syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
آن الأوان...بقلم : فريد الياس نسب

من عجائب الدنيا وغرائبها ..الطبيعة الحية التي لاتموت ..لظاهرة تأكل كل ما ترغب به ..من أخضر أم يابس على الأرض السورية ..إنها ظاهرة الفساد المميز بلونه الأحمر القاتم ..أزمة وطن كبيرة ..شرائح كبيرة من المجتمع السوري بدأت تتآكل أجسامها ..وتتهاوى قواها ..وينهار بنيانها أمام قوة هذه الظاهرة في زمن الأزمة ..


كل مناحي الحياة السورية تكاد تتموت من قهر الفساد لها ..تجار الدم السوري.. يعملون على تكديس الملايين المسلوبة المنهوبة قسرا.. من جيوب غدت لاتملك حق البقاء ..كل.. كل شيء بات عاجزا أمام جبروت الفساد ..نحن والوطن في أزمة كبيرة ..أمام هجمة عالمية لإسقاط كرامتنا ..التضحيات كبيرة ومع كل شروق أو غياب لشمس كوكبنا ..تتعدد التضحيات ويشيع الشهداء ..شهداء الكرامة والعزة الذين استشهدوا دفاعا عن تواجدنا..كل هذا يحدث باليوم والساعة والدقيقة ..حتى غدت آلة الزمن ..عداد رقمي بارع في الترقيم والتسجيل أمام ما يحدث لكياننا ..

 

 أمام هذه التضحيات الكبيرة لشرفاء الجيش العربي السوري الذين عاهدوا الله على حماية وحدتنا..يظهر لنا كل يوم فاسد ماجن مارق ..مبدع ومبتدع وخارق  في خلق الأساليب ..لامتهان كرامة الشعب في اختراع أرقى أنواع الفساد ..إن أردت التعداد للحالات لن تتسع الصفحات ..كل شيء في وطني بات رهن اشارتهم وقوتهم ..الأسعار تتعالى كل صباح ومساء..أزمة في كل شيء ..لماذا ..أين من تم تكليفهم بالعمل على إدارة الأزمة ..أكان على المستوى العام  أم الخاص ..أين الجهات المختصة لمكافحة هذه الظاهرة قبل فوات الأوان ..لأول مرة في التاريخ.. تأخذ الليرة أقل من قيمتها عند الشراء ..تشتري أربعمائة وخمسون ليرة لهاتفك الخليوي بقيمة خمسمائة ليرة ..الفرق بين الصرف والتصريف للقيمة  نفسها خمسون ليرة.. من المسؤول عن ذلك ..ومتى كانت الليرة لها رسوم عند استعمالها ..

 

كل مادة في الشراء تدفع قيمة سعرها المطلوب..بقيمة مالية ثابتة دون زيادة رقمية على استخدامها ..ذكرت الخليوي لأنه ظاهرة العصر ..يتم استخدامها  على نطاق واسع.. لشرائح كبيرة على المستوى العام ..وسيلة اتصال عصرية تلبي النداء عند الاستغاثة على أمل العطاء..هذا إن تجاوبت المحطات ..ولبت التغطية نداء عاجل لمن طلب النداء.. الغاز والمازوت حدث ولا حرج ..لا لن تحصل عليهما إلا بدعم ممن له قرار الدعم ..لماذا.. ولماذا نبتعد عن محاسبة هؤلاء بقوة القانون ..خاصة ونحن نعبر نفق الموت أم الحياة ..في وطن لايمكننا أن نسلمه للغزاة ..أزمة يخلقها مسؤول ..وأزمة تتشكل من خلال عقل مدمر.. لتاجر امتهن رائحة الدماء..لتكوين ثروته الخاصة ..معتمدا على وضع امني يمر به الوطن ..مستغلا كل زاوية من زوايا الحياة لكل مواطن سوري .

 

.يغادر بعدها كغيره من الفاسدين..إلى عواصم عالم المال والرفاه..إلى العواصم التي ساهمت في صياغة قرار الدمار.. لكيان مجتمعنا  وبنيان وطننا ..لن يسمح كل من يحيا على أرضه.. لهؤلاء القتلة.. يوما ما بالانتصار ..  عناصر الفساد لن تتسع كما قلت لها الصفحات .. آن الأوان أن تضع القيادة لهؤلاء حدا مانعا لجشعهم الكبير ..آن الأوان أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ..كي نقطع الشك باليقين.. ونمنع عن وطننا رحلة عذاب طويل ..بالكرامة المتساوية نتصدى لكل غزاة العالم ..ونقف بوجه كل إرهابي يعبر ارض وطننا ..بالكرامة المسلوبة تضعف المناعة ..وتهزل الأجسام وتتعفن العقول.. فتغدو ضعيفة المقاومة أمام عاصفة هوجاء.. تعمل على اقتلاع كل جذور الكرامة والمحبة ..لشعب هدفه البقاء.

2012-10-30
التعليقات