يقولون لي ؟. أتركها وأرحل...
لقد بنى الغراب عشا ً في وطنكم .......
وسماؤكم تلبدت بغيوم ٍ تمطر دما ً......
أرحل فلقد
احترفت سفنكم في بحر الظلمات ......
وتحولت مدينتكم الى رماد تحت الأنقاض ....
أرحل فلقد
ارتسمت لوحة من الكآبة فوق أجسادكم .......
وعصافيركم اختنقت من دخان الدمار .......
وهوائكم مملوء بذرات فاسدة تستنشقونها .....
أرحل فأنتم
تنتظرون الموت القادم من موت الانسانية....
أرحل وارحل وارحل .......................
الم لفح وجودي لسماع كلمات الرحيل ....
أجبتهم ...
كيف ارحل ايترك الطفل امه التي ارضعته الحنين من ثديها ...
كيف ارحل وبلدي موشاة بخيوط من نور. حاكت لي والدتي وسادتي والحياة حاكت لي
احلامي البريئة من خيوط بلادي...
كيف ارحل وتراث اجادي واصوات المجد في الأفق تصدح فب أفق الأعماق......
نعم لقد استباحت الذئاب الرقص على الجثث ....
ولكنهم لم ولم ولم يهزوا عروبتنا وجذورنا المتأصلة بالعمق ..
لم أنسى النسر الفينيقي المنتفض من بين ركام أنقاض الموت ..لأننا مثله
..أقوياء وسنظل أقوياء
سأبقى وأخطو بخطواتي الجريئة نحو السلام ..
وأرفع شعار المحبة بين القلوب السوداء ......
وان عصفت بنا رياح الغضب ، وانبثقت من بين الغيوم دماء سوداء ، ولو أنبتت
الأرض بقايا جثث ستبقى الشمس غير ملوثة تحتضن سماء بلادي ......
حبا الله الشأم بنور جلاله وزين العالم بها . وبعد أن كانت تاج على رؤوس الأشهاد . اليوم يتطاول صغار القوم للنيل من شموخها والنيل من عزها وكرامتها ولكن هيهات لن يستطيع إنسان أن يهدد مدينة تحت كنف حماية الرحمان . ولن يمحو الغبار والركام والأحداث عراقتنا وتاريخنا . فابقي عزيزتي فببقائنا تستمر حياة الأبدة الفينيقية . ويستمر النور سوريا ينير للعالم دربه في ظلمة الخوف التي وقع فيها . أبقي لنبقى معا . بارك الله خاطرتك فهي ملئى بالوطنية التي يفتقدها كثير من الذكور هذه الأيام