يحكى أن أحد الفلاسفة الفرنسيين اقترح عشية انتصار الثورة الفرنسية أن يلتحق الأطفال بالمدارس الداخلية لعزلهم عن أهلهم و مجتمعهم وذلك لإنتاج جيل جديد ولكن ذلك لم يتحقق بل تم تطبيق التعليم الإلزامي المعروف لنا جميعا.
كثيرا ما يفكر أحدنا كيف لنا أن نلحق بهذا النمو العالمي المتسارع و متى نكف عن اللحاق بالآخرين طبعا تتعدد الاجابات بحسب عدد الاشخاص الذين يطرح عليهم السؤال ..... ويمكن اختزال الإجابات رغم اختلافها بالآتي ... هل يلزمنا الكثير أو القليل من الزمن لنحقق التطور العلمي و التقني، أعتقد أنه يلزمنا الكثير من العمل و القليل من الوقت و لانتظار أجيالا أخرى لتقوم بذلك والأسهل توريث المشكلة لأبنائنا.
تعتبر تركيا و اليونان من أكثر الدول "نموا" بعدد تسجيل الشركات الجديدة و لكنها في الغالب زراعية قليلة الرأسمال بينما لا تحتل الولايات المتحدة موقع الصدارة بعدد الشركات و مع ذلك فغالبية المئة شركة الأولى في العالم هي أمريكية أو لنقل غربية مع الأخذ بعين الاعتبار أن محرك نمو الاقتصاد الصيني هو التصدير وليس الاستهلاك المحلي.
الكوادر البشرية المتعلمة والمدربة هي المحرك الرئيس لأي نمو أو تطور و في أيامنا الحالية أصبح التعليم بلا حدود من أي مكان في العالم فوجود الانترنت يكفي لمشاهدة محاضرات الفيزياء مثلا في جامعة هارفرد من خلال موقع اليوتوب أو الاستمتاع بمشاريع التخرج في مجال ادارة الاعمال لجامعة جنوب كاليفورنيا وهناك جامعات هندية و بريطانية و أوروبية أخرى عريقة قامت بتسجيل المحاضرات العلمية و النظرية و طرحها مجانا عبر الانترنت و اليوتوب،
دور النشر العالمية الكبرى أصبحت توفر للمشتركين الاطلاع على عدد كبير من الكتب العلمية مقابل اشتراك سنوي لا يتجاوز أحيانا ثمن ثلاثة أو أربع كتب مطبوعة.غوغل يوفر خدمات الترجمة المجانية للمواقع أو النصوص في حال عدم اتقان لغة ما.
و مفهوم الحاجة أم الاختراع ينبع باعتقادي أن الحاجة تدفع بالرغبة للاختراع لذلك ما ينقصنا لتحقيق ذلك كله هو الانترنت و ترشيد استخدامها، المقصود بالانترنت هو السرعة الكبيرة و السعر القليل، لقد قامت الحكومة مشكورة بخطوات جبارة لنشر الحواسب الشخصية بين فئات المجتمع كافة و آن الآوان لاستخدام هذه الاجهزة الاستخدام الأمثل و المفبد للمستخدم أولا ما ينعكس على المجتمع والاقتصاد لاحقا.
لذلك ما ينقصنا هو الانترنت السريع و الرخيص وسنكون في الصفوف الأمامية للمشاركة و ليس الاكتفاء بالمشاهدة و الجلوس في الصفوف الخلفية.