من نوائبنا على أحسن وجه وتطبيقاً للمثل المعروف إلتمس لأخيك عذراً...ولكن الحقيقة تفرض نفسها فقبل ثورتكم المهولة كان الوضع أفضل من الآن بآلاف المرات وما أقدمتم عليه لم تراه أو نسمع به على مر العصور، فأن يغدو المرء ألعوبة بيد الآخر في سبيل تدمير بيته والعبث بمقدرات أهله قي سبيل لقيمات عجاف فذاك العجب العجاب. وأقول وأنا المتتبع العادي بأن كل ما ألم بالشعب السوري هو من نتاج أناملكم وبفعل عنجهيتكم المفرطة فلتعيفونا لنعود كما كنا.