تخرج الدكتور (مؤتمن) من كلية الطب وتخصص في طب العظام في اوائل ستينيات القرن الماضي من الالفية الثانيه وقد كان آخر منصب شغله هو مدير مستشفى حكومي في بلده واحيل الى التقاعد في الحد الزمني الفاصل بين الالفيتين الثانية والثالثه
وكان قد ارسل ابنه (عرب) الى دولة اوروبيه لدراسة الطب النفسي مع ان حالات المرضى عندهم مختلفه عن مجتمعاتنا لتباين الحضارات والمسببات اما ابنته (عروبه) ارسلها الى دولة اوروبيه للحصول على الدكتوراه في الادب العربي ولكن لصعوبة اللغة العربيه فضلت التحول الى تعلم الرقص الشرقي على الانغام الاوروبيه والربابة الفرنسيه والطبل البريطاني
وفي احدى الليالي استيقظ الدكتور ابوعرب بعد منتصف الليل بقليل وهو يشعر بألام حاده في الركبتين وتشنج في الرجل اليمنى ما تحت الركبه وبعد دقائق زال التشنج ولكن بقي ألم الركبتين فازاح عنه غطاء السرير وهو شرشف كوري الصنع ونهض عن فرشته الطبيه المستورده من فرنسا وغادر غرفة النوم ايطالية الصنع وتوجه متثاقلا من الالم الى المطبخ وبصعوبة بالغه قام بتجهيز فنجان من القهوة التركيه تناولها مع كعك فرنسي وبعد تناوله الوجبة الخفيفه مد يده الى صندوق على الطاوله وتناول سوجار كوبي اشعله بعود ثقاب صيني وفكر في الالم الذي يشير الى ان مرض الكهوله قد بدأ الهجوم ولا بد من الدفاع وقرر ان يذهب في الصباح بسيارته الامريكيه الى احدى سفارات الاتحاد الاوروبي للحصول على تأشيره تمكنه من زيارة العديد من دول اوروبا
لانها بدون حدود جغرافيه تفصلها فعليا عن بعضها وهي موحده ويكفي تأشيره واحده لزيارتها جميعا وهو سيكون قد اصطاد عصفورين بحجر واحد لان من الضروري مراجعة احد المستشفيات الشهيره والموثوقه في اوروبا ورؤية طبيب اختصاصي عظام لان معظم الكهول الذين كان يعالجهم في المستشفى كانوا ينتعشون قليلا ثم ينهارون كليا بعد ذلك لانه كان يستخدم مزيل للالام مفعوله مؤقت لعدة شهور وبعدها يعود وضع المريض اكثر سؤا مما كان قبل العلاج وهو قبل مهاجمة الاوجاع والآلام كان يفكر بالسفر لزيارة عرب وعروبه المنشغلين في اعمالهم بعد ان قرروا الاستقرار في البلدان التي درسوا فيها وبعد ان انتهى ابوعرب او الدكتور مؤتمن من تدخين السوجار عاد متفائلا لاكمال نومه بعد ان هدأ الم الركبتين قليلا وقد اتخذ قرارا نهائيا بالسفر للنقاهة والعلاج حتى لا يكون مصيره مثل المرضى الذين كان يعالجهم