عندما يتفشى السم الزعاف في البدن السليم .. يصير من الضروري البدء بعمليات تطهير هذا الجسد من ذاك السم، وذلك بغية درء خطر موت محتم، يزيد نسبة إحتمال وقوعه، التأخر والتريث غير المبرر في العلاج.
وبنفس المنظور .. وبمحاكاة منطقية للذي يحدث على الأرض السورية، يقوم جنود الجيش العربي السوري بأروع عمليات التطهير التي عرفتها الإنسانية على مر العصور، لبؤر شابها شيء من الإنتان أو النجاسات المستوردة .. فالعمليات التي وصفت - بالبالغة الدقة - ما هي إلا إجتثاث ورم خبيث ألم بجسد الأمة الواحد، ورم لم نعرف كنهه من ذي قبل، وفد إلينا من الخارج وبمعونات صديقة وشقيقة، حتى يعيث بنا فسادا،ً فيشفي غليلهم الذي ألم بهم منذ أمد بعيد.
وكوني - شاهد من قلب الحدث - يمكنني أن أسرد على مسامعكم صوراً نعيشها مع مظاهر من حالات التطهير التي يعمل بموجبها على الأرض السورية .. والتي أؤكد لكم بأنها ستدرس في يوم من الأيام، ضمن مناهج الكليات العسكرية، وعلى مستوى العالم.
الحق .. والحق أقول لكم بأن كافة المتابعين لمجريات الأمور، يشهدون وبدون أدنى شك بأن ما تقوم به الوحدات العسكرية، ومن مختلف صنوف الأسلحة في الجيش العربي السوري، وكذلك المجموعات الأمنية المختلفة هو نوعي وبامتياز - رغم أن هذا القول هذا لن يعجب الكثير ممن عانوا من وطأة تلك العمليات - كون أن التحركات، والتجهيزات، والتموقعات، والإمدادات محسوبة وحتى الخسائر، وقد وعد أصحابها بالتعويض إن شاء الله.
ودليلي على ما أقول أورده بالتالي .. لقد تعرضت المنطقة التي أقطنها في الأسبوع الماضي لحملة مداهمات أمنية، أرقت صفاءها، و كدّرت معيشة الكثير من أهلها، ولكن .. والصدق أقول لكم بأن كل من شارك في هذه الحملة من أرقى الناس قاطبة!. حيث وعلى غير عهدنا بجنود الوطن أو عناصر الأمن، كان الإستئذان وطلب الصفح وعدم المؤاخذة ، وفي حال حدوث خلل أو منقصة من أحد العناصر يكون التوبيخ والتقريع من قبل رئيسه، حيث يكون الإعتذار لأمور جمة ... كانت الأعداد كبيرة، وتم التفتيش من قبل مجموعات موزعة بشكل رتيب ومجهزة بأدق المعدات، ولا أذكر في ذلك الوقت أنهم اضطروا لإستخدام أي من أسلحتهم - التي كانت بحوزتهم - رغم تنوعها وتعددها، إلا بالحالات النادرة والتي لا جدوى من ذكرها الآن. والذي لفت نظري .. مرافقة حملة الدهم تلك سيارات إسعاف مدنية لا عسكرية، تحسباً لأي طارئ يمكن أن ينجم عنه إصابات في صفوف المدنيين، فكلنا يعلم بأن المصابين العسكريين تعالجهم وحدات طبية عسكرية، أما المدنيين فقد جهزت لهم معدات علاج خاصة بهم، وإن لم تستخدم وقتذاك والحمد لله.
ضمن هذا الفضاء المكهرب، والأوقات العصيبة .. يركن المرء بطبيعة حاله إلى مواقع التواصل الإجتماعي على الشبكة العنكبوتية، ليتعرف أكثر عما يدور من حوله، وحينها تقرأ العجب العجاب، حيث تطالع مالا عين رأت ولا أذن سمعت ... فالفبركات صارت من خبزنا اليومي وملازمة لحياتنا الإعتيادية .. وليس مستغرباً أن يقوم مدون ما بنشر الحواجز الأمنية يمنة ويسرة، ويقوم آخر بسرد قصة تلو الأخرى عن تجاوزات وإنتهاكات للحرمات، فنقرأ الكثير منها وعن المنطقة التي نتواجد ضمنها في الوقت عينه، ناهيك عن حكايات الإشتباكات، وملاحم من البطولات والتصدي لأشخاص حقيقيين - أو وهميين - مع جنود في فضاء آخر، وتكبيدهم الخسائر الفادحة، لتصل إلى حد تصفية العشرات منهم وبكبسة واحدة على لوحة المفاتيح ... بالمتابعة نشاهد صوراً وفيديوهات مفبركة عن عمليات قصف، وهدم للمنازل على رؤوس قاطنيها، ولا نفاجئ عندما نرى بأن المنزل الذي نسكنه، ونقوم بعملية التقصي والمتابعة منه، قد سوي بالأرض، أو أحرق على يد شبيحة النظام.
لذلك كله ... ومع بداية إنبلاج الخلاص الذي ينشده الجميع، يصير من الواجب تجريف مكامن الورم في وطن الأمن والأمان حين تعصف فيه نوائب الدهر من كل حدب وصوب، ولو سألت أمهر الجراحين في هذا العالم .. يخبرك بأنه كلما كان التجريف عميقاً كلما كان إحتمال الإنتكاس المتوقع بعد التجريف أقل. على الرغم من أن هذا الشيء يحتم عليه المجازفة بالنذر اليسير من الخلايا السليمة.
أستعرض وإياكم في هذه العجالة ما وردنا عن رسولنا الكريم في الحديث الشريف:
سألت أم سلمة رضي الله عنها: إذا نزلت العقوبة بالناس، وكان فيهم صالحون، أهي عقوبة لهم جميعاً؟...
فأجابها النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إن العقوبة إذا نزلت عمّت الصالح والطالح، ثم يبعثون على نياتهم!... ( رواه مسلم وغيره).
لذلك ومن باب حرصنا على عودة محمودة لما كنا عليه - قبل اشتعال فتيل الأزمة - علينا جميعاً أن نساهم في عملية التطهير التي تقوم بها قواتنا المسلحة، وإن لم نستطع بالفعل فيلزمنا أن نعينهم بالقول الحسن، أو بالسكوت عما يشاع عنهم ... وذلك أضعف الإيمان.
عندما يقصف بيتك و تقتل امك و اختك و اولادك تعال و قول لازم نضحي
أعتقد بأن الموضوغ مبالغ به بعض الشيء فكلنا يسمع صوت التفجيرات التي تحدث في العيد وكلنا تعرض للإهانة من الحواجز والخبل على الجرار ليس الكل بالسيء ولكن الوضع وصل حد القرف الميتين كثيرون الالجرحى أكثر والمهجرين لا تعداد لهم وتقول دقيقة ومحدودة لا أنكر بأن المسلحين أخطر بكثير من الجنود وأكثر همجية لكن هذا ليس بالعذر لما يقوم به الجيش العربي السوري الجيش الحر يدمر المدن عن بكرة أبيها والجيش العربي السوري يطهرها ومو رايحة غير على المواطن الغلبان وحلوها إذا بتنخل!!!
سوريا لكل السوريين الوطنيين الشرفاء... أما الذين شاركوا وساندوا القتل ..ودفن السوريين أحياء تحت الأنقاض..اوهتك الأعراض والتهجير.. فليس لهم الا ممر وملاذ آمن مكبلين بالأصفاد ..داخل الأقفصاص الى محاكم لاهاي.. أو القبر.. داخل مذابل التاريخ!
لا أطلب من أحد أن يضحي ... ولكن أقول بأن المرء الؤمن بقضاء الله وقدره لا يحق له أن يتباكى على شيء لا يملكه ولا يستطيع أن يتنبأ عن وقل وقوعه ألا وهو القضاء والقدر ... فالأمر واقع لا محالة فهل نجزع ونطلب الثأر أم نرضى بقضاء الله ونسلم بأن عند الله لا يضيع مثقال ذرة لمخلوق على وجه الأرض ... فلا تجزعوا من الملمات فهي بإذن الله مكفرات للذنوب ومنجيات من عذاب شديد في دار الحق عند مليك عادل، ولتعلموا بأن الدنيا دار إبتلاء يقلب الله عباده فيها كيف يشاء حتى يبين الخبيث من الطيب!!!