أبنائي وفلذَة كبدي أُناجيكم كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثاً
كفاكم قتلاً وتدميراً أسألكم بحق ربّ الأرض والسماء
لمَ كل هذا؟ ولصالح من؟ وإلى متى كل هذا العناء؟
أنجبتكم من رحم الحرية والكرامة، وأرضعتكم حبّ الوطن وحمايته، وترعرعرتُم على أرضي الطاهرة، وشربتم من مائي العذب الزلال، وأكلتم من خيراتي من كل ما لذ وطاب، ونهلتم العلم والمعرفة بالمجان، كنت لكم كالشمعة التي تحترق لتنيرَ لأبنائها طريق السّعادة ولأوفرَ لكم كلّ أسباب العطاء
دفعتُ لأجلكم الثمن غالياً لأبعدَ عنكم الداء ولأكون لكم الدواء
سهرت الليالي الطوال من أجلكم ولأحميكم من براثن الأعداء
فتحت ذراعي لأضمكم جميعاً من كل الأطياف والأجناس والأديان فكلكم عندي سواء
علمتكم أن تقتلوا الأعداء لا الأطفال والنساء والأصدقاء
أسقيتكم ماءً عذباً فراتاً وأنتم اليوم تسقوني الدماء
دفنتم رائحة الياسمين وأحييتم رائحة الدماء
عشتم وتنعمتم على أرضي سنوات طوال بأمن وأمان في ربوعها الغناء
فلماذا قتلتم ولماذا دمرتم لن يجيب على هذا السؤال إلا الكفرة والأعداء
لن ينساكم أبناءكم انظروا ماذا قدم لكم أجدادكم وماذا قدمتم أنتم يالكم من آباء!
بئس الدين عندما يكون ذليلاً للسياسة الأميركية والصهيونية الرعناء
حققتم للعدو أحلامه فشماتة الأعداء بكم أشد بلاء
خذلتموني ولم ترحموني ونسيتموني عندما كنت لكم الستر والغطاء
عهدتكم كما ربيتكم أن تكونوا أبناءً شرفاء
ولتكونوا صفاً واحداً بمواجهة الأعداء
لم أعلمكم يوماً أن تتأثروا بالأكاذيب وتنجرفوا وراء أقاويل السفهاء
بعتم ضمائركم وخنتم بلادكم فكيف لكم أن تطالبوا بالحرية بعد سفك كل تلك الدماء
فها أنا كما أنا لم أتغير معكم بل أنتم من تغيرتم أصلحوا أنفسكم فأنتم من ضيع كل هذا العطاء
باسم الحرية سقط الآلاف من الأطفال والنساء شهداء
أما فكرتم يوماً ماذا فعلتم بهؤلاء الفقراء ولماذا قتلتم الأبرياء
لقد خلقتم أيها العرب لتكونوا شرفاء كرماء
فادعوا ربكم واستغفروه بالسراء والضراء
واعلموا عندما تدمر سورية فماذا يبقى لي ولكم غير الدم والفناء
أما آن لقلبكم أن يخشع ولعيونكم أن تدمع ولعقولكم أن تسمع هذا الدعاء
إلى متى ستبقونَ بعيدين عن الله وهو أقرب إليكم من حبل الوريد غافلون عن مراقبته ناسيين قدرته على البلاء
ماذا أقول لكم في هذا العيد الحزين بعد أن قدمتم أهلكم وإخوانكم أضاحي بدل الخراف فقضيتم على عدالة السماء
وأنا اليوم أبكي دماً في ليالي فرحي وقد خيم الحزن والأسى على كل شبر من أرضي الشهباء
قتلتم أحلامي وسرقتم شبابي وأحرقتم بهجتي ودفنتم فرحة أطفالي ودمرتم بأيديكم الأرض التي كانت مسرحاً للفرح بالأعياد للأبناء والآباء
ياويلكم يوم لقاء ربكم فلن تجدوا عندها رداً إلا البلاء
سأصبر وأصبر فما زالَ لي هناك أبناء صامدون يتحلون بالنخوة والشجاعة والكبرياء
وسأظل أنادي وأنادي حتى تعود الفرحة فما زال عندي أمل لوقف سفك الدماء
وسأعود وتعود شوارعي تنبض بالحياة وسنعيد الذكريات الجميلة بعيدة عن هؤلاء الأعداء
أرجو أن يكون كلامي صائباً فلن أناقش الجهلاء فنقاشهم عندي كالرسم على الماء
وإنما أخاطب أصحاب العقول النيرة فما زال عندي أمل بهؤلاء
على الرغم من الحزن والأسى الشديدين أدعو الله أ ن تعود فرحة الأعياد إلى سابق عهدها وتعود البسمة مرسومة على شفاه الأطفال والآباء
وكل عام وانتم بخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ داودُ شعبانَ في دودْيانَ أبصرهُ * وأكحلُ المقلتينِ القلبَ يستهمُ إلى متى أرتجي لقيا الحبيبِ بها * ويرتوي ناظري أو تفرحَ الأممُ وأرضُ دابقَ فيها كلُّ معتَرَكٍ * صعيدُها مزدَهٍ والروضُ مبتسمُ وزهرُها عاطرُ الأنسامِ مُنتَشَقٌ * والنرجسُ الفاتنُ الأوراقِ يُلتَثَمُ والعُمقُ سهلٌ بِحِمصَ العاصِ مشربُهُ * وشاعرٌ نابغٌ لا زالَ ينتظمُ شهدُ الحنانِ مُغطّىً في سفرج
كلام رائع جدا تدمع له العين...والله لن نسامح هؤلاء المراهقين اللذين دمروا بلدنا الغالي...المزعج والغريب بالموضوع أنه بالرغم من كل ما تسببوا به من خراب وقتل وتدمير للبلاد إلا أنهم ما زالوا مصرين على الاستمرار بأذاهم...لا سامح الله هؤلاء الخونة
صبرا سوريتي الأبية سنبقى أبناءك الأوفياء نعاهدك أن نلمم جراحك التي طعنك بها هؤلاء الأوغاد ستبقين الروح التي تنبض في عروقنا في كل قطرة من دمنا سنكون أوفياء لهذا الماء الرقراق الذي نهلناه من ينابيعك العذبة سنكون أوفياء لعبقك لرائحة ياسمينك لصباحك المشرق لا تحزني يا حبيبتي سنعمرك من جديد ستكون حليتك الأجمل عهدا نقطعه على انفسنا سنصبر على هذه الأيام القاسية فهي بعون الله إلى زوال ... إنهم يفجرون.. يقتلون.. يذبحون..يغتالون لكنهم لن يمحوا اسمك من قلوبنا..ستبقين سورية الأسد الأبية وإلى الأبد
أتمنى و من كل قلبي أن يصل الكلام الذي نقلته الكاتبة على لسان أُمنا سورية إلى قلوب و عقول السوريين جميعاً بجميع طوائفهم و مللهم, و أن تعود حياتنا إلى سابق عهدها. يسلم هل التم يا أستاذتنا.
أستاذة فرزت شكراً لمقالتك الجميلة . ولكن أبنائها الصامدون صار ينعتهم الناس بأنهم خائنون لأنهم لا يريدون خراب البلد . عندما رأينا طريقتهم رأينا القتل الذي حصل وقد يخطر لبعض القارئين سؤال من قتل . لا يهمني من قتل يهمني كم أنسان لقو حتفهم وكم سيلاقي . لايسعني أن أقول إلا أجاب الله دعائك لأنه دعاء أغلب السوريين . شكراجزيلا لك وادامك الله
اتفتقت جروحنا بعد قراءة هذا المقال المعبر.اللهم احمي سورية وأهل سورية. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. اللهم امين